«ذي إيكونوميست»: سلطنة عمان .. بلد خليجي يغرد خارج السرب

الأربعاء 3 يونيو 2015 09:06 ص

يستخدم أمراء وملوك الخليج لفظ الخصوصية بكثرة لتبرير أساليبهم، وللتعبير عن أصالة ثقافة معينة، وكطريقة لرفض أي مطالب إصلاحية سياسية كانت أو اجتماعية. لكن مثلها مثل فكرة الاستثنائية الأمريكية، أصبح لفظ الخصوصية مبتذلا في منطقة الشرق الأوسط.إلا في حالة عمان، فالكثير يرون أنه مصطلح يساعد الآخرين على فهم «خصوصية» السياسات الخارجية المستقلة لتلك الدولة.

الدولة القابعة في أقصى جنوب شرق شبه الجزيرة العربية تجد نفسها محاطة بدول غارقة إلى أذنيها في الحرب الطائفية الباردة ويتدخل كل منها في شأن الأخرى، لكن السلطنة صغيرة المساحة لديها سياسة بعدم التدخل في شؤون الآخرين وفي المقابل لا تسمح بتجاهل أحد لسيادتها.

ومثال على ذلك علاقتها بمجلس التعاون الخليجي التي هي إحدى أعضائه، فقد عارضت عمان عدة محاولات لتحويل الدول الست إلى اتحاد سياسي واقتصادي واحد، فهي تخشى هيمنة السعوديين على هذا الاتحاد، ونأت كذلك بنفسها عن الغارات العسكرية التي قادتها دول المجلس ضد الحوثيين في اليمن، رغم أنها اقترحت ذات مرة إنشاء جيش موحد، ولم ينضم جنود عمان المجهزين بأفضل المعدات إلى قوات المجلس في قمع تظاهرات البحرين (العضوة هي الأخرى) عام 2011، ولم تنضم إلى الهجمات الجوية على سوريا أو اليمن.

لكن عمان لا يسعها تجاهل جيرانها تجاهلا تاما، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معظمهم لديه من النفط ما يفوق ما تملكه هي. فعمان تعتمد على الذهب الأسود في حوالي 80% من دخلها، ولذا قامت بانتقاد السعودية لإبقائها على انخفاض أسعار النفط، كما قامت بحث بعض أعضاء الأوبك على قطع إنتاجهم من جانب واحد (عمان ليست جزءا من مجموعة الأوبك). لجأت عُمان إلى مجلس التغاون لتوفير فرص عمل ومرتبات أكبر حينما خرجت تظاهرات عام 2011.

كما قامت مؤخرا بتقوية روابطها مع إيران، وقد لجأ السلطان «قابوس»، الزعيم السلطوي لعمان، إلى القوات الإيرانية لإخماد ثورة قامت على الشيوعية في محافظة ظفار في منتصف السبعينيات، وهو يتجه الآن للاعتماد على الغاز الإيراني حيث بدأ مخزون عمان بالنضوب. تم وضع خطة لخط أنابيب سيغذي عمان ويسمح لها أيضا بتصدير جزء من هذا الغاز.

أوردت تقارير بأن عمان هي مصدر بعض السلع المحظورة التي تم تهريبها إلى داخل إيران، لكن تلك التجارة غير الشرعية يمكن أن تنتهي وتستبدل بتجارة شرعية مجزية في حال توصل إيران إلى اتفاق نووي مع الغرب. وترجع أصول ممارسات التفاوض حول الاتفاقيات إلى محاولات السلطان «قابوس» التي كللت بالنجاح عام 2011 عندما توسط للإفراج عن مجموعة من المسافرين الأمريكيين الذين اعتقلتهم إيران، وعرض أن يقوم باستضافة اجتماعات بين مسؤولين من كلا الدولتين، وأدت تلك المحادثات إلى اتفاق نووي مبدئي عام 2013.

يفتخر العمانيون بدور بلدهم كوسيط، فقد قام السلطان بدعم محاولة مصر الوصول للسلام مع إسرائيل رغم اعتراضات الدول العربية الأخرى، وتقوم عمان الآن بدعم الحل السلمي في اليمن، جارتها التي تشترك معها في حدود طويلة تراقبها جيدا.

إلا أن أكبر خطر يهدد استقرار عمان قد لا يأتي إلا من داخلها. تلقي السلطان «قابوس» العلاج في ألمانيا من مرض لم يكشف عنه لمدة 8 شهور بدءا من يوليو/تموز في العام الماضي، مما دفع العمانيون إلى تخيل مستقبلهم دون «قابوس». ولم يكن الأمر بالهين، فقد حكم البلاد وحده لمدة 45 عاما، ودون وريث للعرش وممسكا بمقاليد الأمور وكل منصب مهم في الحكومة في يديه. وقد يعاني الحاكم الذي سيأتي بعده حتى يكسب شرعيته، بينما سيواجه مطالبات بالإصلاح من شعب تزداد فيه نسبة الشباب الكبيرة أصلا. وقد يكون الاستقرار الخارجي آخر ما يقلق السلطان الجديد.

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان السعودية مجلس التعاون إيران اليمن السلطان قابوس

سلطنة عمان تعتزم ترحيل أكثر من ألف عامل بشكل غير قانوني

سلطنة عمان وإيران توقعان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما

لماذا تخرق سلطنة عمان الإجماع الخليجي بشأن اليمن؟

قلق عماني من قيام الإمارات بشراء أراضي وولاءات شمالي السلطنة

وبدأ الحديث عن غموض الخلافة في سلطنة عُمان

هل ستقع حرب بين السعودية وإيران؟

تعداد السكان في سلطنة عمان يتجاوز 4.18 مليون نسمة نهاية مايو الماضي

«عبد اللهيان» يلتقي «بن علوي» في مسقط لبحث الأزمة اليمنية

سلطنة عمان تبني أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

وفد عماني بطهران للتفاوض النهائي على الغاز الإيراني

سعر البيع الرسمي للخام العماني يتراجع إلى 56.33 دولار في تسليم سبتمبر المقبل

53 مليار دولار.. صادرات سلطنة عمان في 2014

إيران وسلطنة عمان توقعان اتفاقا لمسح مسار أنبوب الغاز

سويسرا تتعاون مع سلطنة عمان في قضية فساد نفطي

سلطنة عمان تندد باستهداف منزل سفيرها في صنعاء

إيران تدين استهداف منزل السفير العماني في صنعاء

مسقط تستدعي السفير السعودي وتدعو إلى تدخل أممي لوقف الحرب في اليمن

«شفرة دافنشي» العمانية: دور الوسيط الإقليمي الصاعد

«عبدالخالق عبدالله» يتساءل حول جدوى عضوية سلطنة عمان في «مجلس التعاون»

كاتب عماني يهاجم مستشار «محمد بن زايد» ويتوعده بحملة تشهير

سلطنة عمان تنتخب مجلس الشورى غدا

«الأسد» يستقبل وزير الشؤون الخارجية العماني .. و«بن علوي»: حريصون على استقرار سوريا

عُمان بين فقه المذهب وفقه القبيلة

مرصد حقوقي: الأمن العماني يعتقل محاميا دون أسباب

مؤشر عالمي: سلطنة عمان صفر إرهاب ولا يوجد بها «داعشي» واحد

«المونيتور»: سلطنة عمان عالقة بين السعودية وإيران

مسقط تبارك خروج بريطانيا من «الأوروبي».. وسياسي عماني يطالب السلطنة بمغادرة «الخليجي»