إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى «الاتحاد الأوروبي» وإبرام اتفاق لتنظيم تدفق اللاجئين

الاثنين 30 نوفمبر 2015 06:11 ص

قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، إن معاهدة «إعادة القبول» تشمل إعادة اللاجئين إلى بلدانهم، وفي حال تعذر ذلك، إعادتهم إلى آخر بلد عبروه قبل دخولهم إلى حدود «الاتحاد الأوروبي»، و ستدخل حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2016، وإعفاء الأتراك من تأشيرة السفر إلى دول «الاتحاد الأوروبي» في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي «دونالد تاسك»، ورئيس المفوضية الأوروبية «جان كلود يانكر»، عقب انتهاء قمة «الاتحاد الأوروبي» وتركيا التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء أمس الأحد.

وقال «داود أوغلو» إنه «يوم واجتماع تاريخي، فهو أول اجتماع على هذا النحو بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ 11 عاما، واتفقنا على عقد قمتين كل عام، فضلا عن الاتفاق بخصوص توفير آليات حوار رفيعة المستوى في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسية، من أجل تعميق علاقاتنا بشكل فعال للغاية».

وأوضح رئيس الوزراء التركي، أنه سيتم فتح الفصل الـ17 ضمن فصول مفاوضات انضمام بلاده لـ«الاتحاد الأوروبي» في 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل، مضيفا أن بعض الفصول الأخرى ستكون على الطريق، وبنفس الوقت، وسيتم الانتهاء من إلغاء تأشيرات الدخول وعملية إعادة القبول العام المقبل.

واعتبر «داود أوغلو» أن القرارات التي اتخذت، خطوات هامة جدا من ناحية فتح فصول جديدة، وتحديث الاتحاد الجمركي، وتعميق العلاقات الاقتصادية، والتعاون والمشاورات الاستراتيجية رفيعة المستوى، معربا عن امتنانه لتوافق نظرائه الأوروبيين بأن انضمام تركيا إلى الاتحاد يعد مكسبا للسلام العالمي وليس للاتحاد وتركيا فقط.

وأضاف «داود أوغلو»: «إذا تمكنا من حل المسألة القبرصية، والمحادثات تجرى بشكل جيد الآن، فإن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لن تكون حلما، وسنكون بذلك ملتزمين تجاه الوعود التي قطعناها أمام شعبنا بشأن تسريع عملية انضمامنا للاتحاد».

ولفت «داود أوغلو» إلى أن الحكومة التركية الجديدة (التي تشكلت عقب انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي) ستكون بمثابة حكومة إصلاحات وستبذل ما بوسعها من أجل فتح أكبر عدد من فصول التفاوض العام المقبل من أجل تسريع انضمام تركيا لأوروبا.

وأشار «داود أوغلو» أنهم اتفقوا على خطة عمل مشتركة حول المشاكل السياسية بمحيط تركيا والتوترات، وخاصة الهجرة غير الشرعية القادمة إلى أوروبا من سوريا، مبينا أنه بحسب الخطة فإن الطرح الأساسي هو اعتبار أزمة اللاجئين مسألة مشتركة، لذلك يجب التحرك بشكل مشترك بخصوص إيجاد حل لأزمة اللاجئين.

ونوه «داود أوغلو» أنهم اتفقوا على ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية من أجل حل أزمة اللاجئين، لافتا أنه إذا تواصلت موجة اللاجئين بهذا الشكل، فإن تركيا والاتحاد سيواجهان مشاكل كبيرة، حتى لو توفرت عشرات خطط العمل.

أوروبا تدعم تركيا بنحو 3 مليارات يورو

أبرمت تركيا اتفاقا مع «الاتحاد الأوروبي» لتنظيم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ينص على أن تقدم أنقرة العون للاتحاد في التعامل مع أزمة اللاجئين، مقابل الحصول على ثلاثة مليارات يورو (3.2 مليارات دولار) لتحسين وضع اللاجئين في البلاد، واستئناف المحادثات بشأن عضويتها في الاتحاد وإعفاء الأتراك من التأشيرة لدخول بلدانه.

واجتمع قادة «الاتحاد الأوروبي» المؤلف من 28 دولة مع رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» في بروكسل مساء أمس الأحد لترسيم موافقتهم السياسية الجماعية على الاتفاق الذي صاغه دبلوماسيون على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

وسيقدم الاتحاد ثلاثة مليارات يورو لتحسين أوضاع نحو 2.2 مليون لاجئ سوري في تركيا، وإقناع المزيد منهم بالبقاء بدلا من محاولة القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الجزر اليونانية ثم إلى دول الاتحاد.

