أكد مصدر دبلوماسى مطلع فى القاهرة، أمس، أن «موقف مصر من الدوحة لم يتغير»، بعد توصل قادة دول الخليج، خلال قمتهم الاستثنائية التى عقدت مساء أمس الأول فى الرياض إلى اتفاق ينهى أكبر أزمة فى تاريخ مجلس التعاون الخليجى، ويعود بموجبه، سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى قطر.
وقال المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، فى تصريحات صحفية إن «قطر لم تنفذ طلبات القاهرة المتعلقة بتسليم المطلوبين من تنظيم الإخوان،على ذمة قضايا عنف وإرهاب، بالإضافة إلى تدخلها فى الشؤون الداخلية المصرية« على حد قوله.
وعقد وزير الخارجية المصري «سامح شكرى»،أمس، اجتماعا مع وزير الخارجية السعودى، «سعود الفيصل»، فى العاصمة الفرنسية باريس، ووصل «شكرى» صباح أمس الأول إلى باريس، فى بداية جولة أوروبية، تشمل لندن وكوبنهاجن.
وقال المصدر إن «شكرى» استمع من «الفيصل» إلى ما تم الاتفاق عليه مع الدوحة، وما تردد من تسريبات من القمة، تفيد بوقف الحملات الإعلامية التى يشنها الإعلام القطرى على مصر.
ونفى مصدر دبلوماسى آخر، أن يكون لقاء «الفيصل» و«شكرى» قد تحدد بعد انعقاد قمة قادة الخليج فى الرياض، وقال إنه «كان منسقا له منذ 3 أيام».
وتابع المصدر: «إن لقاء «شكرى» مع وزيرى الخارجية الإماراتى والبحرينى، قبل أيام، على هامش منتدى «صير بن ياس» بالإمارات، لم يتطرق لموضوع الوساطة بين مصر وقطر، وإنما ركز على التحديات التى تواجه المنطقة العربية وكيفية مواجهتها».
وأعلن فى الرياض أمس الأول، التوصل إلى اتفاق ينهى الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين والإمارات من ناحية، وقطر من ناحية أخرى، بعد 8 أشهر من سحب السفراء فى مارس/آذار الماضي.
ولم يكشف قط عن بنود الاتفاق، غير أن مصادر دبلوماسية عربية أكدت أن هذا الاتفاق تم علي خلفية سعي السعودية لتفعيل التعاون الخليجي والتحرك المنفرد بعيدا عن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» ونظام «بشار الأسد» علي السواء بعدما رفضت الإدارة الأمريكية أي تغيير في استراتيجيتها ضد الأسد بما يتعارض مع أراء كل دول مجلس التعاون الخليجي تقريبا، ولهذا رؤي حل المشاكل الداخلية للتفرغ للتهديدات الخارجية.
وأضافت المصادر المطلعة أن عودة سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين يرجع إلى عاملين الأول يتعلق ببعض القضايا الخلافية المتبقية ومنها موضوع التجنيس حيث تعهدت قطر بعدم تجنيس أي جنسيات خليجية (مثلما حدث مع بعض المعارضين في البحرين) والثاني لوجيتسي نظرا لعقد اجتماعات وزارية تحضيرية قبيل عقد القمة الخليجية في المجالات الأمنية والدفاعية والاقتصادية لذلك لابد من عودة السفراء ليكونوا موجودين خلال الاجتماعات المقبلة التي ستعقد في الدوحة.