طفرة النفط الصخري تغيّر التوقعات: الولايات المتحدة ستسبق روسيا والسعودية

السبت 12 يوليو 2014 01:07 ص

كاثرين ناجي، رويترز 9/7/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

بعد مرور أربع سنوات على ثورة النفط الصخري، الولايات المتحدة الأمريكية في طريقها لتسبق كل من روسيا والسعودية لتصير أكبر منتج للنفط الخام، وهو ما يوافق عليه أكثر المحللين. متى حدث ذلك وكيف من خلال تقديرات متفرقة تعتمد على عوامل غير مؤكدة تتراوح ما بين التقدم في تكنولوجيا الحفر وتوافر التمويل وسعر النفط نفسه.

تتفاوت توقعات إنتاج النفط الصخري الأمريكي من زيادة قدرها 7.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020  إلى زيادة قدرها 1.5 مليون برميل يوميا، أي أقل من نصف ما ينتجه العراق حاليا.

وترجع تلك الفوارق إلى ما تحمله طفرة النفط الصخري من جديد والتي تربك باستمرار جميع التوقعات. في العام 2012، قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الإنتاج من ثمانية حقول محددة للنفط الصخري سوف يتراوح من 700 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف إلى 2.8 مليون برميل يوميا بحلول العام 2035. ولكن بعد عام تجاوزالانتاج كل تلك التوقعات.

وقال «إد مورس»، مدير بسيتي جروب في نيويورك، «إن القضية الأساسية لا تتمثل في نمو الإنتاج وإنما بكميته. إننا فقط في بداية الدور الأول في لعبة تتألف من تسعة أشواط».

لا يمكن للمخاطر أن تكون أكبر، بدءا من استثمارات بمليارات الدولارات والمطلوبة للتنقيب والحفر إلى قضايا إمدادات النفط والتي تذهب إلى قلب السياسة الخارجية الأمريكية. فعلاقات أمريكا مع البلدان تتراوح من العراق إلى إيران وروسيا وأوكرانيا وليبيا وفنزويلا وجميعها تتعلق بشكل أو بآخر بالطاقة.

فالولايات المتحدة الأمريكية التي عانت من قطع النفط عنها في عام 1973 يمكن أن تصير مكتفية ذاتيا بحلول عام 2035 وفقا لتوقعات مؤكدة من قبل كل من بريتيش بتروليوم ووكالة الطاقة الدولية.

وقالت «ليزا فسيدي»، مدير برنامج للحوار داخل أمريكا في واشنطن، «بالنظر إلى أمريكا الشمالية، كندا والمكسيك، فإننا أكثر استقرارا من الناحية السياسية». وبالرغم من التوقعات بوجود الكثير من النفط في باطن الأرض إلا أن الظروف الاقتصادية من الممكن ألا تسمح باستخراجه.

ويقول علماء الجيولوجيا أن احتياطي النفط الصخري في أمريكا من المقدر أن يصل إلى 5.5 مليار برميل. غير أن العام الماضي وبعد شهور من الحفر، كان معدل إنتاج شركة تشيسابيك 80 برميل يوميا. وكسبت بريتيش بتروليوم المنافسة 521 مليون دولار وغادرت تيكا فقط بعد عامين من تأجير 85.000 فدان.

ستة تقديرات

إن إنتاج النفط الصخري من أقدم حقوله، باكين من مونتانا وداكوتا الشمالية، ربما يزيد 1.74 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من هذا العقد، وذلك وفقا لأعلى التقديرات الست التي جمعتها رويترز. وقد كان التقدير الأقل هو 1 مليون برميل يوميا. وحتى هذا التقدير يكذب عدم الموافقة على سرعة نمو الإنتاج ومتى سيصل إلى ذروته.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج النفط سوف يزيد 37% من حوالي 3.5 مليون برميل يوميا في 2013 إلى 4.79 مليون برميل يوميا بحلول العام 2020. ويضم هذا التنبؤ الباكين وثري فوركس وسانيش وإيجل فورد وود فورد وأوستن شالك وسبرابري ونيبورارا وأفالون/بون سبرنجس ومونتيري.

وقال مدير الإدارة «آدم سيمينسكاي» متحدثا بمؤتمر في نيويورك، «هناك تكهنات أخرى أكثر تفاؤلا من تلك. إننا لا نزال أقل اهتماما بما تعنيه الجيولوجيا بالنسبة لإنتاج النفط الخام. ومع تحرك التكنولوجيا فإن مثل هذه الأرقام من الممكن أن تزيد».

