مصر تتهم «العفو الدولية» بالتحريض ضدها في مقتل «ريجيني»

الخميس 23 يونيو 2016 06:06 ص

اتهمت الخارجية المصرية، مساء الأربعاء، منظمة العفو الدولية، بأنها «غير حيادية أو مهنية، وتتعمد انتقاد الأوضاع في مصر»، مشيرة إلى أن المنظمة «لجأت إلى أسلوب التحريض ضد مصر في قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني».

جاء ذلك ردا على ما نشرته صحف إيطالية حول توجيه المنظمة، خطاباً إلى وزير الخارجية الإيطالي «باولو جنيلوني»، الإثنين، تضمن اتهاما للسلطات المصرية بـ«التقاعس عن التعاون في الكشف عن ملابسات مقتل ريجيني»، والإشادة بقرار ايطاليا سحب سفيرها من القاهرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «أحمد أبوزيد»، في بيان نشرته وكالات الأنباء إنه «يستنكر أسلوب التحريض الجديد الذى بدأت تنتهجه المنظمة ضد مصر» معتبراً ذلك «منحىً جديدا في أسلوب الاستهداف بعد أن دأبت على توجيه انتقاداتها في السابق من خلال تقارير دورية».

وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن «اندهاشه لكون المنظمة لم تنتقد في خطابها عدم تعاون جامعة كامبريدج مع أسرة الطالب الإيطالي ورفضها موافاة محامى الأسرة بأية معلومات قد تسهم في الكشف عن أسرار الحادث» وهي الاتهامات التي لم يتسن التأكد من مدى صحتها.

واتهمت «العفو الدولية»، مصر بأنها «لا ترغب في التعاون الجاد مع التحقيقات الإيطالية»، مشيرة إلى أنها «تقدر المواقف التي اتخذتها الحكومة الإيطالية بما فيها قرار استدعاء السفير من القاهرة، والاطمئنان مؤخرًا أنه سيبقى في إيطاليا».

ووفق السفارة الإيطالية، فإن الشاب والباحث الإيطالي جوليو ريجيني، (28 عاماً)، كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لتحضير أطروحة دكتوراه حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 يناير/ كانون ثان الماضي، في حي الدقي (محافظة الجيزة)، حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل أن يعثر عليه مقتولًا في 3 فبراير/شباط الماضي.

واشترطت وزارة الخارجية الإيطالية الجمعة الماضي، صدور تقييم النيابة العامة في روما حول التحقيقات، قبل عودة سفيرها إلى القاهرة.

ونُقلَ عن وزير الخارجية الإيطالي «باولو جينتيلوني»، قوله إن سفير بلاده المعين في القاهرة «جامباولو كانتيني»، لن يتوجه إلى مصر لمزاولة مهام عمله حتى صدور تقييم النيابة العامة في روما حول التحقيقات في مصرع مواطنها  ريجيني.

وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، استدعت الخارجية الإيطالية سفيرها في القاهرة، آنذاك، «ماوريتسيو مساري»، للتشاور بسبب ما قالت إنه «عدم تعاون» السلطات المصرية معها في تحقيقات مقتل «ريجيني»(28 عامًا)، الذي تتهم جهات إيطالية الأمن المصري بالتورط في تعذيبه وقتله، لكن القاهرة تنفي ذلك بشدة.

وفي 11 مايو/ أيار الماضي، أصدر رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي»، قراراً بتعيين «كانتيني» سفيرا جديدا لدى مصر، إثر زيارة أجراها وفد برلماني مصري إلى روما، ومؤشرات على تعاون السلطات المصرية في التحقيقات التي تجريها روما في مقتل «ريجيني»، لكن السفير الجديد لم يتوجه إلى القاهرة حتى الآن.

وحول ذلك، نقل التلفزيون الحكومي الإيطالي تصريحات صحفية لـ«جنتيلوني»، قال فيها: «مبادرتنا باستدعاء السفير هو قرار جاد للغاية، ونحن لم نغيره».

