أكد «ينس ستولتنبرغ» أمين عام حلف الشمال الأطلسي «الناتو»، اليوم الإثنين، أن أعضاء الحلف يجمعون على حق تركيا في حماية مجالها الجوي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، في مقر الحلف ببروكسل، عقب لقاء جرى بين الطرفين هناك.
ودعا «ستولتنبرغ» روسيا إلى القيام «بدور بناء في استهداف العدو المشترك، وهو تنظيم الدولة الإسلامية»، وفقا لوكالة «الأناضول».
وأضاف أن «الأوضاع على حدود الناتو الجنوب شرقية تتغير بسرعة، وناقشنا الأحداث التي أسفرت عن إسقاط الطائرة الروسية، جميع الأعضاء يدعمون حق تركيا في الدفاع عن أجوائها الجوية وحماية وحدة ترابها».
أمين عام الناتو أعرب عن امتنانه لجهود تركيا في خفض التوتر ومحاولتها التواصل مع موسكو، معتبرا أن حادثة الطائرة «أثبتت أهمية تقوية الآليات الدولية من أجل استقرار علاقات الحلف مع روسيا وزيادة الشفافية والقدرة على التنبؤ».
وأكد أهمية وجود هذه الآليات في منع وقوع حوادث مماثلة، ومنع حصول توترات في حال وقوعها، والحيلولة دون خروجها عن نطاق السيطرة، لافتا في الوقت ذاته إلى «تطابق معلومات تركيا مع معلومات الحلف حول إسقاط الطائرة الروسية».
وأضاف «ستولتنبرغ»: «أنقرة أطلعتنا بكل المعلومات، حول انتهاك الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي، وفي نفس الوقت حصلنا على معلومات من مصادر أخرى، حيث كانت متطابقة مع المعلومات التركية».
وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، أكد لنظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، تأييد بلاده وحلف شمال الأطلسي، لـ«حق تركيا في الدفاع عن سيادتها».
وأوضح البيت الأبيض في بيان له، نقلته وكالة «رويترز»، أن «أوباما» تحدث هاتفيا مع «أردوغان»، يوم الثلاثاء الماضي، بشأن «الحاجة إلى تهدئة التوترات مع روسيا بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية-السورية».
وأضاف البيان: «اتفق الزعيمان على أهمية تهدئة الوضع والسعي إلى ترتيبات لضمان ألا تقع مثل هذه الحوادث مرة أخرى».
من جانبها، أصدرت الرئاسة التركية بيانا أكد فيه أن الاتصال تناول نقطتي «حق تركيا في الدفاع عن نفسها» و«السعي نحو تهدئة الأوضاع».
وأضافت أن «الرئيسين أعربا عن التزامهما بإجراء عملية سياسية انتقالية نحو السلام في سوريا، وكذلك عزمهما المشترك على دحر تنظيم الدولة الإسلامية».
وأسقطت تركيا، يوم الثلاثاء الماضي، طائرة عسكرية روسية في منطقة جبل التركمان بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، بعدما انتهكت المجال الجوي التركي، وتم تحذيرها 10 مرات، خلال 5 دقائق، بحسب ما أعلنت رئاسة الأركان التركية، إلا أن الرئيس الروسي اعتبر إسقاط الطائرة طعنة في الظهر.
واخترقت المقاتلات الروسية المجال الجوي لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أكثر من مرة منذ بداية الحملة العسكرية الروسية على سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما اعترضت عليه تركيا بشدة، وحذرت القيادة التركية وقتها من أن «روسيا ستكون مسؤولة عن أي حدث غير مرغوب به قد يقع مستقبلا».
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قد حذر روسيا من إمكانية «خسارة صداقة تركيا» بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية منتشرة في سوريا، لكن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، «ديمتري بيسكوف»، أعرب عن تمنياته آنذاك بألا تتسبب حادثة انتهاك إحدى الطائرات الروسية للأجواء التركية، في حدوث ضرر بالعلاقات بين موسكو وأنقرة.