«نيويورك تايمز»: مبيعات الأسلحة الأمريكية تغذي الحروب في الشرق الأوسط

الاثنين 20 أبريل 2015 08:04 ص

لشن حرب في اليمن تستخدم المملكة العربية السعودية مقاتلات من طراز «إف - 15» التي تشتريها من بوينج. وهناك طيارون من دولة الإمارات العربية المتحدة يقودون طائرات من طراز «إف - 16»، من تصنيع شركة لوكهيد مارتن، لقصف كل من اليمن وسوريا. ومن المتوقع أن تتمم الإمارات قريبا صفقة مع «أتوميكس جنرال» من أجل الحصول على أسطول من طائرات بدون طيار لتنفيذ مهام التجسس في الجوار.

وفي الوقت الذي يهوى فيه الشرق الأوسط في آتون الحروب بالوكالة والصراعات الطائفية والقتال ضد الشبكات والخلايا الإرهابية، فإن دول المنطقة التي قامت بتخزين معدات عسكرية أمريكية قد بدأت تستخدمها الآن، بالفعل، بل وباتت تطلب المزيد منها.

والنتيجة هي حدوث طفرة للمقاولين في وزارة الدفاع الامريكية الباحثين عن عقود أجنبية في عصر شهدت فيه ميزانيات وزارة الدفاع الأمريكية تقلصا، وفي الوقت ذاته فإن هناك احتمالية لحدوث سباق تسلح جديد خطير في المنطقة؛ حيث إن خارطة التحالفات أعيد رسمها بشكل حاد.

في الأسبوع الماضي، قال مسؤولون معنيون بصناعة الدفاع للكونجرس إنهم كانوا يتوقعون خلال أيام طلبا من الحلفاء العرب الذين يخوضون حربا ضد الدولة الإسلامية، المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن ومصر، لشراء الآلاف من الصواريخ أمريكية الصنع والقنابل وغيرها من الأسلحة التي تضخ الدماء في عروق الترسانات التي نضبت خلال العام الماضي.

ووضعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة قيودا على أنواع الأسلحة التي يمكن لشركات الدفاع الأمريكية أن تبيعها للدول العربية، وتهدف هذه القيود إلى ضمان أن إسرائيل تحافظ على ميزة عسكرية ضد الخصوم التقليديين في المنطقة. ولكن لأن إسرائيل والدول العربية هي الآن في الواقع في تحالف ضد إيران، فإن إدارة أوباما أكثر استعدادا الآن للسماح ببيع الأسلحة المتطورة في الخليج العربي، في ظل وجود عدد قليل من الاعتراضات العامة من قبل إسرائيل.

«عندما ننظر إليها، فإن الحساب الاستراتيجي لإسرائيل هو أمر بسيط»، بحسب «أنتوني كوردسمان» من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وأضاف إن دول الخليج «لا تمثل تهديدا كبيرا لإسرائيل، بل إنهم يقومون بعمل توازنات ذات معنى مع إيران».

ويقول محللو الصناعة وخبراء معنيون بمنطقة الشرق الأوسط، إن الاضطرابات في المنطقة، وإصرار الدول السنية الغنية على محاربة إيران الشيعية من أجل التفوق الإقليمي سوف يؤدي إلى زيادة في الطلبات الجديدة على أحدث الأجهزة والمعدات ذات التقنية العالية في صناعة الدفاع.

جيوش الدول الخليجية عبارة عن «مزيج من شيء بين رموز الردع وأندية الطيران الوطنية»، على حد وصف «ريتشارد أبو لطيفة»، المحلل الخاص بشؤون الدفاع في مجموعة تيل، والذي أضاف «يتم استخدامها الآن بشكل مفاجئ لم يكن في الحسبان».

وأنفقت المملكة العربية السعودية أكثر من 80 مليار دولار على الأسلحة في العام الماضي، وهو أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من فرنسا أو بريطانيا، وأصبحت رابع أكبر سوق للدفاع في العالم وفقا للأرقام الصادرة الأسبوع الماضي من قبل معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم الذي يتابع الإنفاق العسكري على مستوى العالم. وأنفقت الإمارات نحو 23 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما تم إنفاقه في عام 2006.

