واشنطن بوست للمشاركين في قمة المناخ: لا تتغافلوا عن الطاغية السيسي وسجنائه

الخميس 3 نوفمبر 2022 10:59 ص

"في مصر.. لا تتغافلوا عن الطاغية وسجنائه السياسيين".. بهذه الكلمات دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الدول المشاركة في قمة المناخ المنعقدة الشهر الجاري في مصر، إلى عدم صرف النظر عن طغيان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة التي خصصتها للحديث عن مصر وقمة المناخ المزمع عقدها في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مدينة شرم الشيخ.

وأضافت: "عندما سينظر المشاركون بمؤتمر المناخ الـ27 الذي تعقده الأمم المتحدة في شرم الشيخ على البحر الأحمر المتلألئ، سيشعرون بأنهم أمام منظر ملهم لإنقاذ الكرة الأرضية، ولكن عليهم النظر في الاتجاه الآخر نحو القاهرة، عاصمة الدولة البوليسية الشرسة بقيادة السيسي".

وتابعت: "يجب عليهم ألا يكفّوا النظر أو الصمت بشأن احتقار البلد المضيف للكرامة الإنسانية الأساسية".

وهذه الدعوة تأتي وسط تصاعد المطالب الحقوقية من مصريين وأجانب الموجهة إلى قادة العالم لعدم السماح للسلطات المصرية بتحويل المؤتمر إلى وسيلة لغسل سمعتها الحقوقية أو التغطية على الانتهاكات التي تشهدها حقوق الإنسان في البلاد.

ودعت الصحيفة قادة العالم إلى "التوقف لحظة لتذكر علاء عبدالفتاح، الناشط البريطاني المصري الذي كان واحدا من زعماء الحركة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك أثناء الربيع العربي في عام 2011".

ولفتت الصحيفة إلى أن "عبدالفتاح يقبع الآن وراء القبضان خلال السنوات الثماني الماضية بتهمة نشر الأخبار الزائفة، ويخوض إضرابا عن الطعام وبالكاد يتمسك بالحياة، وأعلن قبل فترة أنه سيتوقف عن شرب الماء، بشكل زاد من مخاوف عائلته وأصدقائه بأنه سيموت".

وقالت الصحيفة، إنه "على المشاركين في المؤتمر مساءلة أنفسهم عن السبب الذي تقبع فيه معظم الكفاءات القادرة على مساعدة مصر لمواجهة التغيرات المناخية، وراء القضبان، ومن بينهم سيف فطين، المتخرج من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا الأمريكي، وهو مهندس بيئي كان يعمل على حلول لقضايا معقدة في مجال الطاقة المستدامة".

ولفتت إلى أن "فطين هو في سجن جزئي منذ عام 2019، ولم توجه إليه التهم، مثل آلاف غيره في مصر".

ووتابعت: "هناك أيضا أحمد عماشة، الطبيب البيطري والمتخصص في العدالة البيئية، الذي اختفى في يونيو/حزيران 2020 لمدة 6 أشهر ولا يزال معتقلا، إلى جانب صفوان وسيف ثابت، الأب والابن مديري شركة جهينة للصناعات الغذائية التي أنشئت على طراز مزرعة استهلاكية أكدت على الاستدامة، وهما معتقلان في مرحلة ما قبل المحاكمة لسنوات بسبب رفضهما التخلي عن الشركة للمؤسسات التجارية التي تملكها الدولة المصرية".

وعندما بدأت مجموعة من المصريين التخطيط للتظاهر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تم اعتقالهم واتهموا بـ"الانضمام وتمويل جماعة إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة والتحريض لارتكاب جرائم إرهابية"، حسبما جاء في بيانات الجبهة المصرية لحقوق الإنسان.

وقالت الصحيفة إن "نظام السيسي منتهك نظامي لحقوق الإنسان".

ولفتت إلى أن "السيسي يقوم بالإفراج أحيانا عن أعداد صغيرة من المعتقلين السياسيين لإسكات نقاده، لكن طبيعته الحقيقية انكشفت في الأيام الأخيرة، عندما اتصل بقناة تلفزيونية بعدما تجرأت زعيم حزب سياسي على انتقاده"، في إشارة للناشطة جميلة إسماعيل.

ونقلت عن "السيسي" قوله في المداخلة: "كنت مديرا  للمخابرات العسكرية في عهد مبارك.. أنا مطّلع على كل شيء وأعرف تاريخ كل شخص".

وباختيار الأمم المتحدة شرم الشيخ مدينة مضيفة، فيجب عليها ألا تتجاهل الزوايا غير المتطورة حول الكرة الأرضية، والتي تواجه مخاطر الأمن الغذائي والأمراض والفقر، لكن كل شخص معني بإنقاذ  الكرة الأرضية عليه الاهتمام أيضا بمسألة الحرية، والوقوف أمام الديكتاتوريين، حسب الصحيفة.

وتابعت: "لا يمكن تجاهل مأزق السجناء السياسيين في مصر، ولطخة الاستبداد التي تنتشر في كل أنحاء العالم، في الوقت الذي سيجتمع فيه المشاركون على شاطئ شرم الشيخ المتلألئ للتباحث في أفضل طريقة لضمان مستقبل الكرة الأرضية".

وكانت تعقد آمال كبيرة على أن يبادر الناشطون في أمريكا الشمالية وفي أوروبا بالضغط على حكوماتهم حتى تشترط على مصر مقابل حضورهم ومشاركتهم في القمة أن تفي الحكومة المصرية بمتطلبات أساسية في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك العفو عن سجناء الضمير الذين يقبعون في السجون لا لجرم ارتكبوه سوى ما يتهمون به من مثل تنظيم المظاهرات أو نشر تصريح يذم النظام أو بحجة تلقي منح مالية من الخارج.

وفي 12 يوليو/تموز الماضي، أصدرت 36 منظمة حقوقية مصرية ودولية، بيانا طالبت فيه القاهرة بوضع حد لحملة القمع ضد منظمات المجتمع المدني والاحتجاجات السلمية؛ وذلك من أجل إنجاح قمة المناخ "كوب 27".

وينعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في نسخته الـ27 خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمدينة شرم الشيخ المصرية.

وتجمع القمة الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالإضافة إلى آلاف الخبراء والصحفيين، وممثلي الشركات، والمجموعات غير الحكومية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر القمع السيسي حقوق الإنسان قمة المناخ

ذي إنترسبت: السيسي يستغل قمة المناخ لتنظيف سمعة نظامه السيئة

قبل شهر من مؤتمر المناخ.. مصر تواجه تحدى المشاركة وحقوق الإنسان

منظمات حقوقية: استفتاء السيسي يجري في مناخ قمعي

لماذا يخشى السيسي احتجاجات المصريين خلال قمة المناخ؟

قبل قمة المناخ.. 56 مشرعا أمريكيا يطالبون بايدن بالضغط على مصر لإطلاق سراح ناشطين

بلومبرج: صعوبات غبر مسبوقة تواجه راغبي المشاركة بقمة المناخ في مصر

الإمارات تعلن حضور بن زايد قمة المناخ في مصر

وسط انتقادات حقوقية وتشكيك في النجاح.. انطلاق مؤتمر المناخ في مصر

مصر تدعم جهود مكافحة تغيير المناخ في الخارج وتحاربه بالداخل.. ما القصة؟