خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إنتاج النفط الجماعي إلى ما فوق سقف الإنتاج المستهدف للمنظمة في الشهر الماضي، ولكنها تتوقع أن يكون الطلب على نفطها أقل بكثير من المستوى الذي تضخه حاليًا في العام المقبل مع استمرار طفرة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وقالت منظمة «أوبك» في أحدث تقرير شهري لها إنها خفضت الإنتاج الجماعي للنفط الخام من 390.100 برميل يوميًا ليصبح 30.05 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة مع شهر أكتوبر/تشرين الأول. وكان ذلك مجرد زيادة طفيفة فوق سقف إنتاج «أوبك» 30 مليون برميل في اليوم؛ وهو المستوى الذي اتفقت المنظمة على التمسك به في اجتماع فيينا النمساوية الشهر الماضي، على الرغم من دعوات بعض أعضائها لخفض الإنتاج بصورة أكبر لمواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ الصيف.

وقلصت «أوبك» توقعاتها للطلب على نفطها بحوالي 300 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 28.9 مليون يوميًا في العام المقبل، مقارنة بــ 29.4 مليون برميل يوميًا في عام 2014م. وإذا كان للمنظمة النفطية أن تنتج عند هذا المستوى في عام 2015، فسيكون أدنى إنتاج لها منذ عام 2003م عندما ضخت 27.048 برميل يوميًا، وفقًا لبيانات نشرت على الموقع الإلكتروني لمنظمة «أوبك».

وجاء في أحدث تقرير لـ«أوبك»: «وتعكس عملية التعديل بخفض التوقعات زيادة المعروض من خارج أوبك فضلاً عن تعديل بالخفض أيضًا في الطلب العالمي».

ودفعت توقعات التقلص جنبًا إلى جنب مع زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية أسعار النفط للانخفاض يوم الأربعاء. وكان مؤشر سعر النفط في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة أقل 4٪ عند 61.22 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية. وتشير القراءة الأسبوعية إلى تعميق محتمل لتخمة عالمية دفعت أسعار النفط الخام لتتهاوى أكثر من 40٪ في ما يقرب من ستة أشهر.

وفي الوقت ذاته؛ كان الانخفاض في إنتاج «أوبك» خلال نوفمبر/تشرين الثاني مدفوعًا إلى حد كبير بانخفاض إنتاج النفط الخام الليبي، والتي قالت «أوبك» إنه انخفض بنحو 248.300 برميل يوميًا إلى 638.000 برميل يوميًا. وقال التقرير إن تراجع إنتاج المملكة العربية السعودية خلال نوفمبر/تشرين الثاني حوالي 60.100 برميل يوميًا  ليصبح 9.59 مليون برميل يوميًا، في حين أن إنتاج الكويت انخفض بنسبة 59.400 برميل يوميًا مستقرًا عند 2.69 مليون برميل يوميًا.

وتَبني «أوبك» تقديرات الأرقام الخاصة بإنتاجها على مصادر ثانوية مثل تعقب الشحن واستشارات الطاقة. كما خفضت أوبك توقعاتها بسبب الطلب العالمي على النفط. ومن المُتوقع أن يزداد النمو في 2014م بمُعدل 930 ألف برميل يوميًا في المتوسط ليصبح عند مستوى 91.13 مليون برميل يوميًا، بمعدل ينخفض بحوالي 120 ألف برميل يوميًا عن تقديرات الشهر الماضي.

وبالنسبة لعام 2015م؛ فإن استهلاك الوقود العالم سيرتفع بمقدار 1.12 مليون برميل يوميًا ليصل إلى حوالي 92.26 مليون، أو حوالي 70 ألف برميل في اليوم أقل من توقعات «أوبك» الشهر الماضي.

ورفعت «أوبك» أيضًا توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المجموعة بحوالي 40 ألف برميل لتصبح 55.95 مليون برميل يوميًا في عام 2014م. كما زاد الإمداد من خارج «أوبك» بنسبة 120 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 75.31 مليون برميل يوميًا في 2015م، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع الناتج من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل.

ودفع الانخفاض الحاد في أسعار النفط - والتخمة في المعروض بسبب ذلك الانخفاض – شركات الطاقة العالمية إلى الهرولة. ووضعت شركة «بريتش بتروليوم» الأربعاء خطط حجز بقيمة مليار دولار لتكاليف إعادة الهيكلة خلال العام المقبل وخفض الإنفاق على التنمية بنسبة تصل إلى 2 مليار دولار. وجاءت تلك التحركات بعد خطط من شركة «كونوكو فيليبس» التي قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستخفض الإنفاق الرأسمالي العام المقبل بنسبة 20%.