وقد قامت الوكالة بالفعل بعمل بعض التعديلات الكبيرة للتقديرات السابقة. فقد قامت مؤخرا بتخفيض توقعاتها للاحتياطات القابلة للاستخراج للنفط الصخري لمونتري كاليفورنيا إلى 600 مليون برميل، وهو أقل 96% من إجمالي النفط في المكان وهذه إشارة إلى صعوبة ضخها في الاقتصاد.

غير أن توقعات أي إتش إس للطاقة أعلى بحوالي 6 مليون برميل يوميا من باكين وإيجل فورد وقطاعات بيرمين ونيوبرارا بنهاية العام 2020.

وترى شركة إنرجي أسبكتس المحدودة أن إنتاج النفط الصخري سوف يصل إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول العام 2017 بزيادة 1.5 مليون برميل يوميا عن الإنتاج الحالي والمقدر ب 2 مليون برميل يوميا. وقال فايريدنرا تشوهان، محلل متخصص بالنفط في إنيرجي أسبيكتس في لندن، "من أجل الحفاظ على الإنتاج متقدما لا بد أن تبقي على عملية الحفر ومن ثم تكون يدور رأس المال في استثمارات دائمة."

كما أن توقعات ماكينزي و كو تظهر عدم اليقين. بينما الشركة الاستشارية تستخدم ما يجعل إنتاج النفط يعادل 7.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 وقالت أن الرقم من الممكن أن يتراوح بين 5 و 9 مليون برميل يوميا.

وقد قدرت بريتش بتروليوم في نظرتها المستقبلية السنوية أن إنتاج النفط الأمريكي سوف يزيد إلى 4.5 مليون برميل يوميا في 2035. وقالت إكسون موبايل كورب أن الإنتاج العالمي الذي تقوده أمريكا الشمالية سوف يرتفع إلى 11 ضعفا من 2010 إلى 2040. وقالت إكسون أنه في عام 2015 سوف يتفوق إنتاج النفط الأمريكي على أي دولة أخرى مدرجة في منظمة أوبك ما عدا السعودية. كما أن إيران هي ثان أكبر منتج للنفط في منظمة الأوبك بحوالي 4.2 مليون برميل يوميا. 

  كلمات مفتاحية

التوازن السياسي الاقتصادي يجعل أمريكا المستفيد من هبوط أسعار النفط

أسعار النفط تحت التهديد

احتدام الخلاف بين أعضاء أوبك فى ظل تراجع أسعار النفط

النظر خلف العلاقة الروسيّة الإيرانيّة

أسعار النفط تواصل تحديد معالم الجغرافية السياسية

انخفاض أسعار النفط وصناعة القرار السعودي

رغم تراجع الأسعار .. لا توقعات وشيكة بخفض الإنتاج الأمريكي

تراجع حاد للنفط بعد قفزة ثانية بمخزونات الخام الأمريكية

المركزي الكويتي: هبوط أسعار النفط يمثل تحديا للإصلاح الاقتصادي بالخليج

أسعار النفط تهوي لأدنى مستوياتها في سنوات والسعودية تخفض سعر الخام لأمريكا

استعراض القوة والصمود بين السعودية وشركات النفط الأمريكية

كيف يؤثر انخفاض أسعار النفط السعودي على مشروعات النفط الصخري فى أمريكا؟

إيرادات الخليج من البتروكيماويات تتجاوز 89 مليار دولار خلال عام

السعودية تشن حرب أسعار ”غير مُقنِعة“ على النفط الصخري الأمريكي في اجتماع «أوبك»

هل تستطيع «أوبك» قتل طفرة النفط الأمريكي؟

انهيار أسعار النفط .. من الفائز الحقيقي؟

عام 2015: هل يشهد نهاية تأثير النفط في المعادلات السياسية؟

طفرة الصخر الزيتي الأمريكي تقلص توقعات الطلب على نفط «أوبك»

تطورات بترولية وحرب استنزاف

عصر النفط الرخيص .. الخليج يريد تركيع أميركا 

هل تلعب الولايات المتحدة دور المنتج المرجح في سوق النفط؟

«فورين بوليسي»: ثورة النفط الصخري تحطم قواعد اللعبة

 أويل برايس: هل تنهي أسعار النفط وحرب أوكرانيا العلاقات الروسية السعودية الوثيقة؟