اعتبر «دولت باهشلي» زعيم حزب الحركة القومية (ثاني أكبر أحزاب المعارضة التركية) أن الشعب التركي أنقذ الدولة والوطن ممن وصفهم بالإرهابيين في 15 يوليو/تموز الماضي، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها جزء من الجيش.
جاءت تصريحات «باهشلي» خلال المهرجان المليوني الذي أقيم اليوم الأحد في ميدان يني قابي بمدينة إسطنبول تحت شعار الديمقراطية والشهداء والذي شارك فيه الملايين بالتزامن مع تجمعات ضخمة في 80 محافظة تركية، بحضور الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى جانب زعماء المعارضة التركية.
وامتدح «باهشلي» في كلمته الشعب التركي قائلا «أنتم شعب يفتخر به لأنكم أوقفتم بأجسادكم دبابات الانقلابيين، في 15 يوليو الشعب التركي أنقذ الدولة والوطن من الإرهابيين»، بحسب ما نقلت مواقع تركية.
وأكد أن «محاولات زرع الفتنة بين فئات الشعب التركي لن تنجح»، معتبرا في الوقت نفسه أن الجيش التركي مصدر فخرنا ولن نسمح لأي طرف بالتفريق بين الجيش والشعب.
وأضاف «باهشلي» أن أي شخص لا يفتخر بالعلم التركي والنشيد الوطني والقرآن فليس منا».
وعن منظمة «فتح الله كولن» المتهمة بتنفيذ الانقلاب، قال «باهشلي» إن «منظمة كولن الإرهابية قتلت شعبنا بالطائرات والقنابل في المحاولة الانقلابية، وعلينا أن نجتثها من المجتمع».
وشدد بالقول «لن نرضخ لزمرة إرهابيين يريدون جعلنا رهائن لدى قوى الإمبريالية العالمية».
ولفت إلى أن «الولايات المتحدة التي يقيم بها كولن تتذرع بكل الحجج لمنع تسليمه».
لا مكان للانقلابات
من جانبه، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة «كمال قليتشدار أوغلو» «كنت أتمنى لو كان زعماء الأحزاب غير الممثلة في البرلمان هنا يُشاركوننا وحدتنا»، مضيفا «تركيا تعيش يومًا هامًا لأن الحياة السياسية فيها خطت خطوة هامة في تاريخها الديمقراطي».
وأوضح «قليتشدار أوغلو» «أهم شيء بالنسبة لنا هو الوطن وسنبقى نحارب من أجله، و لا مكان للانقلابات العسكرية في تركيا،علينا أولا أن نُبعد السياسة عن المساجد والثكنات العسكرية والقضاء»، وقال «شهداؤنا كُتبوا في تاريخ ديمقراطيتنا الذهبي ولن ننساهم».
وأضاف «الشعب استخدم قوته في مقاومة المحاولة الانقلابية من خلال مواجهة الدبابات بالصدور العارية لحماية الديمقراطية».
وأنهى كلمته بالتأكيد أن «تركيا بدأت عهدا جديدا وإذا تمكّنا من حماية ثقافة التفاهم والتصالح التي نشهدها اليوم نكون قد أنشأنا بلدًا جميلًا لأبنائنا».
والجمعة، أعلن «قليتشدار أوغلو»، موافقته على دعوة «أردوغان» للمشاركة في الحشد الجماهيري ، باسطنبول، لتجسيد الوحدة الوطنية، من خلال مشاركة الأحزاب السياسية إلى جانب أطياف الشعب المختلفة.
وقالت نائب «قليتشدار أوغلو»، المتحدثة باسم الحزب، في تصريح صحفي، إن زعيم الحزب وعدد من النواب ورئيس فرع الحزب ونواب رئيس الكتلة النيابة، سيشاركون في الحشد الجماهيري.
وكان الرئيس التركي دعا الإثنين الماضي، زعماء الحزب الحاكم وأكبر حزبين معارضين (الشعب الجمهوري والحركة القومية) للمشاركة وإلقاء كلمات في تجمع جماهيري يتوج المظاهرات المنددة بمحاولة الانقلاب.
وتبنَى الحزبان المعارضان مواقف حاسمة مناهضة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو/تموز الماضي.
وفي 25 من الشهر ذاته اجتمع الرئيس التركي بزعيمي الحزبين في المجمع الرئاسي لمناقشة محاولة الانقلاب الفاشلة والمرحلة التي أعقبتها.
وأدى الانقلاب الفاشل إلى مقتل 290 شخصا وتلته حملة تطهير شملت الجيش وقطاعات القضاء والتعليم والاعلام.
ونجح «أردوغان» منذ ذلك الحين في تعبئة عشرات الآلاف من الأتراك كل مساء في ساحتي تقسيم في اسطنبول وكازيلاي في أنقرة، وهم يرفعون علم تركيا ويهتفون باسمه.