وقعت 3 هجمات متتالية في غضون بضع ساعات.. ففي فرنسا عثر على جثة مقطوعة الرأس تغطيها كتابة باللغة العربية بعد أن صدم مهاجم حاويات غاز بسيارته فأحدث انفجارا، وفي الكويت فجر انتحاري نفسه في مسجد للشيعة خلال صلاة الجمعة فقتل 28، وفي تونس فتح مسلح النار على فندق يرتاده السائحون فقتل 37 شخصا على الأقل.
ورغم أنه لا توجد أدلة على أن هناك تنسيقا متعمدا للهجمات، فإن ساسة غربيين يرون أن حدوثها بفاصل زمني قصير في نفس اليوم وفي ثلاث دول بثلاث قارات يبرز التأثير الواسع والذي ينمو بسرعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب تقرير نشرته رويترز.
يمثل التنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم الكويت الآن تهديدا خارج معاقله في سوريا والعراق.
ودعا أتباعه هذا الأسبوع الى تصعيد الهجمات ضد المسيحيين وكذلك الفصائل الشيعية والسنية التي تقاتل مدعومة بتحالف تقوده الولايات المتحدة.
وفي 23 يونيو/حزيران الجاري، حث المتحدث باسم التنظيم «أبو محمد العدناني» المقاتلين على الجهاد في رمضان، وقال «فبادروا أيها المسلمون وسارعوا إلى الجهاد وهبوا أيها المجاهدون في كل مكان لتجعلوا رمضان بإذن الله شهر وبال على الكافرين».
كما قال أيضا «نبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك فاغتنموه وأفضل القربات لله هو الجهاد فسارعوا إليه واحرصوا على الغزو في هذا الشهر الفضيل والتعرض للشهادة فيه».
ولفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) الكولونيل «ستيف وارين» إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعلن المسؤولية عن هجوم واحد.
وقال إن البنتاجون يبحث «ما إذا كانت هذه الهجمات المتنوعة والتي نفذت في مناطق بعيدة عن بعضها البعض نسقت مركزيا أم أنها جرت بمحض الصدفة».
وحتى لو كانت منسقة فإن مصدرين مطلعين على فكر أجهزة المخابرات الأمريكية، قالا إن من المرجح أن دعوة تنظيم الدولة للجهاد كانت مصدر إلهام لهذه الهجمات أو ربما الذكرى الأولى لإعلان التنظيم قيام خلافة إسلامية في سوريا والعراق التي تحل يوم الاثنين.
وقال «آدم شيف» أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الدائمة للمخابرات بمجلس النواب الأمريكي إن الهجمات أوضحت أن قدرة التنظيم على «إلهام الأتباع وتحويلهم إلى التشدد تمثل تهديدا عالميا وأنه لا توجد دولة بمنأى عن تأثيره الخبيث".
يقول «بيتر نيومان» مدير المركز الدولي لدراسة التشدد ومقره لندن إنه من غير المرجح أن تكون الهجمات منسقة بشكل مباشر.
وأضاف «لا أعتقد أنهم تحدثوا مع بعضهم البعض أو كانوا يعرفون بعضهم البعض او أن هناك قيادة مركزية طلبت منهم أن يفعلوا ذلك. لا توجد أي أدلة على أنها (الهجمات) منسقة».
في الوقت نفسه، فإن هجوم فرنسا الذي ربط «نيومان» بينه وبين هجمات فردية أخرى في العام المنصرم شملت سيدني (أستراليا) وأوتاوا (كندا) وكوبنهاجن ( الدنمارك) يمكن أن يكون قد تم بإلهام من التنظيم
وقال «في حالة الهجوم الفرنسي فإن هذه هي نوعية الهجمات التي تريد الدولة الإسلامية أن ينفذها الناس بمفردهم دون أي تنسيق أو استشارة مسبقة أو أي شيء».
وتابع إنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، دعا المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أتباع التنظيم إلى ألا ينتظروا حتى يقول لهم ما يجب أن يفعلوه مشيرا إلى أنه بات مصرحا لهم بأن ينفذوا هجماتهم في أي مكان يريدونه وأن يقتلوا من وصفهم بالكفار أينما وجدوهم وأن يفعلوا ما بوسعهم.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية المباشرة عن هجوم الكويت وتونس، وأكد مقاتل من التنظيم أن الهجمات في كل من الكويت وتونس بوجه عام تحظى بمباركة دولة «الخلافة»، وفقا لرويترز.
وأضاف أن «العدناني» أمر في كلمته الجنود والأمراء بأن يجعلوا شهر رمضان شهر غزوات وسيكون كذلك.