لقي سعودي وولده حتفهما بعد سقوطهما في حفرة صرف صحي بجدة فجر الخميس الماضي، وطالب أمير منطقة مكة المكرمة بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات الحادثة، فيما دشن مغردون حملة عبر تويتر لانتقاد أمانة محافظة جدة بعد إصدارها بيان تنفي مسؤوليتها عن الحادث.
لقى سعودي وولده حتفهما في حفرة صرف صحي بالقرب من مول تجاري في شارع التحلية بجدة فجر الخميس، وذلك عندما حاول الأب انقاذ ابنه البالغ خمسة أعوام الذي تفلت من يده ولحق به الأب.
وطالب أمير منطقة مكة المكرمة «مشعل بن عبدالله» بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات الحادثة، بينما تنصلت أمانة محافظة جدة من مسئوليتها عن الحفرة وحملت المسئولية للمول التجاري.
وقالت أمانة جدة في بيان لها«تود أمانة محافظة جدة التوضيح بأن الحادثة وقعت في صباح يوم الخميس الماضي أمام أحد المراكز التجارية بشارع اﻷمير محمد بن عبدالعزيز، إذ سقط الطفل في غرفة الصرف الصحي التي يبلغ ارتفاع فوهتها عن سطح الأرض 50 سنتيمتراً تقريباً، وتقع داخل ملكية خاصة وهي لا تخضع للإشراف أو المراقبة من أمانة محافظة جدة بل هي مسؤولية الجهة المالكة (المركز التجاري)، علماً بأن التحقيق جارٍ حالياً بمشاركة الجهات الحكومية المختصة».
من جانبهم، اعتبر عدد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أن بيان أمانة محافظة جدة الذي يتنصل من المسؤولية، مستفز ومستخف بالعقول وغير مسؤول، على حد قولهم.
ونوه المغردون إلى غرابة بيان الأمانة الذي نشرته أمس على مواقعها الإلكترونية لا سيما «تويتر»، مشيرين إلى أنه لا يمكن أن تحمل الأمانة المسؤولية لمالك المركز التجاري أو الطفل ووالده لأنهم لم يروا الفوهة التي كانت بعرض 50 سم، حسب وصف الأمانة في بيانها، معتبرين أن ذلك يفتح الباب أمام الجميـع ليفعل ما يشاء في ملكيته الخاصة دون محاسبة من قبل الأمانة.
ودشن مغردون حملة عبر وسم «#حادثة_شارع_التحلية» أبدوا فيه حزنهم و انزعاجهم من هذا الإهمال والاستخفاف رغم المليارات التي تصرفها المملكة لاحتواء أزمة الصرف الصحي.
وتساءل حساب «مسطيقة» متعجبا «بالنسبة لحفر الصرف الصحي، إذا شفت وحدة مكشوفة وحبيت أبلغ عنها لمنع تكرار المأساة، حأبلغ مين إذا كانت الأمانة غير مسؤولة؟».
بينما قال الكاتب السعودي في جريدة الحياة «جمال خاشقجي»: «حادثة شارع التحلية تستوجب غضباً من أعلى مستوى في البلد ومحاسبة أعلى مسؤول في أمانة جدة».
فيما كشف حساب آخر: «قبل 10 سنوات مشروعات عاجلة بتكلفة (7 مليارات) ريال لاحتواء مشكلة الصرف الصحي الحرجة في جدة». مشيرا إلى أنه «لا يمكن الإصلاح بنفس الأشخاص والمنظومات التي تسببت في الخلل، والله ما راح تصلح».
وقال حساب «أخبار 24»: «ضحية "حادث التحلية": عائد من أمريكا بدكتوراه في الهندسة.. وتعرض لصدمة برأسه داخل الصرف»، وأكد «علي آل حطاب» عبر ذات الوسم: «مواطن صالح أحضر الدكتوراة لينفع مجتمعه "قمة المواطنة"، ومسؤول فاسد أهمل أمانته"قمة الخيانة"، إختناق المواطنة بنجاسة الفساد».
وأشار حساب جريدة «سبق»السعودية إلى أن «ضحية #حادثة_شارع_التحلية جاء من أمريكا بدكتوراه الهندسة قبل أشهر ليلقى حتفه بسبب غطاء صرف بـ100ريال،وزوجته ووالدته ممتنعتان عن الطعام».
وكان مسؤول في وزارة المياه والكهرباء السعودية قد قال منذ عشر سنوات أن الوضع «الحرج» للصرف الصحي في مدينة جدة دفع بتعجيل تنفيذ عدة مشاريع في وقت واحد، تتكلف 7 مليارات ريال (نحو 1.9 مليار دولار)، لاحتواء المشكلة في جميع أحياء جدة!.