هل يمثل الحوثيون «حصان طروادة» للرئيس المخلوع «علي صالح»؟

الأحد 9 أغسطس 2015 10:08 ص

أصبح الوقت الراهن هو الأنسب لوضع رؤية واضحة ووضع استراتيجي قابل للتطبيق حول كيفية حل الصراع في اليمن، حيث إن إعادة السيطرة على عدن وضرب الحوثيين في اليمن الجنوبي يعد بمثابة نقطة انعطاف استراتيجية. هناك أمل يستعيده الشعب، والمطار صار مفتوحا الآن وسفن المساعدات يمكنها الوصول بسلاسة.

زيارة رئيس الوزراء المنفي «خالد بحاح» إلى عدن واسترداد السيطرة على العند، أكبر قاعدة للجيش اليمني، من قبل حركة المقاومة تجعل المستقبل يبدو أقل قتامة نوعا ما.

وهناك تقدم ثابت من قبل حركات المقاومة التي تتألف في معظمها من رجال الجيش السابق ورجال القبائل الموالين للرئيس «عبد ربه منصور هادي» ومتطوعين بشكل عام ضد الحوثيين وعناصر الرئيس «علي عبد الله صالح» السابقة في تعز ومأرب.

وفي تعز؛ تم ترميم الأجزاء الغربية من المدينة وتم طرد الحوثيين من موقع عسكري كبير في جبل صابر. ولكن هذه الانتصارات جعلت في الواقع إمكانية التوصل إلى أي تسوية من خلال الوسائل السلمية أوشكت ألا تكون غير محتملة.

لا بديل عن العنف

يتعود الناس شيئا فشيئا على العنف في اليمن، فقد بات العنف قاعدة. وتعتبر العناصر المتحاربة أعمال العنف هي السبيل الوحيد للحصول على ما يريدون، ويرى العديد من المراقبين أنه لا يمكن حل الوضع في اليمن من خلال التفاوض. فلقد وصلت مجموعة الحوثيين و«صالح» إلى نقطة حيث القوة والعنف أصبحا الطريق الوحيد للمضي قدما، ساعين إلى فرض ما يسمى بـ«سلطة الأمر الواقع»، ببساطة؛ هم يجبرون الآخرين على قبول حكمهم والخضوع لإرادتهم.

لقد أدركت دول الخليج التي شاركت في وساطة محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة منذ بداية الصراع أنهم يحتاجون إلى عمل عسكري لحماية حكومة «هادي» والزود عنها، ولذلك فقد اتخذ الصراع مسارا جديدا؛ ألا وهو مسار اللاعودة، وبات اليمنيون في حالة شبه دائمة من الحوار منذ عام 2011، بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتقد كثيرون أنه ربما يكون حافزا للصراع الحالي.

تبدد التفاؤل

وانتهى المؤتمر إلى حد كبير دون جدوى على الرغم من الفرص غير المسبوقة التي قدمها الحوار؛ أعني بذلك الفرص التي تضمنت خارطة طريق للدستور واستفتاء وانتخابات رئاسية وبرلمانية، فبعد كل هذا العمل الشاق وما تم من انجازات تبدد التفاؤل مع انهيار قنوات الحوار. وعلى قدم المساواة؛ ربما يجادل البعض بدرجة كبيرة أن مصداقية اليمن قد انجرفت بعيدا كنموذج إقليمي لنجاح الفترة الانتقالية في أعقاب الربيع العربي.

وفي هذه الأثناء؛ حصل «صالح» على المشاركة في الحوار الوطني مع الاستمرار في بناء تحالف قوي مع الحوثيين، إنهم يشاركون في «تحالف الضرورة أو الحاجة» لتحقيق أهداف معينة. لقد رأى «صالح» أن الحوثيين عرضوا عليه فرصة للتقدم والانتصار ضد القوى الثورية التي أطاحت به، وخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح.

هل الحوثيون هم «حصان طروادة»؟

وربما اعتقد «صالح» أنه يمكن استخدام الحوثيين على أنهم «حصان طروادة» لاستعادة قوته، الجيران والقوى الدولية التي تربط الحوثيين مع إيران، أملا في أن تعود الأيام الخوالي لسلالة «صالح»، وفي المقابل؛ رأى الحوثيون أنه يمكنهم استخدم الشبكة الموالية لـ«صالح»، كما يمكنهم توظيف واستخدام القوة المفرطة للسيطرة على البلاد كلها. وفي نهاية المطاف؛ عمل الجانبان معا لعسكرة اليمن وإطالة أمد الصراع ، ما منع العديد من الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات.

ومثلت محادثات جنيف في يونيو/حزيران فرصة أخرى للمصالحة، وكان من الممكن التوصل إلى تسوية، لكن الحوثيين و«صالح» سمحوا لدوامة العنف أن تتحول إلى دائرة كاملة مرة واحدة لتحقيق أهداف تخدم مصالحها الخاصة. ووفقا للمراقبين، فقد كان حماسهم لمحادثات جنيف مجرد خدعة، فقد أعربوا عن أملهم في أن يوقف حضورهم وقف الغارات الجوية والهجمات ضد معاقلهم، كما أرادوا تشتيت انتباه المجتمع الدولي عن الفظائع التي ارتكبوها في الماضي؛ ولكن ذلك لم يحدث.

