بين كيسلينج، وول ستريت جورنال، 19/6/2014 – ترجمة وتحرير: الخليج الجديد
على الرغم من التقارير الرهيبة عن المقاتلين الإسلاميين الذين سيطروا على المدن الحدودية، لا تزال الأردن هي الدولة الوحيدة التي تفتح حدودها من أجل عبور الناس والبضائع ولو كان بشكل بطيء وبمعدل ضئيل.
وفي هذه النقطة الحدودية النائية في (الكرامة) - في الجبهة الشرقية للأردن - تمر الشاحنات عبر الحدود بينما السيارات الصغيرة ذات اللوحات العراقية تمر على نقاط التفتيش، ويقوم العابرون بإجابة بعض أسئلة يطرحها عليهم حرس الحدود. ويُكذِّب المشهد بأكمله ادعاءات حول تهديد المملكة الهاشمية.
لم تغلق الحدود أبدا، وفقا لمسؤولين أردنيين وأناس يقطنون في مدن على طول المسافة بين الكرامة إلى العاصمة الأردنية، عمان، وهو الطريق الذي يبلغ طوله 200 ميل. هذه الحدود التي تعمل بكامل طاقتها قد دفعت الأردنيين إلى التساؤل حول تقرير يقول بأن «الدولة الإسلامية» لم تسيطر أبدا على (طريبيل)، وهي المدينة العراقية على الحدود.
وقال صاحب متجر يبلغ من العمر 30 عاما في الرواشد، والتي تبعد نصف ساعة عن الكرامة، «إذا أتت داعش إلى الحدود، فإنهم بذلك يحرقون جسورهم». وهذا الرجل الذي لم يفصح عن اسمه بسبب معارضته للحكومة، قال أن مثل هذه الخطوة سوف تكون بمثابة تخطي الخط الأحمر مطالبا السلطات الأردنية بالرد بشكل حاسم.
وقد تم تعزيز الحدود، ولكن كل ما يمكن أن تستطيع رؤيته هو حاملات جنود إضافية تقف خلف السواتر على الحدود وهناك كذلك مدافع رشاشة موجهة نحو الجبهة. لم يحتمِ الجنود في المخابئ ولكن يمكن رؤيتهم في المدينة يشترون الصودا. وتوجد مركبات عسكرية على طول الطريق السريع والمارة يضحكون ويسمعون أغاني حماسية.
لم يكن هناك أي دليل تصويري يقول بأن «الدول الإسلامية» قد سيطرت على (طريبيل)، كما قال «أحمد علي»، المحلل البارز وقائد الفريق العراقي في معهد لدراسة الحرب. وقال أنه بسبب ذكاء «الدولة الإسلامية» الشديد في التعامل مع الإعلام الاجتماعي، فإنه لا يوجد أي دليل يساعد على تأكيد أن (طريبيل) لم تسقط في يد داعش.
وقال السيد «علي» في بريد إلكتروني، «بالنسبة إلى يبدو واضحا أن داعش لم تسيطر على معبر طريبيل الحدودي وذلك لأنها تقدمت بالقرب من الرطبة، طريبيل، والتي من الممكن أن تكون هدفا محتملا لداعش في المستقبل».
وهذا النوع من عدم اليقين قد قوض الأعمال على طول الطريق السريع مع تهديد إقتصادي يعمل على تعسير الأعمال في كل مكان. وهذه الضغوط تضم سقوط الأعمال الخاصة بالحجاج العراقيين الذين يذهبون إلى السعودية لأداء الحج أو العمرة.
وقال أيضا أن المعبر الحدودي له أهمية دينية وذلك لأن العراقيين سوف يتجهون إلى عمان ومن ثم يأخذون الطائرات إلى السعودية وذلك لأن الطائرات من العراق غالية الثمن ولأن السعودية غير مستعدة للسماح للحجاج بالعبور عبر البر لأسباب أمنية.
العديد من الحجاج إلى جانب سائحين آخرين قد بقوا في منازلهم منذ العنف الذي مارسته «الدولة الإسلامية»، وهو ما قاله العديد من الناس في الطريق.
«إذا سمع المسافرون أنه يوجد تظاهرة في عمان، فإنهم سيتوقفون عن الذهاب إلى الأردن». قال «ربيع البهاري» ساخرا، وهو يدير مطعما على بعد أكثر من 100 ميل من الحدود في مدينة أزراك حيث تتلاقي الطرق من المملكة العربية السعودية والعراق مع عمان. وأضاف، «في الأيام العشر الماضية انهارت المواصلات من العراق».
كما أن الصناعة قد ضربت بعدم الاستقرار المتزايد في العراق. وقال عامل مصري يبلغ من العمر 25 عاما على الحدود، «خلال أسبوع انهار كل شيء. لقد فتحت الحدود ولكن لا يوجد عمل».
وكان يجلس مع صديق له في الظل على بعد خطوات من الحدود الأردنية. وقال الرجل، أنه بالرغم من بُعد أصحاب الشاحنات لكنهم قد يكونوا خائفين، ولكن هؤلاء الذين يعيشون ويعملون في هذه المنطقة يعرفونها جيدا وبشكل أفضل ولا يشعرون بالخوف.
وقال صديقه البالغ من العمر 24 عاما، إن العنف الذي وقع مؤخرا في العراق على يد مقاتلي الدولة الإسلامية قد عطل الأعمال ولكنه لم يوقفها بشكل كامل.
وقال أيضا، «إننا في العادة نعمل من الساعة الثامنة إلى الرابعة ولكننا الآن نعمل ساعة أو ساعتين». وقال عمال أردنيون آخرون أن الحدود كانت تشهد حوالي 125 شاحنة يوميا ولكنها الآن تشهد 25 شاحنة فقط يوميا.
