بعد نشر ممارسات الاستخبارات المركزية أبشع التعذيب .. مطالب بكشف دول عربية قدمت خدمات التعذيب

الأربعاء 10 ديسمبر 2014 08:12 ص

بعد نشر فقرات رئيسية من تقرير مجلس الشيوخ الامريكي حول ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية في الاستجوابات والتحقيقات الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات، والذي أكد إقدام الوكالة على ممارسة "أبشع" أنواع التعذيب ضد المعتقلين المسلمين في قاعدة غوانتانامو في كوبا، لا يحق لكل الادارات الامريكية قديمها وجديدها القاء محاضرات علينا حول الديمقراطية وحقوق الانسان.

هذا التقرير الذي تضمن حرمان المعتقلين من النوم لايام، وايهامهم بالغرق لابتزاز معلومات منهم، هو وصمة عار للولايات المتحدة والغرب وحرياته المزعومة، واحترامه الكاذب لحقوق الانسان.

وقد يجادل البعض بأن الادارة الامريكية هي التي شكلت لجنة التحقيق التي اصدرت التقرير، واكدت على لسان رئيسها باراك اوباما انها تنشره من اجل عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل، ولفضح الادارة الجمهورية السابقة، وتأكيد مبادىء وقيم العدالة وحرية المعلومات، ولكن هذا الجدل مضلل لان الافراج عن هذه الحقائق المرعبة جاء بعد اكثر من 13 عاما من التعذيب القاسي في حق المعتقلين، وبعد احتجازهم طوال هذه السنوات بشكل غير قانوني، وعدم تقديمهم الى اي محاكمة عادلة او غير عادلة.

يعذبونهم لانهم مسلمون، ويكسرون حرمة القوانين وقيم العدالة التي يتشدقون بها لانهم كذلك ايضا، فطالما انهم ابناء هذه العقيدة فهم “ارهابيون” ويجب ان يعاملون بطرق غير انسانية في بلد يدعي انه زعيم العالم الحر، ويرسل طائراته لقصف دول واحتلالها، وتغيير انظمتها، وقتل مئات الآلاف من ابنائها باسم الحرية والديمقراطية مثلما حدث ويحدث في العراق وسورية وليبيا اليمن.

ما جرى نشره من هذا التقرير مجرد قمة جبل الثلج، فقد حذفت "الرقابة" اكثر من 500 صفحة منه بحجة الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي وأسراره، وعدم تقديم "ذرائع" أو "حجج" تستخدم لتنفيذ عمليات "إرهابية" ضد مصالح أمريكية في العالم الاسلامي.

هذه الصفحات التي جرى حجبها تتضمن حتما ممارسات قذرة، أقدم عليها المحققون في حق المعتقلين، مثلما تتضمن ايضا أسماء الدول وأجهزة الاستخبارات العربية التي اقدمت على ممارسة هذا التعذيب في سجونها بتكليف من المخابرات المركزية الامريكية باعتبارها تملك خبرة استثنائية في هذا المضمار، ولا تملك اي ذرة من الحياء والوطنية.

لم نفاجأ بأن ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق وزميله دونالد رامسفيلد وزير الدفاع كانا من اشد المدافعين عن ممارسة اعمال التعذيب هذه، فهما اللذان امرا بها بتعليمات من رئيسهم جورج بوش الابن، سواء في سجن ابو غريب العراقي، او في المراكز العربية التي اقيمت لهذا الغرض، وتردد ان المغرب ومصر والاردن من بينها، فليس غريبا على هؤلاء الذين اقدموا على غزو العراق واحتلاله وقتل مليون من ابنائه ان يطالبوا بل ويدينوا نشر هذا التقرير.

القول بأن نشر هذا التقرير الذي تضمن الاطلاع على ستة ملايين وثيقة جاء بسبب التعلم من الاخطاء وعدم تكرارها هو قمة الكذب والتزوير، لان الطائرات الامريكية بطيار أو بدونه ما زالت تفتك بالضحايا وتمزق جثثهم ومعظمهم من النساء والاطفال والمدنيين العزل، واسألوا اليمنيين والسوريين والافغان والعراقيين لمعرفة قصص الرعب التي عايشونها في ظل القصف الديمقراطي الامريكي للبيوتهم وافراحهم، بل وجنازات ضحاياهم ايضا.

نشر هذه التقرير الذي جاء بعد "خراب مالطا" لن يغير القناعات الراسخة بأن الولايات المتحدة هي قمة الارهاب في العالم. 

 

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

تقرير مجلس الشيوخ تورط المخابرات المركزية تعذيب المعتقلين المسلمين الديمقراطية حقوق الانسان عدم حذف أسماء الدول العربية خدمات قذرة

ممارسات تعذيب الاستخبارات المركزية الأمريكية للمعتقلين لم تكن لتعقب «أسامة بن لادن»

وزير خارجية ايطاليا: أساليب الاستخبارات الأمريكية ”غير مقبولة“

هيومن رايتس ووتش: ويظل التعذيب من دون علاج ..!

صندوق مصر الأسود للتعذيب بالوكالة معروف قبل تقرير استخبارات الكونجرس بـ 7 أعوام

تشيني: بوش كان جزءاً أساسياً من برنامج التعذيب

114 عربيا أكثرهم يمنيون يشكلون الأغلبية الكاسحة بين معتقلي «غوانتانامو»

تحقيق «سي آي أيه» مع معتقلي «القاعدة» يشبه تعذيب السحرة في أوروبا القرون الوسطى

استطلاع: أغلب الأمريكيين يعتبرون أساليب تعذيب الاستخبارات المركزية مبررة

حقوقيون ينتقدون ”تقرير التعذيب“ ويتساءلون: من يحاسب من ؟

جماعة «الإخوان» في مصر تدعو لاستمرار الحراك ضد الانقلاب وأعوانه في الخليج وأمريكا

ترهيب فنزويلا باسم حقوق الإنسان!