التحالف يبدأ «جذب ولاءات اليمنيين» قبل الحرب البرية

الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 07:09 ص

مع بدء تدفق قوات برية كثيفة من قرابة 6 دول عربية بجانب قوات السعودية والإمارات، على اليمن لحسم معركة مأرب وتعز والانطلاق نحو تحرير العاصمة صنعاء، بدأت السعودية والإمارات ما أطلق عليه «حرب جذب ولاءات اليمنيين»، عبر توفير حزم مساعدات ودفع رواتب وحوافز لقبول طلاب اليمن في الخليج، بهدف تقليل مخاطر وقوف يمنيين متضررين من الحرب مع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدلله صالح»، ضد القوات البرية العربية.

ونشرت صحف ومواقع يمنية مؤيدة للتحالف ما قالت إنه بشرى سارة وغير متوقعة لليمنيين القادمين للمملكة، مشيرة لتوجيهات من ولي العهد «محمد بن نايف» لوزارة التعليم السعودية بالبدء في تنظيم قبول الطلاب والطالبات اليمنيين القادمين للمملكة، برفقة ذويهم بتأشيرة «زيارة/ هوية زائر» في مدارس المملكة.

كما أعلن الهلال الأحمر الإماراتي، دفع مرتبات موظفي قطاعي المياه والكهرباء بمدينة عدن جنوبي اليمن، حسبما قال وزير الإدارة المحلية «عبد الرقيب سيف فتح» في مقابلة على قناة «سكاي نيوز»، حيث أكد أيضا دور الإمارات في إعادة إعمار عدن ومنها القصر الجمهوري الذي أصبح شبه مكتمل لعودة الرئيس اليمني.

ويشهد اليمن تدفق قوات برية عربية ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية، استعدادا لمعركة تحرير العاصمة صنعاء من قبضة المتمردين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق «علي عبد الله صالح».

وأعلنت قيادة التحالف الاثنين أن لواء سعوديا بريا دخل إلى الأراضي اليمنية عبر معبر (الوديعة) متوجها نحو مأرب، وأن ألوية عربية من: قطر والكويت ومصر والأردن والسودان والمغرب في طريقها إلى موانئ يمنية للانضمام إلى نظيراتها السعودية والإماراتية المتواجدة في مأرب وعدن ومدن يمنية أخرى حيث ستساهم بشكل كبير في تحرير مناطق يمنية كثيرة من قبضة الحوثيين.

وأرسلت دولة قطر نحو ألف من جنودها إلى اليمن عبر معبر الوديعة الحدودي السعودي، وأرسلت الخرطوم 6 آلاف جندي من قوات الصاعقة السودانية إلى اليمن للانضمام لقوات التحالف، وكثف التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين وقوات «صالح في صنعاء، تمهيدا لدخول قوات التحالف البرية إلى العاصمة بعد تأخير هذه الخطوة قرابة 6 أشهر.

الإمارات تستقبل الإخوان

أيضا لوحظ أن الإمارات العربية المتحدة استقبلت – لأول مرة - ممثل عن حزب «التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) وتخلت عن تحفظها في التعامل معهم، وهي خطوة اعتبرت ردا على الرئيس السابق «صالح» ونجله بعد مشاركة قواتهما الحوثيين في قصف قوات التحالف في اليمن وقتل 92 جنديا منهم 45 إماراتيا و10 سعوديين و5 من البحرين.

وقال مصدر في حزب «الإصلاح إن القيادي في الحزب ورئيسه في عدن «انصاف مايو» وصل الاثنين إلى أبو ظبي لتقديم واجب العزاء في شهداء الإمارات، كما قام القيادي في «التجمع اليمني للإصلاح» «عبد الناصر باحبيب» بزيارة سفارة الإمارات في الأردن، لتقديم واجب العزاء في جنود الإمارات، وكان في استقباله سفير دولة الإمارات في الأردن الشيخ «بلال ربيع البدور، كما جاء في موقع الحزب الرسمي.

وأضاف أنه تم في اللقاء استعراض العلاقات الإماراتية اليمنية المتينة وأشاد «باحبيب» بالدور المتميز الذي أدته القوات الإماراتية في تحرير عدن، والدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات لليمن منذ عقود، متمنيا لها التقدم والازدهار.

صحيفة «صالح» لمحمد بن زايد: ما كان أبوك امرء سوء

وردا على التضيق الإماراتي «علي صالح» ونجله «أحمد» المقيم في الإمارات في ظل أنباء عن حصار قوات من الشرطة لمقر «أحمد صالح»، انتقدت صحيفة «اليمن اليوم» التابعة للمطبخ الاعلامي الذي يديره نجل «علي عبد الله صالح» من الإمارات العربية الغارات الجوية التي نفذتها قوات التحالف بقيادة السعودية واستهدفت عدد من المواقع العسكرية وأخرى تابعة لميليشيات الحوثي.

وجاء في افتتاحية اليمن اليوم (الثلاثاء) التي كتبها رئيس تحرير الصحيفة «عبد الله الحضرمي» قولها إن ما يصنعه الأبناء - في إشارة إلى أبناء الشيخ «زايد» هو «الخطأ والخطيئة» ، وإنه «لا يبرر ألم دولة الإمارات العربية المتحدة في مقتل وجرح عدد كبير من جنودها في اليمن، إطلاق يدها لسفك المزيد من دماء اليمنيين واستباحة عاصمتهم ومدنهم واستعراض عضلاتها الجوية على جار جريح».