كما قرر الجانبان تنفيذ خطة عمل مشتركة لاحتواء تدفق اللاجئين، تتضمن مساعدة تركيا -عن طريق الدوريات البحرية والضوابط الحدودية- في إدارة تدفق اللاجئين إلى «الاتحاد الأوروبي» والمتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط.

وقال مصادر صحفية من بروكسل إن الخطة تتضمن التزام تركيا بمكافحة شبكات الاتجار بالبشر وملاحقة المتورطين في تزوير جوازات السفر، إضافة إلى التعهد بإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية إن لم تتوفر فيهم شروط اللاجئين.

وقال رئيس المجلس الأوروبي «دونالد تاسك» إن مسؤولي الاتحاد التزموا بإحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى المنظمة الأوروبية المشلولة حاليا، متحدثا عن فتح الفصل السابع عشر من مفاوضات الانضمام والمتعلق بالسياسات الاقتصادية والنقدية.

وبموجب اتفاق أمس الأحد، قد ينتفع كثير من الأتراك من السفر إلى منطقة شنغن في «الاتحاد الأوروبي» دون الحاجة إلى تأشيرات دخول، إذا لبت تركيا عددا من الشروط بينها تشديد الأمن على حدودها إلى الشرق أمام المهاجرين الآسيويين.

وأشاد رئيس الوزراء التركي بما اعتبره يوما تاريخيا، وقال في ختام القمة أنا مسرور لأن جميع زملائي في أوروبا متفقون على أن لتركيا والاتحاد الأوروبي المصير نفسه.

ولم تفعل التدابير التي اتخذها «الاتحاد الأوروبي» في الآونة الأخيرة شيئا يذكر إزاء السيطرة على تدفق اللاجئين، ورغم أن الجو الشتوي قد يقلل من الأعداد لبضعة أشهر فإنه يؤدي أيضا إلى تفاقم معاناة عشرات الآلآف الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الحدود في البلقان، مما زاد من الضغوط على الزعماء الأوروبيين للتوصل إلى حل.

وقد انتقدت منظمات حقوقية موقف دول «الاتحاد الأوروبي» وتعاطيها مع أزمة اللاجئين، وما خلفه تراخيها في تقديم حلول إنسانية قانونية عاجلة بشأنهم، معتبرة أن قادة دول الاتحاد مستعدون للتخلي عن مبادئهم في حقوق الإنسان بسبب أزمة اللاجئين.

  كلمات مفتاحية

تركيا الاتحاد الأوروبي أحمد داود أوغلو أزمة اللاجئين تأشيرة الدخول

بعد الإجراءات الروسية ضدها.. أوروبا تدعم تركيا بـ3.1 مليار دولار

«الراشد»: موقف الخليج المحايد تجاه تركيا يعني التفريط في سوريا

«بوتين» يصدر قرارات اقتصادية ضد تركيا ويوجه بوقف عمالتها ابتداء من 2016

الاتحاد الأوروبي يقرر منح تركيا 3 مليار يورو لمساعدة اللاجئين السوريين

«داود أوغلو» عقب أحداث جبل التركمان: سنرد فورا على أي تهديد لأمن تركيا

«أردوغان» يحذر من الخلط بين أزمة اللاجئين وهجمات «الارهاب»

«أوغلو»: تعديل الدستور ليس لتقوية «أردوغان» وحل الأزمة السورية مرتبط برحيل «الأسد»

«داود أوغلو»: تعهد الاتحاد الأوروبي المالي لا يكفي للتعامل مع أزمة اللاجئين

منزل واحد يحتضن أخوين سوريين وأطفالهما الـ 45 في تركيا

لاجئون سوريون ينتخبون مخاتيرهم في مخيم جنوبي تركيا

«المفوضية الأوروبية» توصي بإلغاء تأشيرة دخول الأتراك لدول الاتحاد

«مولود أوغلو»: إعفاء الأتراك من التأشيرات «صفحة جديدة» مع الاتحاد الأوروبي

«كاميرون» يغير موقفه: تركيا لن تصبح عضوا بالاتحاد الأوروبي قبل عام 3000

المصادقة على إنشاء «حرس الحدود الأوروبي»