تمكن وزير الدفاع اليمني اللواء «محمود الصبيحي» من مغادرة صنعاء مساء أمس السبت حيث وصل إلى عدن جنوبي البلاد، فيما أعلن الرئيس «عبدربه منصور هادي» تشكيل غرفة قيادة للجيش من عدن.
ونقلت مصادر صحفية في وقت سابق عن مصادر مقربة من «الصبيحي» أنه لم يعد موجودا في منزله بالعاصمة اليمنية، مشيرة إلى أن مسلحين من جماعة «الحوثي» اقتحموا المنزل بحثا عنه.
وكان «الصبيحي» -الذي عينه «الحوثيون» رئيسا للجنة الأمنية المشكلة من قبلهم الشهر الماضي- وصل إلى «منطقة آمنة» قبل وصوله إلى عدن.
وأشارت ذات المصادر إلى أن اللواء «محمود الصبيحي» لم يظهر علنا في وسائل الإعلام منذ كلفته «اللجة الثورية» بقيادة «محمد علي الحوثي» برئاسة اللجنة الأمنية مطلع فبراير/شباط الماضي إثر إصدار الجماعة «الإعلان الدستوري» الذي عدته جل القوى السياسية في اليمن انقلابا على شرعية الرئيس «هادي».
يشار إلى أن رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة «خالد بحاح» وأعضاء في حكومته ومسؤولين آخرين في الدولة يخضعون منذ الشهر الماضي لإقامة جبرية في منزلهم رغم مطالبة «الأمم المتحدة «الحوثيين» بالسماح لهم بالتنقل بحرية.
وكان الرئيس «هادي» نفسه قد تمكن قبل أسبوعين من الخروج من صنعاء إلى عدن بعد حوالي شهر من فرض «الحوثيين» إقامة جبرية عليه في منزله.
وتأتي مغادرة «الصبيحي» صنعاء في وقت قرر فيه الرئيس «هادي» تشكيل غرفة قيادة عامة للجيش في عدن، وإصدار توجيهات للوحدات العسكرية والأمنية في البلاد بالارتباط بها، وعدم تلقي أوامر من غيرها.
في سياق متصل، أغلقت قوات الأمن الخاصة جميع الطرق المؤدية إلى معسكرها الواقع بين حيي العريش والنصر شرق مدينة عدن تحسبا لهجوم متوقع عليه.
وفشلت جهود الوساطة لإقناع القائد السابق لقوات الأمن الخاصة العميد «عبد الحافظ السقاف» -الذي أقاله هادي مؤخرا- بتسليم المعسكر إلى القائد الجديد العميد «ثابت مثنى جواس».
وثيقة تحالف بين «صالح» و«الحوثيين»
من جهة أخرى، كشف قيادي سابق في حزب «المؤتمر الشعبي العام» اليوم الأحد، أن قيادات في الحزب الذي يتزعمه الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» وقعت على وثيقة تحالف مع جماعة «الحوثيين»، الجمعة الماضي.
وقال الزعيم القبلي «عبدالواحد القبلي» الذي ترأس فرع المؤتمر في محافظة مأرب (شرق اليمن) - في رسالة وجهها إلى قيادة وأعضاء الحزب - إن الوطن يمر بمنعطف خطير، ويتطلب الوقوف في وجه الانقلاب على الشرعية الدستورية، وضد التحالفات المشبوهة لبعض القوى السياسية.
وأعلن رفضه للتحالف الموقع بين الطرفين، مضيفا، :«نقول لمن حضر وأيد هذه الوثيقة وهم عارف الزوكا وأربعة أعضاء من اللجنة العامة، إن هذه التصرفات الفردية والمندفعة والمشبوهة لن يقبلها قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام، فضلا على أنها تسيء لهم».
وتابع «الوثيقة وتحالفكم القذر طبخ في دهاليز معتمة وغرف مظلمة بعيدة كل البعد عن توجهات أعضاء وقواعد المؤتمر»، وأضاف «القبلي» الذي أصدر به الأمين العام المساعد للحزب قرارا بفصله، إن أغلب أعضاء اللجنة العامة والأمناء العموم المساعدين للمؤتمر لا يعلمون شيء عن هذا التحالف، منهم «سلطان البركاني» و«محمد بن ناجي الشائف».
كما طالب «القبلي» أعضاء وقيادات المؤتمر أن يكون لهم «مواقف واضحة ومشرفة تجاه مثل هذه الأعمال التي تنهي وتدمر وتقتل تاريخ الحزب».