وأضاف: «كان حرياً بحكام الدولة الاتحادية أن يجعلوا من فاجعتهم ومصابهم محطة للمراجعة أمام السؤال الكبير: لماذا جنودنا في اليمن أصلاً؟ على ماذا، وما هي قضيتنا مع الشعب اليمني، وما طبيعة الخطر والتهديد من شعب يُصب على رأسه مشتريات عشرات السنين من الصواريخ والقذائف؟، مضيفا: وكوننا نثق في القدرات الذهنية لأبناء الشيخ زايد فليس مستحيلاً أن يخرجوا بإجابات مضمونها (لقد كُنَّا ظالمين)، وأوردنا إبلنا غير مواردها».

وقالت (اليمن اليوم) عن أبناء «زايد»: «خاضوا حرباً ليست حربهم وصراعاً ليس صراعهم، وسفكوا دماءهم ودماء الشعب اليمني في حرب لا منطق لها ولا عقل ولا وجه»، مشيرة لنماذج من مدنيين يمنيين راحوا ضحايا الغارات الإماراتية، وأن المدنيين كثيرا ما يدفعون ثمن تلك الحرب حيث قُتِل المئات في تلك الضربات بينما كانوا نائمين في منازلهم، أو عندما كانوا يمارسون حياتهم اليومية».

أسباب تعجيل التدخل البري

ويقول مراقبون إن التدخل البري الذي يجري علنا هذه المرة مدفوعا بالغضب والرغبة في الانتقام من الحوثيين وقوات «صالح بعد قتلهم 92 سعوديا وإمارتيا وبحرينيا بصاروخ جاء لعدم أسباب بخلاف الانتقام منها:

أولا: ثبوت أن القوة العسكرية للحوثيين وجيش «صالح» لا تزال تملك وسائل ردع وتهديد للقوات العربية في اليمن والأخطر لتهديد مدن دول الخليج نفسها، بدليل ما كشفه المغرد الشهير (مجتهد) من تملك الحوثيين 30 صاروخا بالستيا من نوع موسودان بي ام، مداه من 3000 الف ال 4000 الف كيلو وأن الأمريكان أبلغوا السعوديين أن هذه الصواريخ لم تدمر في الغارات الجوية، ولا يعرف مكانها حاليا، فضلا عن صواريخ (توشكا) التي أطلق واحد منها على معسكر قوات التحالف في صافر في مأرب، وأدي لمقتل 92 جنديا، ما أثار غضب القيادتين السعودية والإماراتية.

ثانيا: تصاعد الانتقادات الحقوقية والدولية، لغارات التحالف بعدما أدت لقتلي مدنيين وتدمير مدن، يتردد أنهم 10 آلاف، والمخاوف من تحول المدنيين والقبائل لدعم الحوثيين بسبب الحصار حول اليمن وإطالة الازمة التي أثرت على معيشتهم ونقص السلع.

ثالثا: تضرر اقتصاديات دول خليجية خاصة السعودية من إطالة أمد الحرب التي طالت مدن حدودية سعودية، وقد اعترف (ابراهيم العساف) وزير المالية السعودي الأحد في حديث لمحطة «سي ان بي سي» الاقتصادية العربية إن بلاده ستخفض الإنفاق العام، كما ستصدر المزيد من السندات لسد العجز القياسي في الميزانية العامة، الذي يقدر بحوالي 130 مليار دولار، "إذا ما استمرت أسعار النفط في الانخفاض»، ولكن ما لم يقله الوزير أيضا هو نفقات الحرب في اليمن.



 

 

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية

«مجتهد»: 1070 قتيلا ومصابا بتفجير صافر والحوثيون لديهم صواريخ تهدد المدن السعودية

مصادر يمنية تؤكد انطلاق أول عملية برية لقوات التحالف العربي في مأرب

إعلان مقتل 10 جنود سعوديين في تفجير معسكر «صافر» بمأرب بعد تكتم لساعات

«الخطأ العسكري» الذي ارتكبته قوات التحالف وأدى لمقتل الجنود الإماراتيين

ارتفاع ضحايا تفجير معسكر «صافر» إلى 45 جنديا إماراتيا.. والبحرين تعلن مقتل 5 من جنودها

مصادر: قوات سودانية برية من 6000 جندي تستعد لدخول اليمن عبر السعودية

هل هو عدوان خليجي على اليمن؟

قصف للتحالف هو الأعنف على قواعد عسكرية ومنازل قياديين حوثيين في صنعاء

اليمن والخليج العربي والرئيس «عبد ربه»

غارات للتحالف تقتل وتصيب العشرات من الحوثيين في الجوف

صحيفة: هل كان انسحاب «هادي» من مفاوضات مسقط بأمر من الرياض؟

حول أسباب مشاركة بعض الدول في العمليات البرية في اليمن

وزير خارجية مصر السابق: القاهرة رفضت طلب الرياض بإرسال قوات برية إلى اليمن