«أحرار الشام» تتهم إدارة أوباما بـ«الفشل الذريع» عبر «واشنطن بوست»

الأحد 12 يوليو 2015 12:07 م

فتحت صحيفة «واشنطن بوست» أعمدة الرأي فيها لحركة «أحرار الشام» الإسلامية المتحالفة مع «جبهة النصرة»، والأخيرة تضعها واشنطن على قوائمها للإرهاب.

ونشرت الصحيفة مقالا لمسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، «لبيب النحاس»، انتقد فيه إستراتيجية إدارة «باراك أوباما» في سوريا، ووصفها بـ«الفاشلة».

وتحت عنوان: «العواقب المميتة لإساءة تصنيف ثوار سوريا»، قال «النحاس»: «كما أصبح واضحا، فإن استجابة إدارة أوباما للصراع السوري هي بعينها الفشل الذريع؛ فليس هناك إستراتيجية واضحة، والخطوط الحمراء للإدارة لم تُحترم، وجرى اتخاذ تدابير مؤقتة على المدى القصير مستوحاة من تجارب الحرب في العراق وأفغانستان، في وقت علت فيه الأصوات في وسائل الإعلام التي تركز اهتمامها على تنظيم (الدولة الإسلامية)، وبذلك تم استبعاد أهداف قابلة للتحقيق».

واعتبر أن نتيجة هذه «السياسة الفاشلة» كانت مقتل ما بين 200 و300 ألف شخص في سوريا، وتشريد أكثر من 11 مليون، وتدمير العديد من المدن.

ورأى أن «نتائج حالة الفشل هذه تجدها أوضح ما يكون في الطريقة الخاطئة لتصنيف ثوار سوريا ما بين (معتدل) أو (متطرف)».

وفي هذا الصدد، لفت المسؤول في حركة «أحرار الشام»  إلى أن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» صرح في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بأنه لا ينبغي تخيير السوريين بين طاغية أو إرهابيين، معلنا عن خيار ثالث وهو «المعارضة السورية المعتدلة» التي تقاتل كل من المتطرفين ورئيس النظام السوري «بشار الأسد».

وقال «النحاس» في مقاله:  «للأسف حصرت واشنطن حصرت المعارضة المعتدلة في نطاق ضيق يستبعد القطاع الأكبر من المعارضة السورية، والمجموعة التي انتمي إليها (أحرار الشام) هي خير مثال على ذلك».

ونافيا عن حركته التشدد، كما تراها واشنطن، ما جعلها تستبعدها من سلة المعارضة المعتدلة، قال: «اسمنا يعني (أحرار سوريا)، ونحن نعتبر أنفسنا جماعة إسلامية سنية يقودها سوريون وتحارب من أجل السوريين، وجلب العدالة لهم، ومع ذلك فقد اتهمنا زورا بوجود علاقة تنظيمية بيننا وبين تنظيم القاعدة، وباعتناق إيديولوجية هذا التنظيم».

وأضاف: «نحن نؤمن أن سوريا بحاجة إلى مشروع وطني جامع لا يقوده حزب واحد أو جماعة واحدة، ويجب ألا تتقيد البلاد بأيديولوجية واحدة، ونؤمن بضرورة تحقيق توازن يحترم التطلعات المشروعة للأغلبية، ويحمي كذلك الأقليات ويمكنهم من لعب دور حقيقي وإيجابي في مستقبل سوريا».

وتابع: «نؤمن بمستقبل معتدل لسوريا يحافظ على الدولة، ويؤسس لإصلاحات تعود بالفائدة على جميع السوريين»، لافتا إلى أن السوريين ينظرون لحركته على أنها «عنصر مهم في المشهد الثوري، ومع ذلك فإن إدارة أوباما تسيء إلى صورتنا بشكل غير عادل منذ اليوم الأول».

وندد المسؤول في حركة «أحرار الشام» بصناع القرار في البيت الأبيض «العالقين داخل فقاعتهم، ويستخدمون الملايين من أموال دافعي الضرائب، لدعم جهود وكالة المخابرات المركزية الفاشلة، إذ دعمت ما يسمى القوى (المعتدلة) في سوريا، التي خيبت الأمل في كل المجالات، وآخرها في مواجهة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)».

