أظهرت دراسة حديثة معاناة نحو ثلثي المواطنين في دولة الإمارات من ارتفاع تكاليف التعليم، في الوقت الذي يرى فيه نحو نصف الإماراتيين أن أبنائهم يواجهون اليوم صعوبة أكبر في الحصول على فرصة عمل، حسب صحيفة «الإمارات اليوم». 

يأتي ذلك في الوقت الذي احتلت فيه الإمارات المرتبة الأولى عالميا في مقاييس الرفاهية والعيش لعام 2015، حسب تقدير أصدرته مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب (BCG).

الدراسة أجراها بنك «HSPC» على أكثر من 5 آلاف و500 من ذوي الطلبة في 16 بلداً، بينهم 450 من الإمارات.

وبخصوص النتائج المتعلقة بالإمارات، أكد 64% من ذوي الطلبة أن تكاليف التعليم مرتفعة إلى حد يفوق قدراتهم.

بينما يدرك 48% منهم أن أولادهم يواجهون في الوقت الراهن سوق عمل أصعب كثيراً من ذي قبل.

كما يعتقد تسعة من كل 10 مواطنين إماراتيين أن التعليم الجامعي يعد عاملاً أساسياً لكي يحقق أبناؤهم أهدافهم في الحياة.

ونتيجة لهذا الإدراك والاعتقاد، بينت الدراسة أن ذوي الطلبة في الإمارات مهتمون باختيار التخصصات الدراسية لأبنائهم التي يطلبها سوق العمل.

إذ أن 89% منهم سبق أن اختاروا مهنة معينة لأولادهم، وبينما اختار 33% منهم لأولادهم دراسة الطب، اختار 16% منهم الهندسة لأولادهم، و11% اختاروا لأولادهم علوم الكمبيوتر.

وأكدت الدراسة أن ازدياد تعقيد أسواق العمل العالمية، والزيادة السكانية ستفرض على الأجيال الجديدة من خريجي الجامعات زيادة كفاءتها الأكاديمية والمهنية لكي تستطيع المنافسة؛ الأمر الذي قد يتطلب سنوات أكثر من التعليم العالي.

وتعليقا على نتائج الدراسة، قال رئيس الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك الشرق الأوسط المحدود «HSBC»، «خالد الجبالي»، إن «تزايد قلق ذوي الطلبة على مستقبل أبنائهم المهني أمر طبيعي؛ حيث شهدت الأسواق العالمية خلال السنوات العشر الأخيرة تقلبات متزايدة».

وأضاف: «تبيّن أنّه منذ مرحلة الدراسة ما قبل الابتدائية، يبدأ نحو أربعة من بين خمسة آباء بما يعادل 87% منهم بالتفكير بما يطمحون لمستقبل أولادهم عندما يكبرون، إلا أنّ المستلزمات الضرورية لدعم هذه الطموحات تؤجل إلى وقت لاحق، حتّى ولو كان الأهل يدركون قيمة التعليم الجامعي».

 وأوح أنه «في سوق يزداد تنافسية تزداد أهميّة التعليم ما بعد الثانوي أكثر»؛ لذلك «يجب على ذوي الطلبة في الإمارات أن يبدأوا في النظر إلى هذه المسألة بمزيد من الاستباقية، ليتمكّنوا من إعطاء أولادهم الأساس اللازم لكي ينجحوا في مساعيهم مستقبلاً».