دعت المملكة العربية السعودية، منظمة «التعاون الإسلامي» لعقد اجتماع وزاري طارئ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية وتطورات الأوضاع في مدينة القدس والاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك.
وذكر بيان صادر عن منظمة «التعاون الإسلامي»، اليوم السبت، أن المنظمة تلقت دعوة من المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع وزاري طارئ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وبحث الوسائل لوقف الاعتداءات.
ومن جانبه، أوضح «إياد مدني»، الأمين العام للمنظمة، أن الأمانة تنسق عن قرب مع الدول الأعضاء ليتم عقد الاجتماع في نيويورك خلال فترة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الشهر الجاري.
وأضاف «هذا الاجتماع يعتبر ضرورة ملحة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك، والمخطط الإسرائيلي الرامي إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا».
ومنذ فجر الأحد الماضي، تقتحم القوات الإسرائيلية يوميًا المسجد الأقصى وتشتبك مع المصلين فيه، وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي عليهم، ما يسفر عن سقوط عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.
ومن جانبه توقع الشيخ «رائد صلاح»، رئيس الحركة الإسلامية في (إسرائيل)، اندلاع انتفاضة فلسطينية، داخل الضفة الغربية بما فيها القدس، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن.
وقال «صلاح» في تصريحات لوكالة الأناضول في مدينة إسطنبول التركية «في حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، فإنها قد تؤدي إلى قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، في الضفة الغربية والقدس»، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تقوم بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وفق خطط مدروسة ومعدة مسبقاً.
ورأى أن الرد الشعبي على الصعيدين العربي والإسلامي، يكمن في الضغط على الاحتلال وحكومته، لوقف الإجراءات التعسفية التي يرتكبها الاحتلال، بحق المسجد الأقصى والمقدسيين.
وفي معرض سؤاله عن مستوى الشجب المحلي لما حصل بالأقصى، خلال الأيام الماضية، قال إن «موقف السلطة الفلسطينية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، ويتوجب عليها الضغط على حكومة الاحتلال، من خلال المحاكم الدولية، وأن تكون جادة في ذلك».
وكان الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس»، قد علق على ما حدث بالأقصى، في تصريحات صحفية، الأربعاء الماضي، قائلا : «بصراحة أنه لا دولة فلسطينية بدون القدس، يجب أن تكون الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية التي احتلت عام 1967، وكل إجراءاتهم (القوات الإسرائيلية) لن نسمح بها، هذه التقسيمات لا نقبلها، هذا الأقصى لنا، القيامة (الكنيسة) لنا، لا يحق لهم أن يدنسوها بأقدامهم القذرة، ولن نسمح لهم وسنعمل كل ما نستطيع من أجل حماية القدس».
من جانب آخر، أضاف «صلاح»، «لن نترك باباً إلا وسنطرقه من أجل أن نرفع صوت القدس عالياً»، مرحبا بموقف الأردن الذي أدان ما يجري في القدس والأقصى، داعياً إياه إلى أخذ إجراءات أكثر جرأة من الشجب والاستنكار.
وكان العاهل الأردني، الملك «عبد الله الثاني»، قال في تعقيبه على ما يحدث بالأقصى، في مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني، «ديفيد كاميرون»، في عمان، الإثنين الماضي، إن «استمرت هذه الأمور، والاستفزازات في القدس، واعتباراً من اليوم، فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خياراً، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة»، دون أن يشير أو يلمح لتلك الإجراءات.
يشار إلى أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب (إسرائيل).
وفي السياق ذاته، أشار الشيخ «صلاح» إلى أن الحكومة الإسرائيلية استغلت الأحداث الجارية في الساحة العربية، ولاسيما في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، ومصر، وانشغال هذه الدول عما يجري في القدس والأقصى.
وشدد على موقف الشباب في العالم الإسلامي، داعياً إياهم إلى نصرة الأقصى بكافة القدرات المتاحة لديهم، مرحباً بمواقف بعض الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها تركيا، وقطر، والسعودية، التي أدانت واستنكرت، الاعتداءات المتلاحقة على الأقصى.
ونشط الشيخ «صلاح» الذي يقطن مدينة أم الفحم، شمالي إسرائيل، من خلال مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية (أهلية)، في ترميم المسجد ومرافقه، وكشف المخططات الإسرائيلية التي تستهدفه وبخاصة الأنفاق في أسفله ومحيطه.
كما أنه يعتبر من الشخصيات الإسلامية البارزة داخل (إسرائيل)، ومن أشد المناهضين لسياسة الاستيطان، والاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى.