صرح رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإيراني، النائب «علي مروي» أن «السعودية تعمد إلى ممارسة الضغط على ايران وروسيا عبر أسعار النفط، وذلك تماشيا مع السياسة الأمريكية، حيث أنها عمدت إلى خفض الأسعار وزيادة الإنتاج».
وألمح «مروي» إلى: «أن السعوديين أنفسهم منقسمون حول هذا الموضوع بحيث بعث أحد الأمراء رسالة إلى وزير النفط السعودي أعرب خلالها عن امتعاضه لتقلبات السوق، إلا أن هذا الأمر يجري تماشيا مع السياسات الأمريكية».
وكان الأمير السعودي «الوليد بن طلال» قد أرسل رسالة إلى الديوان الملكي لأجل اطلاع العاهل السعودي ومجلس الوزراء عليها، حذر فيها من تراجع أسعار النفط وإمكانية أن تواجه المملكة عجزا في ميزانيتها، واتهم وزير النفط بإعطاء معلومات مغلوطة والاستخفاف بالمواطنين حول تأثير الأوضاع على الميزانية.
وحول أسباب عدم اتخاذ وزارة النفط أي إجراء لمواجهة تدني أسعار النفط، أكد رئيس لجنة الطاقة البرلمانية، بأن «الوزارة قالت إنها تترقب جلسة منظمة أوبك التي أعلن عنها بأنها ستكون عادية، وأنها آثرت الانتظار ريثما تتضح الأمور»، منوها إلى أن وزارة النفط اكتفت بموعد الاجتماع الذي تراه مناسبا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سعر برميل النفط الإيراني قد ارتفع الأسبوع الماضي.
وأشار «مروي» إلى أن انخفاض أسعار النفط لن تدوم طويلا، موضحا أن السبب في ذلك يعود إلى أن قيمة النفط البديل مرتفعة جدا وليس بإمكان منتجيه مقاومة تدنى أسعار النفط، مضيفا أنه من الصعوبة توقع أسعار النفط في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، حيث أن التطورات في اليمن على سبيل المثال من شانها أن تترك أثرها على الأسعار، وأشار إلى أن ثمة شواهد بجانب نظرة الدول الأجنبية لإيران، توحي بأن تدني أسعار النفط لن يدوم طويلا.
وكان رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية الدكتور «راشد أبانمي»،قد أكد أن السعودية تتعمد خفض أسعار النفط عالميا، للضغط على موارد كلا من روسيا وإيران.
وذكر «أبانمي» أن اتهامات إيران للسعودية ببيع النفط بأسعار متدنية في التجزئة والمزادات العلنية في الأسواق الآسيوية«مؤشر دبي وعمان»، حقيقية، فالسعودية خفضت أسعار النفط الخفيف المصدر إلى السوق الأسيوي خلال 3 شهور متتالية، كما أنها خفضت أسعار النفط الثقيل الذى يتم تصديره إلى أمريكا الشمالية ليصبح أقل من (أرجوس) بنسبة 10%.
و«أرجوس» هو مؤشر أسعار النفط الثقيل والمتوسط في أمريكا الشمالية والخاص بنفط المكسيك والسعودية على سبيل المثال. أما مؤشر دبي وعمان فهو مؤشر أسعار الخام الخفيف في الأسواق الأسيوية.
وذكر «أبانمي» أن أسباب السعودية المعلنة وراء تخفيض الأسعار هو أنها تحاول المحافظة على عملاءها أو كسب عملاء جدد في السوق، إلا أن الأسباب الحقيقية، هي أسباب سياسية وليست اقتصادية، وتابع: «بالمنطق الاقتصادي، السعودية والدول الخليجية أول المتضررين من تراجع أسعار النفط».
وأشار إلى أن الأسباب الحقيقة وراء خفض السعودية للأسعار من وجهة نظره، هو «الضغط على كلا من روسيا وإيران لموقفهم من الملف السوري، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، وموقفهم أيضا من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ويضم دول أوروبية وخليجية لمواجهة تنظيم داعش»