بعد تعرضها لسيل من الانتقادات الداخلية بشأن إرسال قوات عسكرية للمساعدة في مواجهة فيروس «إيبولا» القاتل بليبيريا، تستعد الكتيبة الرابعة بقاعدة «فورت بلس» الأمريكية الشهيرة للتوجه إلى الكويت للقيام بمهمة في الشرق الأوسط وُصفت بـ”الإسترتيجية“.
وأشارت صحيفة «إلباسو تايمز» إلى أن الكتيبة الرابعة ضمن فوج الطيران الأمريكي رقم (501) تنهي استعداداتها للتوجه إلى الكويت بوحدة مكونة من 400 جندي مسلح، ومجهزة بمروحيات أباتشي للقيام بمهام استطلاعية وهجومية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار قائد الكتيبة الكولونيل «لانس فان زانديت» أن طليعة جوية مكونة من 60 جنديًا غادرت بالفعل الأسبوع الماضي واستقرت في الكويت لحين وصول باقي القوة التي من المتوقع مغادرتها قاعدة «فورت بلس» خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وعن دور تلك القوات أضاف «زانديت»: «تتلخص مهماتنا في القيام بعمليات أمنية وهجومية، ومهام استطلاع كدعم لقوات المناورات على الأرض. هذا ما طلب منا القيام بفعله باختصار».
وسوف تعمل الكتيبة الرابعة في الفوج الجوي رقم (501) كجزءٍ من قوة طوارئ كبرى معروفة باسم «عملية الدرع الإسبارطي» تحت القيادة المركزية الأمريكية. كما سيتدرب عناصر الكتيبة مع الحلفاء في الشرق الأوسط استعدادًا للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وعادت الكتيبة في أغسطس 2013م إلى قاعدة «فورت بلس» من مهمة سابقة مماثلة - بحسب الصحيفة التي لم تحددها - وتستعد لانتشار جديد في الكويت منذ بداية هذا العام؛ لمدة تسعة أشهر بحسب «زانديت».
وتجدر الإشارة إلى أن كتيبة «الفرسان الحديديون» الجوية بقاعد «فورت بلس» أرسلت 330 جنديًا إلى غرب إفريقيا بالإضافة إلى استعداد 130 آخرين للمغادرة الأسبوع المقبل لمواجهة فيروس «إيبولا» القاتل؛ وهو السبب الذي أثار انتقادات داخلية نالت من سمعة «فورت بلس». وبحسب زانديت فإن «المهمة في ليبيريا جذبت اهتمامًا واسعًا نظرًا لنوعية المهمة الجديدة في طبيعتها»، مُضيفًا أنه توقع ذهاب كتيبته لليبيريا كما حدث مع الكتيبة رقم (2) وعناصر من لوء الجو القتالي، لكنه علم فقط قبل عشرة أشهر أن المهمة في الكويت.
ومن جانبه قال العقيد «كاري واجن» - قائد في لواء الطيران القتالي - أنه تم تدريب الأفراد من خلال برنامج تدريبي استثنائي خلال العام الماضي أعطاهم الفرصة «ليكونوا أفضل كتيبة هجومية (في الجيش). لقد أصبحوا جاهزين تمامًا لتنفيذ هذه المهمة الكبيرة» في الكويت.
واتفق «زانديت» مع «واجن» في وجهة نظره بأن التدريب كان على أعلى مستوى للجنود والضباط بمختلف مستوياتهم في الكتيبة خلال العام الماضي، مُضيفًا أنهم حصلوا على أفضل خبرات التدريب في قاعدة «فورت بلس»، وموضحًا أن عملية التدريب بدأت على المستوى الفردي وانتهت بالجماعي في «مركز التدريب الوطني» في «فورت إيروين» بكاليفورنيا خلال الفترة من أوائل يونيو/حزيران الماضي إلى أوائل يوليو/تموز. وهناك تم إلحاقهم بالفريق الثاني التابع للواء القتالي «سترايكر»، وفرقة المشاة الثانية داخل القاعدة المشتركة «لويس-ماكورد».
وتابع «زانديت» مشيرًا إلى أن تلك المراحل أمر عادي في التدريب داخل الجيش الأمريكي، لكن تلك المجموعة حظيت بتدريب إضافي تمثّل في الذهاب إلى كاليفورنيا وخضعت لتدريبات بحرية مشتركة مع طيارين مارينز بقودون طائرات من طراز (إف 18)، مضيفًا بنبرة ثقة: «مستعدون جيدًا بمقراتنا ومعداتنا ومروحياتنا وتدريباتنا. لقد كان تدريبًا قويًا منحنا القدرة على الوصول لأقصى مستويات الاستعداد والجاهزية قبل البدء بالانتشار».
ولفت الميجور «أنطونيو لوبيز» - قائد في لواء الطيران القتالي – إلى أن الوقت الحالي يشهد عملاً شاقًا لسلاح الجو القتالي، مُوضحًا أنه بجانب القوات التي اتجهت لليبيريا والكويت فإن هناك كتيبة أخرى تتدرب في «مركز التدريب الوطني» تحسبًا لإرسالها للمساعدة في المهمة في الكويت أو ليبيريا أو غيرهما بحسب ما تقتضي الظروف.
وتابع «لوبيز» أن التركيز الرئيسي في «لواء الطيران القتالي» ينصب على الجاهزية، مُضيفًا «نؤكد جاهزية معداتنا وجنودنا. نحن على أهبة الاستعداد لتلبية أي نداء في أي وقت».