«هآرتس»: «نصر الله» بقي وحيدا بعد مقتل «بدر الدين»

الأحد 15 مايو 2016 01:05 ص

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن إعلان «حزب الله» أمس السبت، الذي اعتبر أن موت القائد «مصطفى بدر الدين» بالقرب من دمشق، كان نتيجة لقصف منظمات المعارضة في سوريا، يلغي إمكانية التصعيد بين المنظمة الشيعية وبين «إسرائيل» في أعقاب القتل.

وأوضحت الصحيفة وفقا لما نشرته صحيفة «رأي اليوم»، أنه في حالات سابقة تم فيها قتل قادة الذراع العسكري لـ«حزب الله» (عماد وبعده جهاد مغنية وبعد ذلك حسن لقيس) أو مخربون يرتبطون بـ«حزب الله» (سمير قنطار)، وجهت المنظمة إصبع الاتهام نحو «إسرائيل» خلال فترة قصيرة وهددت بالانتقام.

وذكرت الصحيفة أن إعلان «حزب الله» في هذه المرة يناسب العلامات الأولية التي توجد في الطرف الإسرائيلي، فيما يبدو أن الطرفين يعرفان بأن المتهم هو طرف ثالث، لافتة أنه في جميع الحالات هما غير معنيين بالتصعيد والمواجهة فيما بينهما، رغم أن وصف الحادثة يترك الكثير من التساؤلات «أي تنظيم من تنظيمات المتمردين قادرة على القصف المدفعي مع المعلومات الدقيقة، حيث إن بدر الدين هو الوحيد الذي أصيب من بين المتواجدين معه؟ وأي تنظيم ينفذ عملية كهذه ولا يتفاخر بها؟»، مضيفة أن «حزب الله وإسرائيل تعتبران هذا الأمر محسوما، فالمنظمة ستستمر في دعم نظام الأسد، أما إسرائيل فتحافظ على انخفاض اللهب في الحرب الأهلية في سوريا».

وبحسب الصحيفة، فرغم أن هذا السيناريو قد يبدو مبالغا فيه، إلا أن تقديرات أمس تشير إلى أن «بدر الدين» قد قتل بسبب أزمة داخلية وكجزء من تصفية الحساب داخل «حزب الله» أو داخل المعسكر الشيعي، مشيرة إلى أن هذه التقديرات تعتمد على الإصابة «النظيفة» لقائد «حزب »دون مصابين آخرين، وعلى المعلومات الداخلية التي ساعدت في التنفيذ السهل للقتل، وعلى التوتر الداخلي بين «بدر الدين» وقادة آخرين في «حزب الله» في أعقاب التحفظ من سلوكه، وعلى الفترة الزمنية الفاصلة، أكثر من 24 ساعة، التي احتيج إليها كي ينشر «حزب الله» إعلانا يلقي فيه بالمسؤولية، بشكل غريب، على المتمردين، على حد وصف الصحيفة.

ووفقا لما نشرته الصحيفة العبرية، فيبدو أنه لن يأسف أحد من خارج المعسكر الشيعي على «بدر الدين»، فخلال عشرات السنين من العمل في صفوف «حزب الله»، نشأ أعداء لـ«بدر الدين»، ليس فقط في «إسرائيل» والغرب، بل أيضا في العالم العربي، وبشكل عام، الرسالة الرادعة هي أن معظم هؤلاء الأشخاص «مغنية» وابنه «جهاد» و«لقيس» وقبلهم أمين عام «حزب الله» السابق «عباس موسوي» الذين عملوا طوال حياتهم على تخطيط العمليات الإرهابية ضد المدنيين، لا يموتون في أسرتهم، قائلة: «حسن نصر الله»، بقي وحيدا إلى حد ما في قيادة المنظمة، حيث بقي عدد قليل من المجموعة التي شكلت التنظيم في بداية الثمانينيات.

وقالت الصحيفة إن موت «بدر الدين»، الذي هو صهر «عماد مغنية» والذي أخذ بعض صلاحياته بعد تصفيته في دمشق في فبراير/شباط 2008، يعتبر الخسارة الأصعب بالنسبة لـ«حزب الله» في الحرب الأهلية السورية حتى الآن، مضيفة: «لقد زادت المنظمة تدخلها في الحرب السورية في صيف 2012 بناء على طلب من الأسد وتوجيهات من إيران، ومنذ ذلك الحين قتل عدد من القادة الميدانيين رفيعي المستوى في حزب الله، ولكنهم ليسوا بمستوى بدر الدين».

وتقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن خسائر «حزب الله» في سوريا بلغت إلى الآن 1600 قتيل وأكثر من 5 آلاف جريح، وقد كان «بدر الدين» مسؤولا في السنوات الأخيرة عن جهود «حزب الله» في سوريا في الوقت الذي كان فيه القائد العسكري «طلال حامية» مسؤولا عن العمليات الخارجية للحزب.

وأفادت الصحيفة بأنه في الوقت الحالي يشارك في الحرب السورية حوالي 5 آلاف مقاتل، وهذا ربع قوة «حزب الله النظامية، لكن المنظمة أيضا تسجل أفضليات نتيجة لهذه الحرب، حيث يتحدث الجيش الإسرائيلي عن تحسن حقيقي في قدرة «حزب الله» على تشغيل أطر عسكرية كبيرة تعتمد على التكنولوجيا والاستخبارات وتجربة كبيرة من العمليات العسكرية وزيادة مهارات القادة العسكريين، وإذا اعتبرت «إسرائيل» في الماضي أن «حزب الله» منظمة إرهابية تستخدم حرب العصابات، فهي تتعامل معه اليوم كجيش صغير، حيث أن قدراته وسلاحه يفوقان ما يوجد في كثير من دول الشرق الأوسط.

وذكرت أن التعرض لحياة «بدر الدين» هو استمرار لفترة سيئة بالنسبة لـ«حزب الله» في سوريا، رغم أن تواجد روسيا العسكري، إضافة إلى وقف إطلاق النار الضعيف، تخدم رئيس النظام السوري وقد نجحت في وقف فقدان الأراضي لصالح من المعارضة، الأمر الذي وصل إلى الذروة في الصيف الماضي، موضحة أن استمرار الحرب يتسبب لإيران و«حزب الله» بدفع الثمن الباهظ.

ونشرت في الشهر الماضي تقارير حول موت ضباط إيرانيين رفيعي المستوى في حلب، وفي المعارك في المناطق المحيطة بقرية خان طومان في جنوب حلب، حيث قتل وأسر العشرات من «الحرس الثوري الإيراني على أيدي المعارضة وقد تم طرح طلب في البرلمان الإيراني وهو إقامة لجنة تحقيق لفحص الفشل العسكري.

وقالت الصحيفة إن النشاط الجوي الروسي الذي تم تقليصه ولكنه لم يتوقف تماما والذي ساهم في استقرار النظام و خطوط الدفاع، لم يضع حدا للمعارك أو لوقف نزف «الأسد» ومؤيديه، وإن إيران تظهر حساسية تجاه الضحايا العسكريين في سوريا، وقد قلصت قبل أشهر عدد قواتها بسبب انتقاد الجمهور في الداخل من زيادة عدد المصابين في الحرب.

وأكدت الصحيفة أنه لا يوجد أمام «نصر الله» أي خيار سوى الاستمرار في دعم «الأسد»، وهذا ما يطلبه منه الإيرانيون، إلا أنها أوضحت أن موت «بدر الدين» الذي هو من أكبر القادة في «حزب الله» وأقدمهم، يذكر بالثمن الذي يدفعه «حزب الله» والذي سيستمر في دفعه مقابل مشاركته في الحرب خارج لبنان، حيث الدولة التي يقول «نصر الله» إنه المدافع الفعال الوحيد عنها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حزب الله حسن نصر الله مصطفى بدر الدين إسرائيل سوريا لبنان

«حزب الله» يطلب من الصحفيين الغربيين عدم القول إن (إسرائيل) قتلت «بدر الدين»

واشنطن تنفي قتل التحالف الدولي لـ«مصطفى بدر الدين» ولا تؤكد مقتله

مغردون كويتيون يهاجمون «دشتي» بعد مدحه «بدر الدين» قتيل «حزب الله» في سوريا

مقتل «بدر الدين» ورواية حزب الله غير المقنعة

«المرصد السوري» يكذب رواية «حزب الله» حول مقتل «بدر الدين»

«حزب الله»: قصف مدفعي «للتكفيريين» وراء قتل «بدر الدين»

مصادر إيرانية: «حزب الله» يتجه لاتهام السعودية وآخرين ‏باغتيال ⁧«بدر الدين»

نهاية غامضة لرجل غامض

«نصر الله» إذ يستعين بجنرال أمريكي متقاعد!!

«نصر الله»: مقتل «بدر الدين» يدفعنا إلى حضور أكبر في سوريا

«نصرالله»: أموالنا وصواريخنا تصل من إيران.. وسنزيد قواتنا في حلب