كشف قيادي «سلفي جهادي» أن «أمراء» أردنيين بتنظيم «جبهة النصرة»، كانوا وراء فشل مفاوضات تمت مؤخرا، برغبة تركية، لدمج الأخير مع تنظيم «أحرار الشام»، وكلاهما يحارب ضد النظام السوري.
القيادي الذي اطلع على المفاوضات التي جرت بين الجماعتين للاندماج، قال إن «أحرار الشام هو من بادر إلى التفاوض على الاندماج، لكنه وضع شروطاً من الصعب على النصرة تلبيتها».
وربط القيادي، الذي تحدث لجريدة «الحياة» اللندنية، مفضلا عدم نشر اسمه، بين مبادرة «أحرار الشام» وبين تولي قيادة جديدة لهذه الجماعة الإمرة بعد عملية الاغتيال الغامضة التي استهدفت كل قيادة الأحرار في إدلب (بسوريا) قبل ما يقارب عام.
ووفق القيادي ذاته، فإن شروط «أحرار الشام» للاندماج تؤشر إلى نوع الصعوبات التي تواجهها الأطراف الاقليمية الراعية لـ«جيش الفتح» المرتبط بـ«أحرار الشام» في عملية تسويق هذا «الجيش» بصفته نموذجاً مقبولاً على المستوى الدولي كواجهة للحرب على النظام في ســورية، فقد طلب «أحرار الشام» من «النصرة» أن تحدد حركتها بالحدود السورية وأن يجري ذلك ضمن مشـروع للبحث بمستقبل المقاتلين غير السوريين في صفوفها، وأن تقبل النصرة بالدعم المكشوف الذي تقدمه دول إقليمية مثل تركيا.
«النصرة» اعتبرت أن هذه الشروط غير ممكنة التحقق، ويجزم القيادي «السلفي الجهادي» الذي اطلع على مضمون النقاشات، واستشير بها، أن مسألة التخلي عن المقاتلين الأجانب صعب، إذ إنه يحرم «النصرة» من عنصر تفوقها الحاسم و«المتمثل بخزان الانتحاريين الذي يشكله هؤلاء»، بحسب القيادي ذاته.
لكن الأهم في هذا المجال هو أن هذه المفاوضات لم تعن على الإطلاق أن قبول «النصرة» بشروط «أحرار الشام» كان سيعني رفعها عن لائحة الإرهاب الأمريكية، ذاك أن أنقرة التي حركت عملية التفاوض هذه لم تنتزع من واشنطن موافقة على هذه الخطوة، لا بل إن استمرار استهداف طائرات التحالف بعض مواقع «النصرة» مثل جواباً واضحاً من واشنطن على هذه المساعي.
ولفت القيادي «السلفي الجهادي» إلى أن ثلاثة اتجاهات تتنازع «النصرة» وتُمثل وجهات غير متقاربة المصالح والأهداف، مشيرا إلى أن الاتجاه الغالب هو الخط القاعدي التقليدي وأبرز وجوهه «سامي العريدي» وهو أردني الجنسية وأردني آخر هو إياد الطوباسي (أبو جلبيب)، ومعظم مقاتلي هذا الاتجاه هم من غير السوريين.
ووفق المصدر ذاته، يبدو أن تأثير هذا الاتجاه طاغياً على «النصرة»، وهو ما منع إعلان الانفصال عن القاعدة، ثم إن تأثير الأمراء الأردنيين رتب تأثيراً موازياً لشيوخ «السلفية الجهادية» الأردنية من أمثال أبو محمد المقدسي، وأبو قتادة. ويقدر عدد المقاتلين الأردنيين في صفوف «النصرة» بنحو 600 مقاتل، وهو ما يبدو أنه أفشل عملية الاندماج.