قالت حركة «أحرار الشام» السورية المسلحة المعارضة، إنها ستحمي الأقليات، نافية في الوقت ذاته ارتباطها بتنظيم «القاعدة» بصلات تنظيمية أو اعتناق فكرها، وهو ما اعتبره البعض سعيا من قبل الحركة لخطب ود الغرب.
وفي مقالي رأي نشرا هذا الشهر أحدهما في صحيفة «واشنطن بوست» والآخر في صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، نأت الحركة بنفسها عن الجهاد عبر الحدود الذي يتبناه تنظيم «القاعدة»، ونفت ارتباطها به بصلات تنظيمية أو اعتناق فكرها، بحسب وكالة «رويترز».
وكتب «لبيب النحاس» مسؤول العلاقات الخارجية في «أحرار الشام» في صحيفة «ديلي تليجراف»، يقول إن الحركة «جماعة إسلامية سنية تضرب بجذورها في المشهد الثوري».
لكنه حذر الغرب أيضا الذي فضل التعامل مع مقاتلين معارضين يعتبرهم معتدلين سياسيا من أن يتوقع حركة سياسية سنية بمعاييره، عندما قال في المقال ذاته: «من المؤكد أن من يتوقعون بديلا سنيا مثاليا وفقا للمعايير الليبرالية الغربية سيخيب أملهم».
ومن بين المخاوف التي طرحها مسؤولون غربيون مصير الأقليات بما في ذلك الطائفة العلوية التي ينتمي لها رئيس النظام السوري «بشار الأسد».
وفي مقابلة أذيعت في مايو/أيار الماضي، دعا زعيم «جبهة النصرة» العلويين إلى نبذ «الأسد» وتغيير معتقداتهم الدينية حتى يكونوا في أمان.
وتشعر الدول الغربية بالقلق من صعود «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية»، لهذا تحجم عن دعم الإسلاميين في الحرب السورية وتساند فصائل يربطها تحالف فضفاض وتنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر الذي طغى الإسلاميون عليه.
وما زال للجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وجود قوي في الجنوب قرب الحدود مع الأردن.
وقال «النحاس» إن جماعة «أحرار الشام» قاتلت للدفاع عن السوريين وتحارب الجيش والمقاتلين الشيعة المتحالفين معه والمدعومين من إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من شمال وشرق سوريا.
وتابع: «تريد أحرار الشام أن ترى نهاية لحكم الأسد وهزيمة شاملة لتنظيم الدولة الإسلامية وحكومة مستقرة وتمثيلية (ائتلافية) في دمشق»، مضيفا: «نود أن نرى نظاما سياسيا يحترم الهوية والتطلعات السياسية المشروعة للأغلبية في سوريا وفي الوقت نفسه يحمي الأقليات ويمكنها من لعب دور حقيقي وإيجابي في مستقبل البلاد».
من جانبه قال «نوح بونسي»، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، إن المقالين الافتتاحيين يشيران إلى «اختلافات أيديولوجية واستراتيجية وسياسية كبيرة تميز أحرار الشام وجماعات المعارضة الأخرى عن تنظيمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية».
وأضاف: «قد تتحول هذه الخلافات في إحدى المراحل إلى انقسامات أكبر لكنها تنحى جانبا إلى حد كبير في الوقت الحالي لصالح التنسيق التكتيكي من أجل الأهداف المشتركة ضد نظام الأسد وداعش (الدولة الإسلامية)».
وحركة «أحرار الشام» هي إحدى الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت مع دخول الثورة السورية مرحلة القتال المسلح، وتم إعلان ظهورها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل.
وفي 31 يناير/كانون الثاني 2014، أعلنت حركة «أحرار الشام» اندماجها مع تشكيلات إسلامية ضمن الجبهة الإسلامية السورية، وهي لواء التوحيد وحركات الفجر الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة، وجيش الإسلام، وصقور الشام وغيرها.
وينشط مقاتلو حركة «أحرار الشام» في مختلف المحافظات السورية، إلا أن قوتها تتركز في محافظتي إدلب وحلب، شمالي سوريا.
ورغم عدم تصنيف واشنطن للحركة على قوائم الإرهاب، إلا أنها لم تدرجها ضمن جماعات المعارضة المعتدلة التي أعلنت دعمها لها، كما أن الحركة متحالفة مع «جبهة النصرة» التي تصنفها واشنطن على قوائمها للمنظمات الإرهابية.
وكانت الإمارات قد أعلنت قبل عدة شهور قائمة للمنظمات الإرهابية ضمت 83 منظمة، وجاء من بينها حركة «أحرار الشام».