الأمل الوحيد لليمن في المستقبل

ويعتقد العديد من المراقبين أن أي حل في اليمن يجب أن يكون محليا، وإلا فإنه لن يكون هناك مستقبل البتة.

لكن الحوثيين و«صالح» كسروا كل القواعد؛ فقد حولوا وجوههم عن كل المفاوضات والعروض التي تنادي بوقف إطلاق النار، ووضعوا الرئيس «هادي» تحت الإقامة الجبرية. وهرب «هادي» وذهب إلى منفى اختياري في المملكة العربية السعودية.

ولا يوجد هناك وسيلة سوى التوحد لضمان بقاء اليمن في المرحلة المقبلة على طريق تطوير الدولة، وفي بداية هذا الصراع؛ كان اليمن أضعف – من الناحية السياسية والاقتصادية – من أن يمنع الصراع الحالي، ووجد «هادي» الفرصة سانحة في محاولة للسيطرة على الاضطرابات داخل البلاد أكثر أو بشكل أقل وحده، وكان الخيار الوحيد هو اللجوء إلى دول المملكة العربية السعودية ودول الخليج لطلب المساعدة، ومع مساعدة من التحالف العربي وضرباته الجوية ضد الحوثيين وقوات دعم «صالح»، بدا أن هادي لديه شعور بالجرأة والثقة.

نصر بتكلفة باهظة

ربما بدأ «هادي» يشعر بالراحة مع معرفته أن عدن قد تحررت، ورؤيته أن قاعدة العند قد تم استردادها، لكنه سيكون من الحكمة ألا ننسى مدى تعقيد وخطورة هذا الصراع بالفعل.

وعلى الرغم من أن عملية استعادة عدن كانت ناجحة، إلا إن قطع دابر أنصار الحوثيين و«صالح» في المناطق الشمالية مثل صعدة وعمران قد تحقق بتكلفة عالية جدا. والآن هو الوقت المناسب لاجتماع يضم العرب والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوضع رؤية واضحة ووضع استراتيجية قابلة للتطبيق حول كيفية حل الصراع.

إن المأزق السياسي الذي تمثله المحادثات السابقة تشير فقط إلى الخيارات العسكرية الوحيدة المتاحة حاليا.

وببساطة؛ فإن مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي يتعين عليهما أن يقتنصا هذه الفرصة ليمضوا قدما، كما فعلوا في عدن، ويجبروا الحوثيين وقوات «صالح» في جميع أنحاء اليمن على الاستسلام غير المشروط.

وهذا سيكلف الشعب اليمني ثمنا باهظا، ولكنه سيمهد الطريق نحو مستقبل يمكن فيه أن تتطور هذه الأمة حقا بدعم من الشركاء الدوليين.

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين المخلوع صالح السعودية جنيف المقاومة الشعبية التحالف العربي

تركيا تجمد أموال «صالح» ونجله «أحمد» و3 من قادة «الحوثي»

هل زار «بحاح» أبوظبي لإبرام تسوية سياسية يكون المخلوع «صالح» طرفا فيها؟

المخلوع «صالح»: السعودية عدوتنا ولا مكان لـ«هادي» في مستقبل اليمن

معركة عدن .. نقطة تحول في حرب اليمن

صحيفة: محادثات القاهرة تفجّر أزمة بين الحوثيين و«صالح»

«مجتهد» يكشف شروط روسيا للضغط علي إيران والحوثيين لإنهاء حرب اليمن

الهزائم واستراتيجية تقطيع الأوصال تحاصر الحوثيين في «آزال»

قيادي حوثي يدعو أنصاره لاعتقال المخلوع «صالح» ويصفه بـ«رأس الأفعى»

المخلوع «صالح» يأمر وسائل إعلامه بعدم مهاجمة الإمارات

اليمن .. معارك في مصلحة العبث

الحوثيون: تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن خلال 10 أيام

تسجيل صوتي للمخلوع «صالح» يؤكد علمه بدعم إيران للحوثيين للإضرار بأمن السعودية

لا تفاوض في اليمن قبل استعادة صنعاء

الدولة العميقة في اليمن: رجالات «صالح» .. التحدي الأكبر للشرعية

«علي عبدالله صالح» .. سيرة تدمير اليمن ومقدراته

«الحوثيون» ونسف الحل السلمي

المخلوع «صالح»: لن نركع للسعودية وسندافع عن صنعاء حتى النهاية

خبراء يمنيون: مبادرة «الحوثي- صالح» مراوغة سياسية بتوجيه إيراني

«صالح» يدعو للاحتكام للأمم المتحدة ويؤكد: لسنا رعايا السعودية

«الحوثي» يدعو أتباعه للانضمام إلى جبهات القتال ضد «غزو التحالف العربي»

من الذي رهن اليمن في بورصة المساومات؟

النهاية غير المتوقعة: هل يتفق السعوديون و«الحوثيون» على استبعاد «صالح»؟