قالت «جبهة النصرة» يوم الجمعة إنها احتجزت عددا من المعارضين السوريين المسلحين الذين تدربهم الولايات المتحدة، ووصفتهم بأنهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أمريكا في المنطقة»، في تحد مباشر لخطة واشنطن لتدريب وتسليح مقاتلين لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي بيان يتناقض على ما يبدو مع تصريحات لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت جبهة النصرة إن «الرجال الذين تحتجزهم دخلوا سوريا قبل عدة أيام وتدربوا تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية».
وكان «البنتاغون» قد نفى خطف أي من أفراد المجموعة الأولية التي يبلغ قوامها نحو 60 مقاتلا تلقوا تدريبا تحت إشراف الولايات المتحدة فيما يعرف باسم «القوة السورية الجديدة».
وشكك رئيس أركان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في هذه الرواية أيضا يوم الجمعة.
وقال البريجادير جنرال «كيفين كيليا» في تصريحات صحفية «كل المعلومات التي لدينا هو أنه لم يتم أسر... أي من أفراد القوات السورية الجديدة».
ووصفت «جبهة النصرة» من احتجزتهم بأنهم «عملاء للولايات المتحدة» وحذرت الآخرين بأن عليهم أن يتركوا برنامج التدريب. وقالت أيضا إن التحالف بقيادة واشنطن شن ضربات جوية على مواقعها بينما كانت تخوض اشتباكات مع مقاتلين معارضين آخرين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من المعارضة السورية قد ذكروا في وقت سابق هذا الأسبوع أن «جبهة النصرة» احتجزت قائد «الفرقة 30» وهي جماعة معارضة تلقت تدريبا أمريكيا الى جانب عدد من أعضائها.
وقالت «جبهة النصرة» في بيان نشر على الانترنت «إننا إذ نحذر جنود تلك الفرقة من المضي في المشروع الأمريكي فلن نرضى ولن يرضى أهل السنة في الشام أن تقدم تضحياتهم على طبق من ذهب للجانب الأمريكي وأن ترسي قدمه في المنطقة فوق مقابر مئات الآلاف من أهل الشام وملايين الجرحى والمهجرين».
وقالت «جبهة النصرة» في بيانها «قبل أيام دخلت أولى هذه المجموعات تحت مسمى الفرقة 30 مشاة إلى سوريا بعدما أكملوا البرنامج التدريبي وتخرجوا منه ليكونوا نواة لما يسمى الجيش الوطني فكان لزاما على جبهة النصرة التحري وأخذ الحيطة والحذر من مثل هذه المشاريع فقامت باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة».
وأضاف البيان أن الفرقة 30 نسقت ضربات جوية مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مواقعها في إشارة إلى اشتباكات بين الجانبين يوم الجمعة. وقال إن الضربات «خلفت عددا من الشهداء والجرحى في صفوفنا».
وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون الكوماندر «اليسا سميث» أن «قوة غير معروفة شنت هجوما يوم الجمعة على قوات دربتها الولايات المتحدة وأعضاء بالفرقة 30 وفرقت بين المجموعتين». وقالت إنه تم صد الهجوم لكنها لم تكشف عن مكان حدوثه.
وقالت الفرقة 30 يوم الجمعة إن مقاتلي جبهة النصرة هاجموا مقر قيادتها في الساعة 4.30 صباحا بالتوقيت المحلي (0130 بتوقيت جرينتش) في المنطقة قرب اعزاز. وأضافت الفرقة إن خمسة من أفرادها قتلوا حين صدوا المهاجمين.
وتصنف واشنطن جبهة النصرة منظمة إرهابية. وفي العام الماضي هزمت جبهة النصرة جبهة ثوار سوريا بقيادة «جمال معروف» الذي كان يعتبر واحدا من أقوى قيادات المعارضة حتى هُزم.
كما لعبت أيضا دورا رئيسيا في سقوط حركة حزم المدعومة من واشنطن والتي انهارت في وقت سابق هذا العام بعد أن اشتبكت مع جبهة النصرة في شمال غرب البلاد.