قررت السلطات المصرية، اليوم الأحد، الإفراج عن صحفي قناة الجزيرة «بيتر جريستي»، حيث استقل فور الإفراج عنه طائرة متجهة إلى قبرص في رحلة العودة إلى بلاده بعد 400 يوم من الاعتقال بتهم عدة، من بينها تهمة «معاونة جماعة إرهابية»، وذلك في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال مسؤولون في مطار القاهرة، إن مفتش الإنتربول المصري المقدم «هشام حسين»، رافق «جريستي» في رحلته إلى قبرص، فيما ولم يتسن على الفور معرفة إن كان سيواصل الرحلة معه إلى أستراليا لتسليمه للسلطات الأسترالية هناك.
يأتي ذلك فيما لم يتحدث المسؤولون المصريون كذلك بشأن مصير زميلين له هما المصري الذي يحمل الجنسية الكندية «محمد فهمي»، والمصري «باهر محمد»، واللذين كانا قد أدينا هما أيضا في ذات القضية مع «جريستي» في يوليو/تموز من العام الماضي، وتسبب الحكم عليهم بالسجن 7 سنوات في اندلاع استنكار دولي. لكن مسؤولًا أمنيا قال إنه من المتوقع الإفراج عن الصحفي المصري حامل الجنسية الكندية كذلك، في غضون أيام.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد عاقبت الصحفيين الثلاثة بالسجن 7 سنوات لإدانتهم بـ «نشر أخبار كاذبة لمعاونة جماعة الإخوان»، إضافًة إلى السجن ثلاث سنوات إضافية لـ«باهر محمد»، لإدانته بحيازة ذخيرة دون ترخيص، إلا أن محكمة النقض المصرية قد ألغت الحكم في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، وأمرت بإعادة المحاكمة.
كما قالت «مروة عمارة»، خطيبة «فهمي»، في تصريح لوكالة رويترز، أنها متفائلة بعد الإفراج عن «جريستي» وتأمُل بأن تمُر المرحلة ويتم الافراج عن زوجها وترحيله إلى كندا.
هذا وجاء الإفراج عن «جريستي» مفاجئًا بعد أيام من هجمات تعتبر الأكثر شراسة على قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء. حيث قُتل أكثر من 30 شخصًا من قوات الأمن في الهجمات التي وقعت مساء الخميس.
ويقول المسؤولون المصريون إن شبكة «الجزيرة» الإعلامية تدعم جماعة الإخوان المسلمين التي انقلب الجيش المصري على الرئيس المنتخب «محمد مرسي» المنتمي إليها في يوليو/تموز من عام 2013. فيما تنكر الشبكة تلك الاتهامات، باعتبار أن الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها الحكومة المصرية، وحكومات الدول المؤيدة والداعمة للانقلاب العسكري في مصر، إنما جاءت ردًا على تسليط الشبكة القطرية للضوء على انتهاكات حكومة الرئيس «عبدالفتاح السيسي».
وقالت «الجزيرة» إن حملتها لإطلاق سراح الصحفيين الثلاثة «لن تتوقف حتى إطلاق سراح الصحفيين الباقين في السجن على ذمة إعادة المحاكمة».
وأضافت في بيان رسمي اليوم: «نشعر بالسعادة لأن بيتر سيعود إلى أسرته. لقد كان (سجنه) محنة غير معقولة وغير مبررة لهم وقد أظهروا تماسكا لا يصدق». كما تابعت بالقول: «لن نهدأ إلى أن ينال باهر (محمد) ومحمد (فهمي) حريتهما. السلطات المصرية قادرة على إنهاء هذا الوضع على أفضل وجه اليوم وهذا ما يتعين أن تفعله تحديدا».
هذا وتسببت القضية في توترات بين مصر وقطر، لكن بحسب مراقبون، فإن هناك تكهنات بأن وساطة سعودية حسنت العلاقات بين البلدين ومهدت لعفو يصدره «السيسي» عن الصحفيين الثلاثة، دون أن يكون واضحا مستقبل هذه الوساطة في ظل عودة التراشق الإعلامي بين البلدين.