غابت كتب جماعة «الإخوان المسلمين»، وحضرت أخرى تنتقدها، لليوم الخامس على التوالي من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 47، والمنعقد شرقي العاصمة المصرية القاهرة.

وانطلقت، الأربعاء الماضي، فعاليات الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمدينة نصر شرقي العاصمة المصرية، بمشاركة 34 دولة.

وافتتح «شريف إسماعيل»، رئيس الوزراء المصري إلى جانب عدد من المسؤولين، وأصحاب دور النشر، المعرض الذي جاءت دورته الحالية تحت عنوان «الثقافة في المواجهة»، وتستمر فعالياتها حتى 11 فبراير/شباط المقبل.‎

ورصدت وكالة الأناضول للأنباء، آراء بعض زوار المعرض، وسط استنكار لحظر كتب بعينها، من بينها ما يخص منظري جماعة «الإخوان المسلمين».

«ضياء علاء»، 22 عامًا، طالب جامعي، وممثل مسرحي، قال: «لم أجد، خلال زيارته للمعرض كتب العلماء المحسوبين على الأزهر، وعلى رأسهم شيخه السابق محمد سيد طنطاوي، بجانب غياب كتب العلامة محمد متولي الشعراوي».

وأضاف: «من المثير للسخرية في معرض هذا العام، انتشار كتب تحمل أفكار توفيق عكاشة (برلماني وإعلامي مصري مثير للجدل، يقدم أفكارًا يراها مفكرون وسياسيون غير واقعية)»، مشيرا إلى انتشار كتب التبشير وتحضير الجن وكتب المفكرين اليهود داخل المعرض.

«عبد الرحمن عثمان»، باحث أثري، أبدى تحفظه على منع أي أفكار لجماعات تحتويها كتب حظرت داخل المعرض، مشيرا إلى أن «الشيء الإيجابي لمعرض العام الحالي، قرار وزارة الثقافة بخصم 90% من أسعار الكتب لحاملي بطاقات التموين».

وكانت وزارة الثقافة، عقدت اتفاقية تعاون مع وزارة التموين، بعنوان «كتاب ورغيف»، تقضي بمنح 90 % خصمًا على كتب معرض الكتاب لحاملي بطاقات التموين.

وذكر «أحمد علي»، طالب جامعي، أنه لاحظ انتشار كتب «تهاجم جماعة الإخوان المسلمين بالمعرض، أبرزها: طاعون الإسلام السياسي، للكاتب طارق حجي، وألغام في منهج الإخوان، للكاتب أحمد ربيع الغزالي».

وأفاد بأن «القائمين على المعرض حرصوا على حظر كتب الجماعة، وفي الوقت ذاته سمحوا بتداول كتب الشيعة ومنظريهم في مصر، وعلى رأسهم القيادي الشيعي أحمد راسم النفيس».

ويحظر المعرض عرض أي كتب تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، أو أفكارها أو منظريها، بحسب تصريحات صحفية سابقة لوزير الثقافة المصري، «حلمي النمنم».

وقال «النمنم»، إن «المعرض العام الحالي خالٍ من أي كتب تضم أفكارًا أو تم تأليفها بواسطة أشخاص منتمين للإخوان المسلمين».

وأدرجت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين جماعة «إرهابية» في نوفمبر/ تشرين ثان 2013، وحظرت أنشطتها.

وفي 13 يناير/ كانون ثان الجاري، خرج مجلس الوزراء المصري بمشروع قرار يعاقب بمقتضاه بالحبس وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه (1250 دولار تقريبًا)، ولا تزيد على ثلاثين ألف جنيه (3750 دولار تقريبًا)، «كل من نشر أو صنع، أو روج، أو صدّر أو استورد أو نقل، داخل البلاد أو خارجها أو حاز بقصد الاتجار أو التوزيع أو الإيجار أو اللصق أو العرض، مطبوعات أو شارات أو رسومات أو ملصقات أو علامات أو رسوماً يدوية أو فوتوغرافية أو إشارات رمزية أو غير ذلك من الأشياء التي ترمز إلى كيانات أو جماعات إرهابية تعمل داخل البلاد أو خارجها».

ومعرض القاهرة الدولي، من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، بدأ أولى فعالياته عام 1969، وفي عام 2006 أُعتبر ثان أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب و يزور المعرض حوالي 2 مليون شخص سنويا.

وقبل أيام، طالب وزير العدل المصري المستشار «أحمد الزند» بقتل مئات الآلاف من جماعة «الإخوان المسلمين» ومن يحبهم ويعاونهم على سبيل الثأر لمن سقط من الجيش والشرطة.

وفي لقاء على إحدى الفضائيات المصرية الخاصة قال «الزند» إنه يجب الثأر ممن وصفهم بالإرهابيين وشفاء غليله.

وأضاف في برنامج «على مسؤوليتي» الذي يقدمه الإعلامي «أحمد موسى» بفضائية «صدى البلد» المصرية أنه لن يكفيه إلا قتل 400 ألف من جماعة «الإخوان» ومن يحبهم ويعاونهم مقابل من سقطوا من قوات الجيش والشرطة، على حد قوله.