قال الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الأحد، إن تحديد سبب تحطم طائرة الركاب المصرية فوق البحر المتوسط يوم الخميس، قد يستغرق وقتاً طويلاً.
وأضاف في كلمة ألقاها في مدينة دمياط الساحلية وبثها التلفزيون المصري على الهواء، أن كل الفرضيات محتملة في حادث تحطم الطائرة التي كانت تقل 66 شخصاً في رحلة من باريس إلى القاهرة.
وأضاف بالقول إن «السلطات المصرية تسعى بجميع إمكانياتها لإيجاد الصندوقين الأسودين، فضلا عن تحريك غواصة تابعة لوزارة البترول اليوم الأحد لانتشال الصندوقين الأسودين».
وعلى صعيد متصل، ثمن «السيسي» إدارة أزمة حادث الطائرة التي عملت بشكل جيد عن طريق إصدار بيانات متتالية بكل ما يتوفر لديها من معلومات، على حد قوله.
هذا وناشد الرئيس «السيسي» وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، بعدم الاستباق وطرح فرضيات، مطالبا بتحري الدقة والتثبت من الأخبار قبل نشرها، مجددا تأكيده أنه بمجرد ظهور نتائج التحقيقات سيتم الإعلان عنها فورا.
وكان محلل حوادث الطيران «تيم فان بافرين» قد كشف في لقاء له مع «دويتشه فيله»، أن حريقا نشب في الطائرة قبل أن تختفي على شاشات الردار، مشيرا إلى أن هذه المعلومات تسلمها من مؤسسة الطيران ومن مصادر داخل مصر للطيران.
وأضاف أن «الطائرة ترسل معلومات بشكل مستمر عن طريق نظام يطلق عليه «أكا» وهو نظام تسجيل وتقارير واتصالات بالطائرة، وهذا مختلف عن الصندوق الأسود، حيث يرسل معلوماته بالقمر الصناعي من الطائرة، وخاصة عندما يحدث أي تغيير أو عطل في النظام، وعندها يقوم بتنبيه فريق الصيانة بخصوص ما يجب فعله عند هبوط الطائرة».
«بافرين» أكد أن «هذا النظام أرسل رسائل واضحة جدا في الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش، 2:26 صباحا بتوقيت القاهرة، تم التقاط إشارات بوجود دخان في حمام الطائرة، وبعدها بدقيقة تم التقاط إشارات بوجود دخان بوحدة القيادة، ووحدة القيادة هي الوحدة أسفل غرفة القيادة، حيث توجد كل الالكترونيات وكل أجهزة الكمبيوتر»، لافتا غلى أن الإيرباص مليئة بالإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر، لافتا إلى أنه بعد الدخان والحريق حدث فشل في وحدت التحكم في القيادة، ثم فشلت وحدة التحكم الثانوية، ثم انقطعت الإشارات».
ونشر الجيش المصري، السبت صورا لحطام طائرة مصر للطيران رحلة رقم «MS804»، التي اختفت، الخميس، أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة.
وكان الجيش المصري أعلن في وقت سابق من يوم الجمعة، العثور على أجزاء من حطام الطائرة وبعض المتعلقات الخاصة بالركاب، في البحر الأبيض المتوسط، بعد اختفائها قرب نقطة «كومبي» التي تندرج ضمن نطاق المراقبة لمطار القاهرة.
من جهته، أخبر المتحدث باسم هيئة الطيران الفرنسية شبكة «CNN»، السبت، أن مكتب التحقيقات الفرنسي لسلامة الطيران المدني (BEA) يؤكد إرسال طائرة مصر للطيران «MS804» رسائل تلقائية تُفيد بوجود دخان في الجزء الأمامي من الطائرة.
وقال المتحدث باسم هيئة الطيران الفرنسية، «سيباستيان بارث»: «يؤكد مكتب التحقيقات الفرنسي لسلامة الطيران المدني إرسال الطائرة رسائل ACARS أوتوماتيكية حول وجود دخان في الجزء الأمامي من الطائرة،» مضيفا أنه «لا يمكن التأكد من سبب الدخان وموقع مصدره. الأولوية الرئيسية للتحقيق هي تحديد موقع الطائرة وتسجيلات بيانات الرحلة من قمرة القيادة».
يشار إلى أن «سي إن إن» حصلت، الجمعة، على وثيقة تكشف رصد إنذار بالدخان على متن رحلة طائرة «MS804» في الدقائق الأخيرة التي سبقت اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، فجر الخميس، خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة.
والوثيقة، التي حصلت عليها الشبكة من مصدر مصري، هي عبارة عن صورة من شاشة نظام الاتصالات وتوصيل البيانات بين الطائرات والمراكز الأرضية (ACARS).
يُذكر أن الطائرة المصرية قضت مدة ساعة ونصف في مطار «شارل ديغول» في العاصمة الفرنسية باريس، بين الساعة الـ9:50 مساءً وحتى الساعة الـ11:20 بالتوقيت المحلي مساء الأربعاء.
كما أجريت مقابلات مع الطاقم الأرضي في محيط الطائرة، بما في ذلك الموظفين ومقدمي المطاعم وعمال رصيف المنحدر والأمتعة وحراس البوابة من قبل السلطات، وفقا لمسؤولين فرنسيين.
وترفض السلطات المصرية أي رواية عن وجود عطل فني في الطائرة، وترجح فرضية العمل الإرهابي.