أعلنت مصر رفضها أي رواية تقول بانتحار قائد الطائرة المنكوبة، فيما رجحت صحة الفرضيات التي تقول بأن الطائرة تعرضت لعمل إرهابي.

فمن جهته، هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار «أحمد أبو زيد»، شبكة «سي إن إن» الأمريكية على خلفية بثها أنباء تلمح لانتحار قائد الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط فجر أمس الأول الخميس.

وكتب «أبو زيد»، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إعطاء شبكة سى إن إن الأمريكية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، فى وقت ما تزال فيه الأسر فى حالة حداد، أمر لا يبعث على الاحترام».

من جانبه، قال مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى، لـ«CNN»، أمس الجمعة، إن السلطات المصرية تعتقد أن طائرة مصر للطيران «MS 804» أُسقطت نتيجة هجوم إرهابي بسبب طريقة وقوع الحادث.

وأضاف المصدر أن الحكومة المصرية شعرت بالحاجة للكشف عن شكوكها، بسبب الانتقادات التي اعتبرت أن الحكومة «في حالة إنكار» خلال حادث الطائرة الروسية في سيناء في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان وزير الطيران المصري «شريف فتحي»، أعلن في مؤتمر صحفي، الخميس، أن فرضية الهجوم الإرهابي أكثر ترجيحا من العطل الفني.

وأوضح المصدر أن «الطريقة التي انحرفت وسقطت بها الطائرة من السماء تجعلنا نعتقد ذلك»، مضيفا أن المحققين سيكون بإمكانهم الحصول على مزيد من المعلومات من الصندوقين الأسودين للطائرة التي يأملون في العثور عليها قريبا بعد العثور على حطام من الطائرة.

وبينما تحقق السلطات المصرية في طاقم الطائرة وقائدها والعناصر الأمنية التي كانت على متنها، قال المصدر إنه «لا يوجد أي شيء يورطهم بأي طريقة ولا يوجد أي دليل على ذلك».

وأضاف أن طريقة فقدان السيطرة على الطائرة وسقوطها الحاد بمقدمتها مثل «قفزة الغطس الرأسية» تشير إلى أن قائد الطائرة لم يقودها نحو البحر.

وأكد المصدر المسؤول أن السلطات المصرية تسعى للحصول على معلومات من فرنسا حول العناصر الأمنية وعمال نقل الحقائب والخدمات قبل أن تقلع في رحلتها الأخير من مطار شارل ديغول في باريس، مضيفا أن الطائرة خضعت لإجراءات التفتيش قبل مغادرة القاهرة.

في السياق ذاته، قال «CNN»، إنها حصلت الجمعة، على وثيقة تكشف رصد إنذار بالدخان على متن رحلة طائرة مصر للطيران رقم «MS804» في الدقائق الأخيرة التي سبقت اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، فجر الخميس، خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة.

والوثيقة، التي حصلت عليها «CNN» من مصدر مصري، هي عبارة عن صورة من شاشة نظام الاتصالات وتوصيل البيانات بين الطائرات والمراكز الأرضية (ACARS).

وتظهر الوثيقة عن وجود إنذار بالدخان في الساعة 00:26 بتوقيت غرينيتش (الساعة 02:26 بتوقيت القاهرة)، وإنذار آخر بعدها بدقيقة، وجاءت تلك التحذيرات قبل حوالي 4 دقائق من اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، إذ أعلنت مصر للطيران أن الطائرة اختفت الساعة 02:30 فجر الخميس.

وكان العميد «محمد سمير» المتحدث العسكري المصري، قال امس، إنه فى إطار الجهود المبذولة من عناصر البحث والإنقاذ للقوات المسلحة فى البحث عن الطائرة المنكوبة، منذ الخميس، تمكنت الطائرات المصرية والقطع البحرية المصرية المشاركة صباح الجمعة من العثور على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب.

وأضاف في بيان أنه تم العثور على أجزاء من حطام الطائرة فى المنطقة شمال الإسكندرية، وعلى مسافة 290 كم، وجاري استكمال أعمال البحث والتمشيط، وانتشال ما يتم العثور عليه.

من جانبه، أكد اللواء أركان حرب طيار «هشام الحلبي» المستشار بأكاديمية ناصر في تصريح خاص للتليفزيون المصري أنه لايمكن ترجيح أي سيناريو من السيناريوهات بشأن اختفاء طائرة مصر للطيران، إلا من خلال العثور على الصندوق الأسود ، مشيرا إلى أن كل طائرة عليها صندوقين أسودين ولا يمكن أن يحدث لهما تلف أو تحطم إلا في حالات نادرة .

وبدوره، أكد وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب «يحيي كدواني»، في تصريحات صحفية أن الصندوق الأسود سيكون المحدد الوحيد لمجريات الأمور، مطالبًا بسرعة العثور عليه والتعرف على ما يحتويه من بيانات ومعطيات، بحسب ما نقلت مواقع مصرية.

وشدد في الوقت ذاته على ضرورة عدم الاستعجال وتكوين انطباعات وإصدار الأحكام والاتهامات بالتقصير لحين التعرف بشكل شبه كامل على ملابسات الحادث.

واختفت الطائرة، التي كان متنها 66 شخصا، الخميس قبل حوالي نصف ساعة من موعد وصولها إلى العاصمة المصرية.

وكانت قناة «زفيزدا» الروسية أفادت أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تبنى حادثة إسقاط الطائرة المصرية، حسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضافت القناة أن التنظيم هدد بشن هجمات أكثر تدميرا خلال بطولة أوروبا لكرة القدم في فرنسا، دون أن تكشف أين أعلن التنظيم عن تبني العملية.