تأتي خطوة زيارة وقد حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس برئاسة «عمر الحاسي» والمدعومة من المؤتمر الوطني العام إلى الإمارات مفاجئة بشكل كبير، حيث يعرف عن الإمارات دعمها الواضح لحكومة «عبد الله الثني» وبرلمان طبرق المنحل وميليشيات «خليفة حفتر»، الأمر الذي عده مراقبون أحد ثمار المصالحة الخليجية .
ولفت المراقبون إلى أن زيارة وفد من حكومة «الحاسي» إلى دولة الإمارات والتي توصف بالداعم القوي للطرف الآخر في السلطة، متمثلاً في حكومة «عبد الله الثن»ي وبرلمان طبرق يعد مؤشراً على إمكانية حدوث انفراجة في الأزمة الليبية ، وبخاصة أنها تأتي بعد أيام من زيارة «محمد الدايري» وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق، إلى الدوحة، في أول زيارة له منذ توليه مهام منصبه في سبتمبر/ أيلول الماضي، برغم أن الدوحة تصنف كأحد الداعمين لحكومة «الحاسي» والمؤتمر الوطني العام.
ودعا المراقبون جناحي السلطة والمتنازعين على الحكم في البلاد، إلى التعاطي بشكل إيجابي مع الجهود التي تقوم بها الدولتان لحل الأزمة، عبر إبداء مرونة متبادلة، من أجل إنقاذ بلادهم، فيما أعربوا عن أملهم أن تكون لكل من قطر والإمارات، بما تمثلانه من ثقل، رؤى متقاربة لحل الأزمة في ليبيا بعد فترة طويلة من التحركات المضادة.
واعتبروا المحللون أن رؤية قطر، التي تعتمد على تغليب لغة الحوار وعدم الإقصاء، من أجل التوصل إلى حل سياسي يخرج ليبيا من الأزمة الحالية، هي الحل الأمثل للأزمة، بالإضافة إلى أهمية وضع خطط وآليات للتنفيذ على أرض الواقع.
كان مصدر حكومي ليبي قد صرح في وقت سابق لوكالة الأناضول أن وفداً من حكومة الإنقاذ الليبية قد توجه إلى الإمارات في زيارة هي الأولي من نوعها.
وأوضح المصدر أن الزيارة ستستغرق أربعة أيام، يلتقي خلالها الوفد بمسؤولين من حكومة الإمارات لتوضيح الواقع في ليبيا سياسياً وعسكرياً لحاكم الإمارات
كان «الحاسي» رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، المنبثقة عن المؤتمر الوطني بطرابلس،قد أعلن خلال لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي، عزم حكومته إرسال وفود إلى حكومات العالم العربي والاتحاد الأوروبي للبدء في التواصل الخارجي من أجل شرح موقفها من الصراع الدائر في ليبيا.
وتعتبر زيارة حكومة «الحاسي» أو ممثلين لها للإمارات، الزيارة الخارجية الثالثة؛ فقد زار «الحاس»ي على رأس وفد من حكومته المملكة الأردنية في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فيما زار وزير خارجية الحكومة «محمد الغيراني» في 5 من الشهر الجاري دولة النيجر.
ويتمتع برلمان طبرق وحكومة الثني بعلاقات جيدة مع الإمارات، فقد سبق أن قام «صالح عقيلة» رئيس مجلس النواب، و«الثني»، بزيارة أبوظبي في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري استمرت عدة أيام، أجروا خلالها سلسلة من المحادثات مع كبار المسؤولين هناك وبحث التعاون بين البلدين.
تأتي الزيارة في أعقاب اتهامات وجهتها قوات فجر ليبيا المدعومة من المؤتمر الوطني العام إلى كل من مصر والإمارات بالمشاركة في عمليات قصف جوي استهدف مواقعها خلال الأسبوع الماضي، في إطار جهود الدولتين لدعم عمليات الجنرال «خليفة حفتر»، وهو ما نفته القاهرة وأبو ظبي.
من جهته، أعلن المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «سمير غطاس»، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: إن «المشاورات مستمرة مع كل الأطراف في ليبيا من أجل التوصل إلى اتفاق حول موعد ومكان الحوار».
وكان «برناردينو ليون»، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، قال لمجلس الأمن في الخامس من يناير /كانون الثاني الحالي أنه حصل على بادرات مبشرة حول الحوار من الأطراف المختلفة في ليبيا.
تأجلت جلسة الحوار الليبي، التي كان مزمعاً عقدها الاثنين الماضي، برعاية الأمم المتحدة، إلى أجل غير مسمى، وفق ما ذكره نائب في البرلمان الليبي المنحل.
وقال النائب، الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أبلغت النواب، الأحد، تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى، في وقت قال مصدر دبلوماسي ليبي آخر: «إن الحكومة لم تتلق حتى الآن أجندة الحوار وجدول أعماله أو مكان انعقاده أو أطرافه».
