يعتقد «قيس الخزعلي»، الأمين العام لتنظيم «عصائب أهل الحق»، الشيعي المسلح، أن الولايات المتحدة لا تريد القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، بل تستثمر التنظيم في تنفيذ مشروعها لتقسيم المنطقة.
وفي مقابلة مع وكالة «رويتز» للأنباء في مكتبه بمدينة النجف العراقية، قال «الخزعلي»: «نحن نعتقد ونؤمن بأن الولايات المتحدة لا تريد حل الأزمة بل تريد إدارة الأزمة. إنها لا تريد إنهاء داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) بل تريد استثمار داعش من أجل تحقيق مشروعها في العراق وفي المنطقة. مشروع الولايات المتحدة هو إعادة تركيب شرق أوسط جديد».
وأوضح: «المشروع الأمريكي في العراق هو إعادة تقسيم المنطقة؛ إعادة تقسيم حدود البلدان من جديد على أسس تعتمد على التكوينات المذهبية الإثنية والقومية من أجل إعطاء المبرر الكامل لوجود دولة قومية دينية، وجود دولة إسرائيلية يهودية».
رجل الدين الشيعي اعتبر أن السياسة الأمريكية المتبعة في العراق وسوريا، والمدعومة من دول الخليج، هي في الأساس التي خلقت البيئة المواتية التي ساعدت على ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف: «من يسعى إلى التقسيم لا بد أن يسعى إلى إثارة مشاكل من أجل التقسيم وإلى إثارة مشاكل طائفية».
وقلل من فعالية الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في كل من العراق وسوريا.
وقال: «التحالف الأمريكي منذ أن بدأ وإلى الآن في بدايته قال إن هذه الضربات لن تستطيع أن تحسم معركة بدون وجود قوات برية، لكنه قال إن هذه الضربات ستزداد تدريجيا مع مرور الوقت وستكون مؤثرة وفعالة. الملاحظ منذ عام تقريبا ولحد الآن بقيت الطلعات الجوية تترواح بمعدل 16 طلعة جوية، وليس ضربة جوية، في كل من العراق وسوريا. هذا معدل لم يزداد خلال سنة. هل هذا يثبت جدية التحالف الأمريكي؟».
وكان «الخزعلي» مساعدا لرجل الدين الشيعي البارز، «مقتدى الصدر»، قبل أن ينشق مع مجموعة من المسلحين لينشيء في عام 2006 فصيلا مسلحا عرف باسم «عصائب أهل الحق» التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية إبان فترةو احتلالها للعراق.
واعتقلت القوات الأمريكية «الخزعلي» عام 2007 للاشتباه بدوره في الهجوم على مجمع حكومي في مدينة كربلاء نتج عنه مقتل خمسة جنود أمريكيين.
وكانت «عصائب أهل الحق» في طليعة المجموعات الشيعية المسلحة، والمدعومة من إيران، التي كان لها الدور الأساسي في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استطاع السيطرة على مناطق شاسعة في شمالي وغربي العراق، ومنها الموصل، ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد.
وما زالت هذه الفصائل الشيعية تخوض معارك شرسة ضد مقاتلي التظيم في مدينتي الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار (غرب) وأجزاء من مدينة تكريت (شمال بغداد).