قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن بريطانيا بقيادة رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» تشترط عند استقبال لاجئين ألا يكونوا في أوروبا فعلا، لأنهم «قاموا بالغش بحثا عن النجاة بأرواحهم وأسرهم».

جاء ذلك في تحليل ساخر نشرته الصحيفة أمس الإثنين، بعنوان «كاميرون يرفض استقبال لاجئين سوريين وصلوا أوروبا كأن هناك قاعدة تسلل إنسانية».

وأضافت الصحيفة في التحليل الذي كتبه «فرانكي بويل»، أن «كاميرون» الذي زار الإثنين، معسكرا للاجئين السوريين في لبنان استغرق ست سنوات ليتمكن من اتخاذ قرار أخلاقي وكان السبب في ذلك هو وفاة الطفل السوري (الذي وجد على أحد شواطئ تركيا).

وأوضحت الصحيفة أن هناك صورة نمطية في أوروبا نحو الأفارقة تقول إنهم لا يقدرون قيمة الحياة البشرية لكن الأوروبيين قضوا الصيف الأخير يشاهدون القوارب التى تتلاعب بها الأمواج في المتوسط وهي تحمل اللاجئين السوريين.

وأضافت أن كل ما شغل بال الأوروبيين في هذا الوقت هو ما إذا كان ذلك سيؤثر على جودة مياه البحر وإمكانية إغلاق الشواطيء أمام المصطافين.

وتابعت أنه «يبدو أن الغرب أحمق بما فيه الكفاية بحيث يتحدثون على سكايب ويلهون بينما يرفضون تصديق أن الأطفال يموتون هناك في الخارج على أعتاب أوروبا ولا يمكن إقناعهم بحقيقة ذلك إلا إذا جعلتهم يشاهدون صورا لذلك».

وبينت الصحيفة أن البعض يقول إنه لاينبغي أن نساعد اللاجئين بينما يوجد هنا في بريطانيا مشردون لايجدون مأوى لهم.

 «الغارديان» أضافت أنه «عندما طلب من مجلس العموم السماح بمشاركة المقاتلات البريطانية في قصف سوريا كان الهدف المعلن هو تجنب أزمة إنسانية تعصف بأوروبا لكن الأن بما أن الأزمة قد أصبحت حقيقة واقعة فإن يبدو أن بريطانيا لا تكترث بها».

ومنذ أيام يعبر آلاف اللاجئين الحدود إلى المجر، وهي أقصى نقطة في شرق منطقة شينجن الأوروبية التي يسمح فيها بالتنقل دون جوازات سفر، غير أنه تم منع هذا العبور اليوم الثلاثاء.

ويتوجه كثيرون إلى بلدان أوروبية أخرى في الغرب والشمال الأكثر ثراء في أسوأ أزمة لاجئين تشهدها أوروبا منذ حروب يوغوسلافيا في التسعينيات.

وجاءت أزمة اللاجئين لتلقي الضوء على تخبط «الاتحاد الأوروبي» في التعامل مع تزايد أعداد طالبي اللجوء السياسي، وفيما تتواصل الأزمة وتتصاعد، يواجه «الاتحاد الأوروبي» ضغطا متزايدا لاعتماد سياسة موحدة وشاملة لمواجهة تدفق اللاجئين.