طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بإجراء تحقيقات دولية محايدة مع جميع القوات المشاركة في تحالف «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، والذي تقوده السعودية، حول ما إذا كان حدث انتهاك قوانين الحرب، واتخاذ الاجراءات اللازمة حيال ذلك.
وأعربت المنظمة في بيان صحفي صادر عنها، أمس، عن قلقها البالغ من انتهاك قوانين الحرب، مشيرة إلى إن الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده السعودية أدت إلى قتل ما لا يقل عن 29 مدنيا وجرح 41، بينهم 14 طفلا و11 سيدة، في مخيم المزرق بمحافظة حجة كما أصابت منشأة طبية وسوقا محلية، وجسرا.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش «جو ستورك» : «إن وفاة هذا العدد من المدنيين في مخيم خال من أي هدف عسكري ظاهر يشدد بواعث القلق من انتهاك قوانين الحرب. وعلى كافة الأطراف أن تبذل قصارى جهدها لتجنب الإضرار بالمدنيين».
وأضاف «ستورك»: «إن جميع البلدان المشاركة في الهجوم على المخيم، وهو ما قد يشمل الولايات المتحدة، ملزمة بالتحقيق في احتمالات انتهاك قوانين الحرب وعلى الولايات المتحدة أن تتأكد من أن التحالف الذي تدعمه يتخذ كافة الاحتياطات الضرورية لتجنب إلحاق خسائر بالمدنيين في الأرواح أو الممتلكات».
وأفادت وكالة «رويترز» بأن أحد عمال الإغاثة قال إن طائرة حربية أصابت شاحنة عند بوابة أحد المخيمات كانت تنقل مقاتلين ميليشيات الحوثيين.
وأفادت صحيفة «الغارديان» بأن بعض عُمال الإغاثة يعتقدون أن الهجوم كان يستهدف قاعدة قريبة لمقاتلي الحوثيين، وهو الزعم الذي لم تستطع «هيومن رايتس ووتش» التأكد منه. وقالت المنظمة إنه حتى في وجود عدد من مقاتلي الحوثيين أو شاحنة عسكرية في المخيم فإن الهجوم يظل على الأرجح عشوائياً عديم التمييز أو عديم التناسب على نحو يخالف القانون.
من جانبها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود»، التي ترعى أحد المستشفيات في المنطقة، إن أفرادها عالجوا عشرات الجرحى جراء الغارات في ذلك اليوم، واستقبلوا رفات بعض الأشخاص الذين قتلوا.
وقال عامل إغاثة في المستشفى لـ«هيومن رايتس»: «استقبلنا عددا من الجثث المتفحمة، وحالات الأطراف المبتورة، وآخرين مصابين بحروق جسيمة».
وكان تحقيق قد تطرق إلى توزيع الحوثيون مضادات طيران في عدد من المدارس والمنازل في العاصمة اليمنية صنعاء، منها مدرسة الثلايا بجانب مقر الفرقة الأولى مدرع، جوار معسكر الصيانة ،مدرسة سواد صنعاء، وسط العاصمة صنعاء، ومدرسة الطبري، وسط مدينة صنعاء التاريخية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» قد اعلنت مؤخرا أن 62 طفلا، على الأقل، قتلوا وأصيب 30 آخرون جراء الأوضاع التي يشهدها اليمن حاليا، وذلك على خلفية الغارات التي يشنها التحالف المشارك في «عاصفة الحزم» ضد ميليشيات الحوثيين.
وشدد «جوليان هارنيس» ممثل منظمة «يونيسيف» في اليمن، على ضرورة الإسراع في حماية الأطفال، داعيا مختلف الأطراف اليمنية إلى بذل ما في وسعهم لحماية الأطفال. (طالع المزيد)
بينما نفي المتحدث باسم «عاصفة الحزم» في مؤتمر صحفي له مساء الأربعاء، استهداف العمليات العسكرية أي تجمعات سكنية داخل اليمن، مضيفا أن الغارات الجوية تحدد أهدافها بدقة قبل تنفيذها.
كما اتهم ميليشيات الحوثيين باستهداف المدنيين في اليمن، مضيفا أن الميليشيات هي من استهدفت مصنع الألبان قبل أيام وليست غارات تحالف «عاصفة الحزم».