اعتقل جهاز أمن الدولة في الإمارات، الدكتور «ناصر بن غيث» الأكاديمي وخبير الشؤون الاقتصادية الدولية، مساء اليوم الثلاثاء من منزله، بالإمارات. فيما اعتبر مراقبون ونشطاء أن سبب الاعتقال هو معارضته إنشاء معبد هندوسي في أبوظبي.
ونشرت صفحة «انتهاكات» (صفحة خاصة برصد انتهاكات الأمن في الإمارات وتطالب بالعدل والمساواة) على موقع «تويتر» خبر الاعتقال.
وقال أحد المغردين، إن «ناصر» اعتقل بسبب معارضته الشديدة لبناء معبد هندوسي في الإمارات.
وفسّر مراقبون تعليق «ناصر بن غيث» الأخيرة على منح حكومة أبو ظبي أرضا للهندوس لإقامة معبد عليها هو المبرر لاعتقاله، حيث غرّد «بن غيث»: «الظاهر جماعتنا فاهمين التسامح بين الأديان كلش غلط».
وأثار قرار بناء المعبد الهندوسي في أبوظبي عاصفة غضب من جانب الكثير من النشطاء والدعاة على «تويتر» وأدلوا بتعليقات غاضبة على وسم بعنوان «#بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي»، والذي حقق مراكز متقدمة في كافة دول الخليج لساعات طويلة.
تنكيل صارخ
وتعليقا على الاعتقال، قال الأكاديمي الإماراتي، الدكتور «عبدالخالق عبدالله»، المستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي، الشيخ «محمد بن زايد»، «أتمنى ألا يكون خبر اعتقال ناصر بن غيث صحيحا».
وأضاف «عبدالله» في تغريدة : «ناصر بن غيث زميل عزيز وصوت عاقل وكاتب شجاع ومواطن محب لوطنه ومخلص لقيادته. أرفض تصديق هذه الإشاعة».
من جانبه، قال الدكتور «بشير نافع» الكاتب والمؤرخ، أن «اعتقال ناصر بن غيث، أستاذ الاقتصاد الإماراتي البارز، ليس سوى تنكيل صارخ بالحق البسيط للتعبير عن الرأي #الحرية_للدكتور_ناصر_بن_غيث».
وعلق الأكاديمي السعودي محمد الحضيف ساخرا بقوله: «#اعتقال_ناصر_بن_غيث يأتي على خلفية ”التسامح“ الذي أفرزه #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي. الخلاف .. هل الذي أمر بالإعتقال: (الإله) ”براهما“ أو”راما“؟».
وعلق الدكتور «باسم خفاجي»، الباحث في العلاقات الدولية، على خبر اعتقال المفكر والخبير الاقتصادي، واصفا القرار بأنه إرهاب الدول في أبشع صوره.
وقال «خفاجي» في تغريدة عبر صفحته «مفكر وخبير اقتصادي إماراتي حر ونفسه أبية اعترض على إنشاء معبد هندوسي في وطنه يعتقلوه! إنه إرهاب الدول في أبشع صوره يارب».
وأضاف «إذا سمحت روح التسامح لدولة أن تبني معبدا هندوسيا في بلد مسلم، أفلا يتسع نفس التسامح لرأي مواطن حر أن يعترض تبا لتسامحكم».
وكان آخر ما غرد عنه «بن غيث» بالأمس، عن الوضع الحالي في الدول العربية والمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة دوما.
وغرد «بن غيث» عبر صفحته بموقع «تويتر» : «ما يحدث في فلسطين يبعث على الحزن وما يحدث في سوريا يبعث على الأسى وما يحدث في العراق يبعث على الخوف أما ما يحدث في الكويت فيبعث على الاستغراب».
وأضاف: «المزبلة» لها مكانة خاصة عند العرب فمنها يأكل فقراؤهم وإليها ينتهي طغاتهم».
أما عن مجزرة دوما فقال: «هنا دوما حيث يسعف الجريح الجريح ويدفن الميت الميت ويلد الأيتام أيتاما، ما أصدقها من مزحة حين تصبح مفوضية الأمم المتحدة لحماية المجرمين».
وفي شهر أبريل/ نيسان من عام 2011، اعتقلت السلطات الإماراتية 5 مواطنين كان «بن غيث أحدهم على خلفية ما قيل إنهم «أهانوا ولي عهد أبو ظبي خلال مشاركتهم في أحد المنتديات، وتحدث «بن غيث أنه تعرض لأشد أنواع التعذيب في سجنه الذي امتد نحو 7 شهور، قبل أن يخرجوا بعفو رئاسى.
و«بن غيث» حاصل على دكتوراه القانون، بجامعة Colchester, Essex، البريطانية عام 2007، تخصص التجارة الدولية والقانون الاقتصادي الدولي.
كما أنه حاصل على ماجستير القانون الدولي، بجامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، الأمريكية عام 2002، وليسانس الحقوق 1995، في أكاديمية شرطة دبي.
وكان «بن غيث» من أوائل الخبراء الاقتصاديين الذين استشرفوا بوادر الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم في 2008 وهو ما دفعه إلى التحذير من هذه الأزمة في كتاباته منذ منتصف .2007 مشيراً إلى أن بوادر الأزمة بدأت في الظهور عام ،2006 كقروض عقارية في أمريكا.