توقعت مصادر مطلعة على المفاوضات بين حركة «أحرار الشام» السورية المسلحة وإيران استئناف المباحثات بينهما بعد توقفها لإصرار طهران على تفريغ مدينة الزبداني شمال غرب العاصمة دمشق من الوجود السني وتهجيرهم إلى مناطق أخرى، بحسب الحركة ذاتها.
وقالت مصادر قريبة من الجانبين لـ«رويترز» إن الطرفين أجريا مفاوضات على مدى أسابيع في تركيا وهي المرة الأولى التي يجري فيها مفاوضات بين إيران وحركة مسلحة في سوريا.
وقالت «أحرار الشام» في بيان على موقعها على الإنترنت الأربعاء إنها أجرت مفاوضات مع وفد إيراني حول مدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية لكن المفاوضات توقفتأحرار.
وجاء في بيان للحركة أن «المفاوضات مع الوفد الإيراني توقفت نظرا لإصراره على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى».
ويشن مقاتلو «حزب الله» الشيعي المدعومون من إيران هجمات على الزبداني والمنطقة المحيطة التي تبعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود مع لبنان.
وقال البيان إن خطة تفريغ البلدات والمناطق القريبة من الحدود مع لبنان من الوجود السني دخلت مراحلها الأخيرة.
ووفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات فإن المسلحين السنة والوفد الإيراني بحثا عدة سيناريوهات تركز على نقل المدنيين خارج مدن سورية من بينها الزبداني.
وامتنع متحدث باسم «أحرار الشام» عن التعليق على المحادثات مشيرا الى حساسية الموضوع.
ويصف محللون «أحرار الشام» بأنها جماعة سلفية متشددة وتعتبر إيران عدوا لها.
وقال مصدر قريب أيضا من المحادثات ومقرب من دمشق إن الحكومة السورية على علم بالمحادثات التي تجري من خلال وسيط.
وأضاف المصدر «في البداية كانت المفاوضات مع الحكومة لكنها انهارت بعد أن تعرضت الحركة لضغوط قوية من الجماعات الأخرى ثم عادوا وطلبوا التحدث الى الإيرانيين».
وسيكون انتزاع السيطرة على الزبداني من المسلحين مكسبا استراتيجيا للجيش السوري الذي يقاتل على عدة جبهات أخرى ضد العديد من الجماعات المسلحة.