أسئلة حول صمت السعودية عن سلوك «الحوثيين»

الأحد 19 أكتوبر 2014 07:10 ص

لم يجد أحد تفسيرا لصمت السعودية عن سيطرة «الحوثيين» على مناطق مهمة وكثيرة في اليمن من ضمنها العاصمة صنعاء، سوى عدم رغبة الرياض في صعود قوى التغيير التي أطاحت بالرئيس السابق «على عبدالله صالح».

ويعتقد أن الرياض قامت بذلك خشية من أن تطالها موجات التغيير التي أصابت أكثر من مكان في العالم العربي فقامت المملكة بدعم من تبقى من الأنظمة للوقوف في وجه الثورات.

لكن «الحوثيين» لم يتوقفوا في توسعهم إذ باتوا يشاركون السعودية الحدود بعد سيطرتهم الأيام القليلة الماضية على أجزاء كبيرة من مدينة «حجة» التي يربطها «معبر الطوال» الحدودي والذي يعد الأهم  مع السعودية، فضلا عن سيطرتهم الكاملة على مدينة «صعدة».

تعد اليمن الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية كما أن موقعها البحري الاستراتيجي يضيف لها أهمية خاصة في السيطرة على الحركة الملاحية في الخليج، وعندما تصبح اليمن تحت سيطرة «الحوثيين» فإن هذا يعني شيئا واحدا هو سيطرة إيران على المنطقة.

سعدت «طهران» وصرح مسؤولون رسميون فيها أن إيران باتت تسيطر على 4 عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو الموقف السعودي، هل هو منشغل بالتحالف ضد تنظيم «الدولة»؟ الذي يعني القضاء عليه أيضا فتح المجال لإيران وحلفائها لمزيد من التمدد في الجهة الأخرى.

لم يلاحظ سوى تحفظ دولة واحدة من دول المنطقة وهي تركيا التي طلبت توضيحات وضمانات بشأن مستقبل المنطقة وخريطة التوازنات فيها بعد القضاء المفترض على «الدولة الإسلامية»، غير أنه وعلى العكس فإن السعودية التي يسيطر «الحوثيون» على حدودها الجنوبية والتي قبلت بـ«العبادي» في العراق هي التي ينبغي أن تطلب ضمانات من تحالف ربما لو لم تدعمه بالمال أو رفضت شرعيته لما كان له أن يكون بهذا الشكل خاصة مع وجود استراتيجية أمريكية لا ترغب بالتدخل المباشر.

منذ 2009 شاركت السعودية في هجمات ضد «الحوثيين» بالتشارك مع الجيش اليمني لكنها فجأة صمتت صمت القبور عن استيلاءهم على العاصمة اليمنية، ثم رحبت باتفاق «الحوثيين» مع الحكومة اليمنية وفيما بقي الدعم للرئيس «هادي» شفهيا قالت السعودية إنها ترحب في هذا السياق باتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الذي وقعته الأطراف السياسية بالجمهورية اليمنية.

وفي هذا الخصوص يفتح كثيرون فوهات الأسئلة أمام هذا الصمت السعودي ويربطونه باتفاقات وترتيبات معينة مع ايران خاصة في ظل أجواء التقارب بين الطرفين مؤخرا.

ويشار إلى أن تواطئات من المؤكد أنها حدثت, حيث يقول متابعون للشأن اليمني أنه ما كان لـ«الحوثيين» أن يقضوا على سيطرة اللواء «علي محسن الأحمر» لولا أن السعودية غضت النظر أو سمحت بذلك كما أن تحالف «الحوثيين» مع «علي صالح» يشير بوضوح إلى وجود التواطؤ.

هذا الموقف إن كان تواطئا مع إيران أو كان غير ذلك فانه يعد ذكاء من الساسة الإيرانيين على الوجهين فقد استطاعوا أن يقرؤوا إدراك السعودية وقناعتها المتمثلة في أن «الإخوان المسلمين» أخطر عليها من ايران وحلفائها بالرغم من التوافق المذهبي والقومي والثقافي مع الطرف الأول.

ويعود الحديث مجددا عن سؤال  الضمانات والخطوات التأمينية التي وضعتها السعودية لنفسها إذ أنها ما زالت تقتنع أن إيران تشكل خطرا عليها لكن لم يبد أنها حققت ذلك, فعلام تستند الرياض وما هي خطواتها أو حدودها وما هي عوامل قوتها التي تستطيع إلزام «الحوثيين» بالتوقف عندها؟

يشار في هذا أن المملكة تعتبر «الحوثيين» قوة عسكرية ليس لها خلفية مؤسساتية سياسية فيما يتمتع الإصلاح بقوة سياسية مع وجود مؤيدين عسكريين لها, فان المقاربة السعودية غضت النظر لضرب القوة السياسية  بالقوة العسكرية وترى في الإخوان خطرا قائما بينما في «الحوثيين» خطرا كامنا وتعتمد سياستها وفق أن «الحوثيين» مهما سيطروا عسكريا وميدانيا لن تكون لهم الكلمة الأولى في اليمن بينما لو سيطر «الإخوان فإنهم لهم القدرة على تكوين كيان يهددها, وستثبت الأيام صوابية أو خطأ الحسابات السعودية التي  أدخلت الدب إلى كرمها.

المصدر | خاص - الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الحوثيون إيران علي صالح عبد ربه منصور هادي الدولة الإسلامية

الحوثيون: من المنفى إلى صناعة الملوك

"المتمردون الشيعة" قادة اليمن الجدد

هكذا سقطت صنعاء في يد الثورة المضادة وإيران

الثمن الباهظ للتخلي عن اليمن

السعودية والحوثيون... ما لا يُدرك كله لا يُترك جله

الإمارات والسعودية تحالفا مع إيران لإزاحة الإسلاميين من المشهد اليمني بأيادي الحوثيين

مخطط «علي صالح» والحوثيين لتضليل السعودية: الحوثي ضعيف ولا يواجهه إلا القاعدة

اليمن: «أحمد على صالح» يحضر لـ«انقلاب عسكري» وشيك

المشهد السياسي في اليمن ما زال مجهول المعالم

اليمن: تزايد نزعات التشدد لن يكون في صالح الاعتدال

الجيش اليمني يقتل 5 من القاعدة تنكروا بزي «نساء منقبات» لدخول السعودية

الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي على أبواب صنعاء