حذر خطيب الجمعة في طهران آية الله «موحدي كرماني» السعودية مجددا من تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، مهددا أن ذلك سيكلفها الثمن غاليا لأن ثلث سكان المملكة هم من الشيعة، وعليها أن «تخشى الانهيار لظلمها لو أقدمت لا قدر الله على مثل هذا العمل». وفقا لوكالة أنباء «فارس»الإيرانية.

وأضاف «كرماني»، إن ثلث الشعب السعودي هم من الشيعة، مضيفا أن التشيع ينتشر بسرعة هناك، مستندا بذلك إلى ما قال إنه «إعلان أحد أساتذة جامعة الأزهر، وهو الشيخ «أحمد کريمة» «أن هؤلاء (الشيعة) يشکلون ثلث نفوس السعودية».

كما ندد «كرماني» بالتحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، وقال «إنه لمن الواضح جدا ما هي أهداف أمريكا من التحالف ضد داعش»، موضحا أن «هدفهم هو تدمير المصادر الصناعية والعسكرية في سوريا».

يُذكر أن الدوائر السعودية الرسمية والشعبية لا تقدر نسبة الشيعة في المملكة بأكثر من 10% من السكان.

وكان وفدا أزهريا زار الحوزة الشيعية الرسمية في إيران مطلع سبتمبر/آيلول الماضي، للتباحث حول العلاقات المشتركة بين الأزهر والحوزات الشيعية.

ونشرت وكالة أنباء الحوزة الشيعية الرسمية في إيران، صورًا للشيخ الأزهري، «أحمد كريمة»، والمعروف بمواقفه المؤيدة للانقلاب في مصر، خلال زيارته على رأس وفد رسمي في إيران؛ للقاء المراجع الدينية الشيعية؛ للتباحث حول العلاقات المشتركة بين الأزهر والحوزات الشيعية.

فيما طالب مكتب الزعيم العراقي الشيعي «مقتدى الصدر» المملكة العربية السعودية بإعادة النظر في قرار إعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر»، محذرا من تأجيج الطائفية في المنطقة.

كما هدد الشيخ «جابر الخفاجي» مساعد «الصدر» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بداية الأسبوع الماضي باتخاذ خطوات أخرى إذا لم تستجب المملكة لمطالبهم، منوها أن إعدام «النمر» يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.

وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت قبل أيام أن حملة اعتقالات طالت مشايخ وعلماء سنة في إيران بعد يوم واحد من حكم المحكمة الجزائية السعودية فى 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على رجل الدين الشيعي السعودي «نمر باقر النمر» بالإعدام على خلفية اتهامه بالمطالبة بتطبيق «ولاية الفقيه» فى المملكة إضافة إلى الطعن فى الصحابة وسب رجال الدولة.

ولفتت المصادر إلى أن الاعتقالات قام بها الحرس الثوري الإيراني المرتبط بمرشد الثورة «علي خامنئي». فيما وصف علماء سنة تلك الاعتقالات بأنها «رد فعل إيراني» على الحكم السعودي بإعدام «النمر».

ومن أبرز المشايخ الذين تم اعتقالهم الشيح «مولوي فضل الرحمن الرئيسي» وابنه «أمين فضل عبدالرحمن الرئيسي»، وشقيق الداعية السني الإيراني «محمد الرئيسي» إمام جمعة مدينة نصير آباد السنية في إقليم بلوشستان.

وندد المرجع الشيعي، «ناصر مكارم شيرازي»، بالحكم قائلا إنه «سيسفر عن نتائج لا يمكن توقعها» واعتبر أن النمر «لم يقم بأي عمل سلبي أو تخريبي لكي يستحق مثل هذا الحكم» معربا عن أسفه لما قال إنها «ضغوطات كثيرة»  يتعرض لها الشيعة بالسعودية، مضيفا أن السعودية ستدفع «كلفة باهظة» في حال تنفيذ الحكم.

أما الموقف الإيراني الأبرز فجاء على لسان رئيس قوات الباسيج شبه العسكرية، العميد «محمد رضا نقدي»، الذي حذر السعودية بأن إعدام النمر «لن يمر دون رد»، مضيفا أن حياة العائلة المالكة السعودية «ستتحول إلى جحيم» مضيفا: «هذا الحكم لا يمثل مشكلة بين الشيعة والسنة بل هو أمر بين الإسلام والكفر» على حد تعبيره.