كشفت مصادر أمنية مصرية، تفاصيل التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية المصرية مع "هشام عشماوي"، الذي تسلمته مصر من ليبيا، في مايو/أيار الماضي.

ونقل موقع "24" الإماراتي عن المصادر (لم تسمها) قولها إن "عشماوي اعترف بتواصله المستمر مع زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، بهدف التخطيط لإنشاء فرع جديد للتنظيم في مصر، وكان مقرراً توليه منصب المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة بدلاً من سيق العدل والذي كان مقررا له تولي منصب نائب التنظيم بدلاً من أبو محمد المصري، إضافة لتولي مهام مسؤولية التنظيم داخل مصر".

وبحسب المصادر، فإن "عشماوي كشف خلال التحقيقات أنه خطط لاغتيال عدد من الشخصيات الأمنية بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم في سبتمبر/أيلول 2013، مثل رئيس العمليات الخاصة الأسبق اللواء مدحت المنشاوي، وعدد من القضاة وبعض القيادات العسكرية، كما خطط لمحاولة اغتيال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال وجوده في منصب وزير الدفاع، لكن الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك، كما فشل في تتبع ورصد الرئيس السابق عدلي منصور أثناء توليه منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت".

وقالت المصادر إن "عشماوي اعترف بأنه المسؤول عن عملية اغتيال العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103، في يوليو/تموز 2017، حيث قدم معلومات دقيقة للعناصر الإرهابية بسيناء، حول الكتيبة وقائدها، تضمنت المعلومات تفاصيل مداخل ومخارج الكتيبة وعدد الأفراد بداخلها، وبناء عليه تم تنفيذ عملية استهداف الكتيبة، وقد تمت العملية بالتنسيق بين عناصر من تنظيم المرابطون وتنظيم ولاية سيناء".

ووفقا للمصادر، فإن "عشماوي ذكر أنه أسس وحدة داخل تنظيم أنصار بيت المقدس، وهي وحدة التحقيقات، برفقة صديقه عماد عبدالحميد، الضابط المفصول من الجيش المصري، الذي تم قتله في عملية الواحات في أكتوبر/تشرين الأول 2017".

وأضافت المصادر أن "عشماوي تولى التحقيق مع ضابط الجيش المصري المختطف، أيمن الدسوقي، يناير/كانون الثاني 2105، الذي رفض أن يتعاون معهم أو أن ينضم لصفوفهم، أو يعطيهم معلومات عن ضباط الجيش المصري داخل سيناء، ومهام عملهم".

ولفتت إلى أن "عشماوي كشف خلال التحقيقات، أنه كان مسؤولاً عن تدريب العناصر الجديدة، بحكم أنه كان مسؤولاً عن الجهاز العسكري والأمني داخل أنصار بيت المقدس قبل توجهه إلى ليبيا، وقد استقطب عناصر إخوانية من داخل اعتصام رابعة، في 2013، وقام بتسهيل دخولهم إلى سيناء، وتمكن من تدريبهم في الصحراء على حمل السلاح ومواجهة الأجهزة الأمنية، بهدف تشكيل جناح مسلح ضد الدولة المصرية".

وبحسب المصادر، فإن "عشماوي أكد أن تنظيم أنصار بيت المقدس امتلك وحدة لتصوير وإنتاج التقارير المصورة الخاصة بالعمليات التي ينفذها التنظيم سواء داخل القاهرة أو خارجها، حيث كان المسوؤل عنها أحد العناصر القريبة من الإخوان، وممن أشرفوا على الإخراج الفني لاعتصام رابعة"، على حد قوله.

وأكدت المصادر أن "عشماوي، كشف في اعترافاته تفاصيل في غابة في الخطورة حول ملف العناصر الأجنبية المنضمة للتنظيمات المسلحة سواء داخل سيناء أو داخل ليبيا، حيث أكد أن هذه العناصر مدربة بشكل عال جداً على التعامل مع مختلف الأسلحة بتنوعاتها، وأن غالبيتهم كانوا ملحتقين بأجهزة أمنية سيادية داخل بلادهم".

وقالت إن "عشماوي قدم تفاصيل كاملة للعناصر التكفيرية عن خريطة الأكمنة والارتكازات الأمنية الثابتة داخل سيناء، سواء الخاصة بالقوات المسلحة أو بقوات الشرطة المدنية بحكم تواجده بها فترات طويلة، سعياً لاستهدافها ضمن مخططهم في زعزعة استقرار الوضع الداخلي المصري".

ولفتت إلى أن "عشماوي كان مسؤولاً عن جلب الملابس العسكرية للعناصر المسلحة بهدف ارتدائها وقت تنفيذ التخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية بهدف تضليل الرأي العام، وإرباك الأجهزة الأمينة".

و"عشماوي" هو المتهم التاسع في أمر إحالة المتهمين في قضية "أنصار بيت المقدس" المنظورة حاليا أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا بمصر، ويواجه مع 212 آخرين، اتهامات بارتكاب 54 عملية.

وفي 28 مايو/أيار الماضي، تسلمت السلطات المصرية "عشماوي"، الذي وصل على متن طائرة حربية إلى مطار القاهرة، قادما من ليبيا، حيث سلمته سلطات شرق ليبيا، التابعة للجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" إلى القاهرة بعد أن أعلنت إلقاء القبض عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلال حملة عسكرية بمحيط مدينة درنة، شرقي ليبيا.

يشار إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية تواجه انتقادات حقوقية واسعة بشأن انتزاعها اعترافات تحت وطأة التعذيب الشديد، بما يخدم الرواية الرسمية للدولة.