منتجو «أوبك» متشائمون من أسعار النفط في 2016

الأربعاء 16 ديسمبر 2015 04:12 ص

لا يرى منتجو منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» فرصة تذكر لتسجيل زيادة كبيرة في أسعار النفط في 2016 في وقت من المحتمل أن يؤدي فيه ارتفاع الإنتاج الإيراني إلى زيادة الفائض في المعروض بينما يظل من المستبعد كبح الإنتاج طوعا.

ويقول مندوبون لدى «أوبك» بعضهم من دول خليجية إن ارتفاع أسعار النفط لم يوشك بعد رغم استمرار نمو الطلب العالمي وتراجع نمو الإمدادات من خارج المنظمة بسبب هبوط الأسعار لأقل من النصف في 18 شهرا.

ويرى البعض أن السوق ستشهد توازنا أكبر بحلول 2017 وإن كانوا يتوقعون تعرض النفط لمزيد من الضغوط بما قد يؤدي لوصول الأسعار إلى منتصف نطاق 30-40 دولارا للبرميل بسبب المعنويات في السوق وليس العوامل الأساسية قبل أن تنتعش تدريجيا بحلول النصف الثاني من العام المقبل.

وتظهر التعليقات التي تأتي بعد أيام من عدم موافقة «أوبك» على وضع سقف للإنتاج للمرة الأولى في عقود أن المندوبين في المنظمة يخفضون توقعاتهم بتحسن السوق. ففي أغسطس/آب كان المندوبون الخليجيون يأملون بأن يبلغ سعر النفط 60 دولارا للبرميل بحلول هذا الشهر.

وقال مندوب لإحدى الدول المنتجة الكبرى في «أوبك»: «في النصف الأول من العام المقبل ستكون الأسعار تحت ضغط بسبب العرض الذي يتجاوز حجم الطلب والمخاوف بشأن الإمدادادت الإيرانية».

وأضاف: «في ظل الأسعار المتدنية حاليا أرى أنه من الصعب توقع أن تكون الأسعار أعلى من 40-45 دولارا لخام برنت طوال العام. لا أعتقد أنه سيبلغ 60 دولارا».

وهبط خام برنت إلى 36.33 دولار للبرميل يوم الإثنين، مسجلا أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية في ديسمبر/كانون الأول 2008 وذلك عقب اجتماع «أوبك» في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الذي جددت المنظمة خلاله استراتيجيتها التي تتبناها منذ عام والمتمثلة في الإنتاج دفاعا عن حصتها السوقية في مواجهة منافسيها ذوي التكلفة العالية.

وقال مندوب آخر لدولة غير خليجية من أعضاء «أوبك»: «لا يمكن أن تكون متفائلا في ظل مثل تلك الظروف السوقية مع الأخذ في الاعتبار أن سعر خام برنت اليوم دون 39 دولارا للبرميل».

وأضاف: «أعتقد أن 2016 لن يكون أفضل من 2015 مع متوسط (سعر للبرميل) 50 دولارا على الأكثر ما لم تتبن أوبك إجراء لخفض الإنتاج وهو أمر مستبعد».

هل ستتعافي السوق بعد النصف الأول؟

سوق النفط العالمية متخمة بالمعروض بالفعل إذ تشهد فائضا في الإمدادات يتجاوز الملياري برميل يوميا وذلك قبل وصول أي براميل إضافية قد تضخها إيران فور رفع العقوبات الغربية عن طهران.

وتقول بعض المصادر من «أوبك» إنه بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن تؤدي الزيادة المحتملة في أسعار الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع إلى هبوط الأسعار أكثر حتى وإن كان ذلك لفترة قصيرة.

لكن تلك المصادر تتوقع أيضا أن تبدأ المخزونات العالمية في التراجع بحلول النصف الثاني من 2016 بما سيدعم الأسعار أكثر مع اقتراب نهاية العام.

وأضافت أن من المنتظر أيضا أن تتراجع الإمدادات من المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة مثل منتجي النفط الصخري الأمريكي بوتيرة أسرع العام المقبل على الرغم من صمودها حتى الآن حيث يتكبد الكثير من هؤلاء المنتجين خسائر تشغيلية.

قال مصدر ثالث من «أوبك»: «نحن نراهن على خفض الإنتاج الزائد من المنتجين المرتفعي التكلفة... 2017 تحمل المزيد من الآمال بإعطاء بعض الدعم للسوق».

وأضاف: «لكننا بحاجة لمراقبة الصادرات الإيرانية أيضا. متي سيكون باستطاعتهم ضخ المزيد»، متوقعا أن ترتفع الأسعار إلى مستوى في حدود 50 دولارا للبرميل بحلول 2017.