وأوضح أن توجه السفير الجديد إلى مقر عمله في القاهرة «يعتمد على تقييم النيابة العامة في روما للوثائق التي تسلمتها من السلطات القضائية المصرية حول واقعة مصرع ريجيني».

ومؤخراً، أعلنت النيابة العامة في روما التي تحقق في واقعة مقتل «ريجيني» أن الزعم بقتله على يد عصابة إجرامية هي «فرضية كاذبة أعدتها السلطات المصرية لتضليل التحقيقات».

وفي 25 مارس/آذار الماضي، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا قالت فيه إنها «عثرت على حقيبة بها متعلقات ريجيني بحوزة شقيقة زعيم عصابة إجرامية، قتل أفرادها الأربعة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في القاهرة».

وأثار البيان في حينها، عاصفة انتقادات ساخرة من إعلاميين ونشطاء مصريين للرواية التي قدمتها الوزارة، كما فشل في إقناع المحققين والسياسيين الإيطاليين، فضلًا عن أسرة الضحية والرأي العام في إيطاليا.

لكن القاهرة عادت وقالت إنها لم تربط بين مقتل «ريجيني» والعثور على متعلقاته لدى عصابة إجرامية.

يشار إلى أن استطلاعًا للرأي، أجراه التلفزيون الرسمي الإيطالي الشهر الماضي، كشف عن اعتقاد غالبية الإيطاليين، بـ«مسؤولية السلطات المصرية عن مصرع ريجيني».

وكانت تقارير غربية عدة، اتهمت الداخلية المصرية بـ«التورط في قتل الطالب الإيطالي»، لكن وزير الداخلية اللواء «مجدي عبد الغفار»، نفى ذلك الاتهام، خلال تصريحات صحفية سابقة، وأعلن فتح تحقيقات في الحادث.

ونشرت جريدة «كورييري دي لا سيرا» الإيطالية تقريرا في 16 من يونيو/حزيران الجاري تناولت فيه الأدلة المضللة المقدمة من قبل الشرطة المصرية حول مقتل «ريجيني»، وكذلك نتائج تحقيقات النيابة المصرية التي أرسلت إلى روما.

وأبرزت «دي لا سيرا» المتعلقة بالبيانات التقنية تنفي مسؤولية التشكيل العصابي الذي تم تصفيته في 24 مارس/أذار الماضي، ما يعزز فرضية أن العثور على متعلقات «ريجيني» في منزل أحد افراد التشكيل العصابي هي قصة تم تدبيرها على طاولة اجتماعات.

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

  كلمات مفتاحية

العفو مصر اتهام تحريض الإيطالي ريجيني

إيطاليا تشترط صدور تقييم النيابة في قضية «ريجيني» قبل عودة سفيرها لمصر

صحيفة إيطالية: مصر تتعمد تضليلنا بتحقيقات مقتل «ريجيني»

نيابة روما: فرضية مصر بشأن مقتل «ريجيني» على يد عصابة إجرامية كاذبة

مستند سري يؤكد: «ريجيني» كان ضحية الصراع بين الأجهزة الأمنية المصرية

مصر تسلم إيطاليا تحقيقات ووثائق جديدة تتعلق بمقتل «ريجيني»

حملة إلكترونية للتذكير بمقتل الباحث الإيطالي «ريجيني» في مصر

البرلمان الإيطالي يلغي توريد قطع غيار حربية لمصر على خلفية أزمة «ريجيني»

«إيني» تتلقى عروضا لبيع 20% من حصتها في حقل ظهر شمالي مصر

إيطاليا: حقيقة مقتل «ريجيني» مسألة كرامة وطنية

«العفو الدولية» تحث إيطاليا على تنفيذ إجراءات أكثر حده تجاه مصر بسبب «ريجيني»

كيف تقوي المعارضة منتهكي حقوق الإنسان؟