ورأى «نحاس» أن «القتل والتدمير المنهجي الذي يمارسه جيش الأسد الذي يهيمن عليه العلويون في القرى والمدن السنية، وفي كثير من الأحيان من خلال الأسلحة الكيميائية، لا يزال يشكل عاملاً أساسياً في تجنيد مقاتلين جدد في صفوف داعش، تماماً كما فعلت السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، في حين لا يزال البعض في واشنطن والأمم المتحدة يحتفظ بفكرة سخيفة، وهي أن الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل في سوريا».

وأكد على أن ما ارتكبه الأسد من جرائم كانت كافية لإزاحته من قائمة خيارات الحل، وتابع: «أما الآن فالواقع العسكري الميداني يظهر أنه انتهى، والسؤال الوحيد المتبقي هو من الذي سيطلق عليه رصاصة الرحمة: داعش أم المعارضة؟».

وخلص إلى القول إن على الإدارة الأمريكية «القبول بأن الإيديولوجية المتطرفة لتنظيم الدولة الإسلامية لن تهزم إلا ببديل سني محلي مع توصيف (معتدل) يحدده السوريون أنفسهم وليس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية".

وحركة «أحرار الشام» هي إحدى الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت مع دخول الثورة السورية مرحلة القتال المسلح، وتم إعلان ظهورها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل.

وفي 31 يناير/كانون الثاني 2014، أعلنت حركة «أحرار الشام» اندماجها مع تشكيلات إسلامية ضمن الجبهة الإسلامية السورية، وهي لواء التوحيد وحركات الفجر الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة، وجيش الإسلام، وصقور الشام وغيرها.

ينشط مقاتلو حركة «أحرار الشام» في مختلف المحافظات السورية، إلا أن قوتها تتركز في محافظتي إدلب وحلب، شمالي سوريا.

ورغم عدم تصنيف واشنطن للحركة على قوائم الإرهاب، إلا أنها لم تدرجها ضمن جماعات المعارضة المعتدلة التي أعلنت دعمها لها، كما أن الحركة متحالفة مع «جبهة النصرة»التي تصنفها واشنطن على قوائمها للمنظمات الإرهابية.

وكان الإمارات أعلنت قبل عدة شهور قائمة للمنظمات الإرهابية ضمت 83 منظمة، وجاء من بينها حركة «أحرار الشام».

  كلمات مفتاحية

سوريا حركة أحرار الشام المعارضة السورية المعتدلة إدارة باراك أوباما جون كيري لبيب النحاس

«أحرار الشام» تحرر 42 امرأة من سجون «الأسد» مقابل 11 جثة من جنود النظام

«أمراء» أردنيون يفشلون رغبة تركية في اندماج «النصرة» و«أحرار الشام»

تركيا وأمريكا تبدآن تدريب المعارضة السورية «المعتدلة»

اندماج حركتي «أحرار الشام» و«صقور الشام» التابعتين للمعارضة السورية المسلحة

المعلن والخفي في قضية «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» بالإمارات

«أحرار الشام» تنفى ارتباطها بـ«القاعدة» وتقول إنها ستحمي الأقليات

«أحرار الشام» في سوريا تنعي زعيم طالبان الراحل

«إخوان سوريا» يعلنون رغبتهم في التكامل مع «أحرار الشام»

«إخوان سوريا» ينفون اندماجهم مع «أحرار الشام»

سفير أمريكي سابق في سوريا يدعو بلاده للحوار مع «أحرار الشام»

التدخل الروسي يسلط الضوء على التردد الأمريكي تجاه سوريا

«داعش» .. شماعة «أوباما»

«أحرار الشام»: الهدنة انهارت ونستعد لمهاجمة قوات «الأسد» في الأيام المقبلة

مقاتلات تقصف معسكرا لجماعة «أحرار الشام» وسقوط عدد كبير من القتلى