أعرب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان» أمس في كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني الـ43 لدولة الإمارات - الذي يصادف اليوم 2 ديسمبر/كانون الأول - عن التطلع إلى مشاركة فاعلة في قمة الدوحة تجسد التزام الإمارات القوي بدعم الأمن الجماعي والعمل التكاملي المشترك لتحقيق طموحات شعوب المنطقة واستقرارها وازدهارها.
وقال إن دولة الإمارات أصبحت مركزا إقليميا رئيسا للتجارة الدولية ورائدا إقليميا في تمكين المرأة، إضافة إلى أن «دولة الإمارات العربية المتحدة بين الأفضل عالميا في مؤشرات الأمن والاستقرار»، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة اتخذت بكامل إرادتها قرار المشاركة في «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب» انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية والتزاما بمسؤولياتها التشاركية في دعم واستقرار المنطقة والعالم.
وأضاف أن الإمارات أصدرت قانونا متكاملا لمكافحة جرائم الإرهاب تأكيدا على المواقف الثابتة الداعية لنبذ الإرهاب والتطرف والعنف ودفاعا عن خيارات الدولة وثوابت التجربة المؤسسة على قيم الانفتاح والاعتدال والوسطية مؤكدا أن التنمية والإرهاب يتعارضان ولا يلتقيان.
وعبر الشيخ «خليفة» عن حزنه وقلقه لما تشهده بعض دول المنطقة العربية من عنف وإخفاق للدولة وغياب الأمن مطالبا بــ«تضافر الجهود الرسمية والشعبية داخل الدولة الواحدة لتحقيق التوافق ومقاومة الإرهاب في تزامن مع تنفيذ برامج تنموية تعزز كرامة الإنسان داخل وطنه».
كما عبر عن ثقته بأن «مصر الناجحة هي بوابة السلام والاعتدال في الوطن العربي» داعيا المنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي الى الإسهام في تعزيز استقرار مصر ودعم مسيرتها الاقتصادية والاجتماعية لتمكينها من العودة إلى مكانتها الرائدة في العالم العربي.
كما دعا إلى بذل مزيد من الجهود العربية والدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا واليمن والصومال لحماية أمن هذه الدول واعادة الاطمئنان والاستقرار لمواطنيها.
ورحب الشيخ «خليفة» بالتحولات التي يشهدها العراق داعيا مكوناته إلى مزيد من التوافق حول الثوابت الوطنية بما يعيد للدولة الهيبة ولأهلها الأمان مؤكدا أهمية توحيد الرؤية الدولية والإقليمية في التعامل مع الأزمة السورية وصولا إلى عملية سلمية تكون قادرة على وقف إهدار القدرة وتبديد الموارد وسفك الدماء.
وأشار إلي أن دولة الإمارات تتطلع إلى بناء علاقات أفضل مع إيران تعزيزا لجهود الأمن والاستقرار في المنطقة مؤكدا أن هذا الأمر لا يعيقه إلا استمرار احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) ورفضها أي تفاهم أو حلول سلمية عبر التفاوض أو التحكيم الدولي وتدخلها غير المرغوب في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية وهو أمر يحول دون توافق أمني اقليمي مطلوب في المنطقة.
ورحب بقرار الحكومة السويدية والبرلمان البريطاني بالاعتراف بدولة فلسطين معتبرا إياه خطوة في الاتجاه الصحيح تنسجم مع الاعتراف الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012 وتعزز فرص السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الوسط والذي لن يتحقق الا بانسحاب اسرائيل من أراضي الضفة الغربية المحتلة في فلسطين ومن الجولان وجنوب لبنان.