طالب مكتب الزعيم العراقي الشيعي «مقتدى الصدر» المملكة العربية السعودية بإعادة النظر في قرار إعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر»، محذرا من تأجيج الطائفية في المنطقة.
وقد هدد الشيخ «جابر الخفاجي» مساعد «الصدر» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بداية الأسبوع الجاري باتخاذ خطوات أخرى إذا لم تستجب المملكة لمطالبهم، منوها أن إعدام النمر يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.
وقد حذر مسؤول إيراني كبير الأسبوع الماضي من خطر تأجيج التوتر في العالم الإسلامي بعد الحكم في السعودية بالإعدام على رجل الدين الشيعي المعروف «نمر النمر» الذي قاد احتجاجات ضد السلطات في شرق المملكة.
وقد أفادت وكالة «رويترز» في وقت سابق بأن عشرات من المتظاهرين من أنصار جماعة الحوثي قد تجمعوا أمام السفارة السعودية فى صنعاء، اعتراضاً على الحكم الصادر من المحكمة الجزائية المختصة فى السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».
وهتف المحتجون الحوثيون -الذين حملوا بنادق كلاشينكوف- أثناء مظاهراتهم بـ«الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل»، فى حين أغلقت قوات الأمن وقوات الجيش اليمني جانبي الطريق أمام السفارة.
وكان موقع «إرم» المقرب من ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» قد نقل دعوة لأحد رجال الدين الإيرانيين وعضو مجلس خبراء قيادة الثورة، «ماموستا عبدالرحمن خدائي»، طالب فيها السلطات السعودية الإفراج عن رجل الدين الشيعي المعارض.
ووفق الموقع الإماراتي، فقد حذر «خدائي» في تصريح نقلته وسائل إعلام حكومية إيرانية الحكام العرب في المنطقة من الوقوع فيما أسماه بـ«ـمؤامرات الأعداء المثيرة للتفرقة»، داعياً إياهم لليقظة والتحلي بالوعي.
وبحسب الموقع، رأى «خدائي» أن «الحفاظ على وحدة وانسجام الأمة الإسلامية لها الأولوية وينبغي على جميع المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الأمر».
ونقل الموقع عن «خدائي» قوله إن «علماء الدين هم القادة الفكريون والعقائديون في المجتمع ويجعلون حياتهم وقفا لإحياء القيم الإسلامية ولا يجدر أن نشهد إساءات لعلماء الدين في بلد يحتضن الأماكن المقدسة للبشرية»، وذلك في إشارة ضمنية إلى السلطات السعودية.
وكانت المحكمة الجزائية في «القطيف» قد قضت بإعدام «النمر» في وقت سابق بعد أن وجهت له تهما بسب الصحابة وإثارة الفتنة والطعن في العائلة الحاكمة، ومطالبته بانفصال القطيف والأحساء وانضمامهما إلى البحرين، إضافة إلى دوره البارز فى الحراك الذى تشهده منطقة القطيف شرق المملكة منذ أكتوبر عام 2011، وإعلانه عدم السمع والطاعة لولي أمر المسلمين في المملكة وعدم مبايعته له وتحريض العامة على ذلك ومطالبته بإسقاط الدولة عبر خطب الجمعة والكلمات العامة والتحريض على الإخلال بالوحدة الوطنية وعدم الولاء للوطن.
يشار إلى أن قوات الأمن السعودية قد ألقت القبض على «النمر» في صيف 2012، مؤكدة قيامه باستخدام القوة ضدها ومبادرته إلى إطلاق النار باتجاه رجال الأمن، ووجهت السلطات السعودية إليه اتهامات تتعلق بإثارة الفتنة واستخدام العنف، مطالبة إنزال عقوبة الإعدام بحقه.