قطر، هي الأخرى تمتلك خزائن مكتظة بالأموال ولديها رغبة قوية في تأكيد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أهم وسائلها لذلك ما تقوم به من عمليات تسوق بشراهة. وفي العام الماضي، وقعت قطر صفقة بقيمة 11 مليار دولار أمريكي مع وزارة الدفاع الأمريكية لشراء طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي وأنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت وجافلين.

وتأمل الدولة الصغيرة الآن إجراء عملية شراء كبيرة لمقاتلات من طراز بوينج (إف - 16) لاستبدال أسطولها القديم من طائرات ميراج الفرنسية. ومن المتوقع أن يعرب مسؤولون قطريون لدى إدارة «أوباما» عن رغبتهم شراء قائمة من الأسلحة المتطورة قبل أن يأتوا إلى واشنطن الشهر المقبل لعقد اجتماعات مع دول الخليج الأخرى.

وتسير شركات الدفاع الأمريكية خلف المال أينما وجد. وافتتحت شركة بوينج مكتبا في الدوحة في عام 2011، كما أسست مجموعة لوكهيد مارتن مكتبا هناك هذا العام. وأنشأت شركة لوكهيد وحدة في عام 2013 كرستها للمبيعات العسكرية للدول أجنبية، وقالت رئيستها التنفيذية «مارلين هيوسون» إن شركة «لوكهيد» تحتاج إلى زيادة تجارتها مع الأجانب، محددة هدف الارتفاع من 25% من مبيعات الأسلحة العالمية إلى 30% من إيراداتها، لتعويض تقلص ميزانية البنتاجون بعد الطفرة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

وتعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أن الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط يمكن أن تستمر لسنوات، الأمر الذي سيجعل الدول في منطقة الشرق الأوسط أكثر حرصا على اقتناء مقاتلات (إف - 35)، التي ينظر إليها على أنها جوهرة ترسانة الأسلحة الأمريكية في المستقبل.

ولدى تلك المقاتلات، الأغلى في العالم، قدرات على التخفي، وقد تم تسويقها بشكل كبير مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين. ولم يتم حتى الآن ترويجها لدى حلفائها العرب بسبب المخاوف المتعلقة بالحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل.

ولكن مع التغير المستمر لميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط، فإن العديد من المحللين المختصين بالدفاع يرون أنه قد يكون هناك تغيير.

وتعد روسيا هي مورد الأسلحة الأكبر لإيران، وصدور قرار من الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ببيع نظام دفاع جوي متقدم إلى إيران يمكن أن يزيد الطلب على مقاتلات (إف - 35)، والتي يعتقد بشدة أن لديها قدرة على اختراق الدفاعات الروسية الصنع.

  كلمات مفتاحية

صراعات الشرق الأوسط تجارة الأسلحة تسليح صفقات أسلحة

«بوتين» يرفع الحظر عن توريد منظومة الدفاع الجوي «إس-300» إلى إيران

نفقات الدفاع السعودية زادت 17% في 2014 متفوقة على أكثردول العالم إنفاقا عسكريا

السعودية تحتل المركز الثالث عالميا في الإنفاق العسكري لعام 2014 بـ80 مليار دولار

سباق التسليح في الشرق الأوسط: السعودية الأكثر إنفاقا تليها تركيا والإمارات

الإنفاق العسكري السعودي يتجاوز إنفاق الدول الكبرى

وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط

«نيويورك تايمز»: من أين يحصل تنظيم «الدولة الإسلامية» على أسلحته؟

واشنطن تسرع من دعمها للقوات العراقية وتسلم بغداد ألفي صاروخ مضاد للدبابات خلال أيام

أمريكا ترسل 2000 صاروخ مضاد للدبابات إلى العراق وتحتفظ بنصفهم في المنطقة

الغضب من الحروب العربية يغذي الخطر الجهادي في السعودية

ألمانيا تضاعف صادراتها من الأسلحة إلى الدول العربية

تل أبيب وواشنطن تسعيان لإحباط مشروع قرار عربي يراقب النووي الإسرائيلي

أمريكا أكبر مصدر للسلاح عالميا والسعودية ثاني أكبر مستورد

40 مليار دولار قيمة صفقات الأسلحة الأمريكية خلال 2016

«الغارديان»: السعودية تدعو بريطانيا لعدم حظر مبيعات الأسلحة