تظاهرة في شرق السعودية، احتجاجا على «استهداف السلطات للشيعة في المملكة»، وذلك بإصدار حكم الإعدام مؤخرا على رجل الدين الشيعي «نمر النمر»، إضافة إلى 8 نشطاء شيعة آخرين.
انطلقت أمس، عقب صلاة الجمعة، تظاهرة احتجاجية في بلدة العوامية في شرق المملكة العربية السعودية، احتجاجا على الحكم بالإعدام في حق رجل الدين الشيعي «نمر النمر»، واعتراضا على «جميع الأحكام القاسية وصدور عقوبة الإعدام بحق 8 أشخاص»، بحسب ما أفاد ناشط سعودي لوكالة «فرانس برس».
يأتي ذلك بعد أن أصدرت محكمة سعودية الأسبوع الماضي، حكما بالإعدام بحق ناشطين شيعيين بتهمة الشروع في قتل شرطي خلال أعمال شغب شهدتها بلدة شيعية في شرق المملكة، كما حكمت على متهم ثالث بالسجن 12 عاما في القضية نفسها.
كما أدين الثلاثة بـ«الاشتراك في مسيرات وتجمعات مثيري الشغب التي وقعت ببلدة العوامية في محافظة القطيف وترديد الشعارات المناوئة للدولة بقصد الإخلال بالأمن وقلب نظام الحكم». وقال الناشط إن المدانين كانوا مراهقين وقت مشاركتهم في التظاهرات، وكانوا بين 8 أشخاص حكم عليهم بالإعدام .
ويأتي هذا الحكم بعد حكم بالإعدام أصدرته محكمة سعودية في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على رجل الدين الشيعي البارز «نمر النمر» الذي دعا إلى منح حقوق أكبر للأقلية الشيعية في السعودية. وتسبب اعتقال «النمر» عام 2011 في إحداث تظاهرات دموية في المنطقة الشرقية.
وأكد الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط «يوخن هيبلر» أن الحكم بحق «النمر» تحركه دوافع سياسية، مضيفا: «كل العلاقات ذات الطابع الديني على غرار العلاقات بين السنة والشيعة في السعودية لها طابع سياسي. فالوهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام وبالسياسة في السعودية».
وأوضح أن حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي لم يأت بمعزل عن التطورات التي تشهدها المنطقة من صراع بين السنة والشيعة في العراق، ودور إيران في تحريك الخيوط في لبنان من خلال حزب الله الشيعي ودعمها لنظام «الأسد» العلوي.
كما لفت إلي أن ما يشهده اليمن بعد سيطرة مليشيات الحوثيين، الذين يشكلون أقلية في اليمن، على العاصمة صنعاء بعد أن كانت احتجاجاتهم لفترة طويلة تقتصر على مكان تواجدهم في شمال اليمن، قد أثار مخاوف السعوديين من تطورات مشابهة في منطقة القطيف الغنية بالنفط. حيث يعيش معظم الشيعة، والذين تقدر أعدادهم في المملكة العربية السعودية بنحو مليوني شخص.