وتتوقع «أوبك» نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.25 مليون برميل يوميا في 2016 وتراجع الإمدادات من خارجها بنحو 400 ألف برميل يوميا مع تضرر المنتجين المنافسين من انهيار الأسعار بما سيؤدي إلى تراجع التخمة لأقل من النصف مقارنة مع مستواها هذا العام لتصل إلى نحو 900 ألف برميل يوميا.

غير أن ارتفاع إمدادات النفط من إيران قد يعوض هذا التراجع حيث تسعى طهران إلى تعزيز إنتاجها بما لا يقل عن مليون برميل يوميا -وهو ما يمثل نحو واحد بالمئة من المعروض العالمي- بعد رفع العقوبات المفروضة عليها العام المقبل وإن كان هناك تشكك في حجم الإنتاج الذي تستطيع إيران ضخه بالفعل والإطار الزمني لذلك.

ويأمل مندوبان آخران من «أوبك» بأن يتحسن السوق بعد النصف الأول من العام المقبل.

وقال أحدهما إن برنت قد يرتفع فوق 60 دولارا للبرميل أوائل 2017 عندما تبدأ السوق في التوازن.

وقال الآخر إنه يتوقع أن تظل الأسعار منخفضة العام المقبل وأن يتراوح سعر برنت بين 40 و45 دولارا للبرميل على أن يرتفع إلى حدود 50 دولارا بحلول نهاية 2016.

وأضاف هذا المندوب: «أعتقد أن السوق تتحرك نحو بلوغ القاع الذي قد يكون في حدود 35 دولارا وبعد ذلك ستنتعش السوق تدريجيا لكنها ستظل ضعيفة... لا يمكن أن تتوقع (سعر) 35 دولارا لفترة طويلة لأنه لا تغيير في العوامل الأساسية بالسوق».

«موديز» تخفض توقعاتها لأسعار النفط

بدورها، جاءت توقعات وكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية بالنسبة لأسعار النفط متشائمة أيضا.

فقد خفضت توقعاتها لأسعار النفط كثيرا بسبب مخاوف من استمرار تخمة المعروض لفترة طويلة.  

وتقول إن الرفع المحتمل للعقوبات عن إيران قد يضيف إمدادات كبيرة للسوق في عام 2016.

كذلك خفضت توقعاتها كثيرا لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي.

وتتوقع أن تصل أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى 12 دولارا للبرميل من المكافئ النفطي عام 2016 و13.50 دولار للبرميل من المكافئ النفطي في 2017 و15 دولارا عام 2018.

وخفضت توقعاتها لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2016 إلى 43 دولارا من 53 دولارا للبرميل.

كما خفض توقعاتها لسعر خام غرب تكساس الوسيط - وهو الخام القياسي في أمريكا الشمالية - في 2016 إلى 40 دولارا من 48 دولارا للبرميل.

وتقول إن الزيادات المستمرة في إنتاج «أوبك» من النفط طغت على نمو الطلب العالمي وأدت إلى نمو سريع لمخزونات النفط.

لكنها تتوقع أن يزيد الطلب العالمي على النفط قرابة 1.3 مليون برميل يوميا عام 2016 بما يمثل زيادة عن توقعاتها السابقة.

  كلمات مفتاحية

منتجو أوبك أسعار النفط 2016 تخمة المعروض منظمة البلدان المصدرة للبترول نمو الطلب

أمين عام «أوبك»: تدني أسعار النفط لن يستمر طويلا

«أوبك» تاريخ من التعامل مع أسواق مضطربة

«الطاقة الدولية»: سياسة «أوبك» التي تقودها السعودية بدأت في النجاح

«أوبك» تتوقع تفاقم تخمة النفط في 2016 رغم تباطؤ إنتاج المنافسين

سلطنة عمان تقرر خصخصة 3 شركات حكومية في 2016

نفط الخليج أكبر الخاسرين من رفع الفائدة الأمريكية

سعر نفط سلة «أوبك» في أدنى مستوى منذ 11 عامًا

وزير الطاقة القطري: وضع سوق النفط يمثل تحديا لخطط النمو لكن لا مبرر للتشاؤم

إيران ترفع إنتاج النفط نصف مليون برميل خلال يوم واحد

وزير النفط العراقي: «أوبك» لن تخفض سقف الإنتاج

أسعار النفط إلى أين؟

سعر الخام الأمريكي يتخطى «مزيج برنت» لأول مرة منذ سنوات

«أوبك» تتوقع تقلص حصتها السوقية في 2020 مع استمرار إنتاج المنافسين