أثار تعيين رئيس وزراء جديد في ليبيا، انقساما في المجلس الأعلى للدولة الليبي، في وقت يؤكد فيه رئيس الوزراء الحالي "عبدالحميد الدبيبة" عدم تنازله عن السلطة إلا لحكومة منتخبة.
وأعلن رئيس المجلس وهو بمثابة غرفة ثانية للبرلمان (مقره طرابلس) "خالد المشري"، موافقته على تعيين "فتحي باشاغا"، رئيسا جديدا للحكومة، ولاحقا صدر بيان من المجلس يحمل توقيعه، يؤكد أنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي".
وأضاف البيان: "نؤكد للجميع أن التعديل الدستوري الثاني عشر الصادر عن مجلس النواب، وكذلك تغيير رئيس الوزراء هي قرارات غير نهائية، وهناك العديد من الملاحظات حولها، وأن قرار المجلس بهذا الخصوص، سيكون خلال جلسة رسمية، وبشفافية كاملة مقدمين الحرص على سلامة الوطن ووحدته وحرمة الدم الليبي بعيدا عن أي مكاسب سياسية ومصالح ضيقة قد يفكر البعض فيها".
واعتبر الخبير القانوني الليبي "مجدي الشبعاني"، أن موافقة "المشري" كانت "سياسية بامتياز"، مشيرا إلى أن جلسة المجلس الأعلى للدولة، الإثنين، ستحسم الموقف من الإجراءات التي اتخذها البرلمان.
بينما أرجع المحلل الليبي "عبدالله الكبير"، تراجع "المشري" إلى الرفض الشعبي المتصاعد، والمطالبات التي بدأت تتزايد والداعية إلى إسقاط المجلسين، بحسب "الحرة".
وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة "صالح جعودة"، أن هناك انقساما داخل المجلس الأعلى للدولة، قائلا: "ما قاله المشري بموافقته على تعيين باشاغا، يعبر حقيقة عن موقف مجموعة من المجلس وليس كل المجلس".
وأضاف: "ربما كان المشري يخطط للموافقة على إجراءات مجلس النواب، بمعنى أن يوافق على تعديل المادة 12 فيحصل على اشتراك المجلس الأعلى للدولة في التعديل على الدستور مقابل الموافقة على باشاغا في منصب رئيس الحكومة".
وكان "باشاغا"، أعلن بدء مشاورات تشكيل الحكومة مع مختلف الأطراف والمناطق، رغم رفض "الدبيبة" تسليم السلطة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل أيام استمرار دعمها لـ"الدبيبة" رئيسا للوزراء، وهو ما زاد من ضبابية المشهد السياسي في البلاد.
وتم تنصيب "الدبيبة" العام الماضي رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية، وهي هيئة جرى تشكيلها عبر عملية دعمتها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات الليبية المنقسمة.
وصوت البرلمان الليبي، الخميس الماضي، لصالح استبدال "الدبيبة" بـ"باشاغا"، ما يثير احتمالية نشوب صراع على السلطة في العاصمة طرابلس، بعدما تعهد الأول بتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة فقط، وحصوله على دعم مسلح من مدن ليبية مختلفة.