عبر سعوديون عن رفضهم التنظيم الجديد الصادر عن مجلس الوزراء بتحديد اختصاصات «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وذلك عبر وسم «الشعب ضد إلغاء مهام الهيئة» الذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء.
وخلال الوسم غرد سعوديون وآخرون من دول أخري، منتقدين التنظيم الجديد، ومطالبين بإعادة النظر فيه، بعد ساعات من إعلان مجلس الوزراء السعودي، أمس، موافقته على تنظيم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ووضع التنظيم الجديد، حداً لممارسات كانت تقع من بعض أعضاء الهيئة، وأثارت المجتمع السعودي، إذ حدد الأماكن التي يباشرون فيها أعمالهم وساعات عملهم، وحظر عليهم القيام بإجراءات الضبط والتحفظ والمتابعة والمطاردة، على أن يعمل بالتنظيم من تاريخ تبليغه.
وبحسب التنظيم، فإن أعضاء الهيئة سيباشرون اختصاصهم «في الأسواق والشوارع والأماكن العامة، وذلك خلال ساعات عملهم الرسمي المرتبة والمجدولة بشكل رسمي من إدارة كل مركز، وليس لرؤساء المراكز أو أعضاء الهيئة إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم، التي تعد من اختصاص الشرطة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات».
الناشط «فهد» قال: «نحن المتضررين وليس الهيئة فهم يمارسون اشرف مهنة ونحن المستفيدين ولكن حال إلغائها.. فالشعب هو الخاسر الأكبر».
كما انتقد «أحمد السلطان» قائلا: «بدلا من أن تطور وينشئ معاهد وكليات خاصة بها نظير إنجازاتها، التي فاقت عدة وزارات، في ظل قلة مواردها، تقلص مهامها!».
أما «طلال العتيبي» فأشار إلى أن معظم الشعب ضد تقليص صلاحيات الهيئة، وكتب: «أنا اجزم أن 90% من الشعب ضد إلغاء مهام الهيئة، ونطالب بتقدمها وتطورها وليس تقليصها».
فيما قال «إبراهيم الفارس»: «حينما يقلص عمل الهيئات، سينتشر الفساد، وحينها فلا تسأل عن الهلاك»، بينما تساءل الكاتب «صالح العايد»: «هل أجاز مجلس الشورى هذه التغييرات في صلاحيات الهيئة؟»
الناشط «عبد المحسن الأحمد» كتب: «انظر لفرح المنافقين، بإيقاف وتحجيم شعيرة من شعائر الله لتعرف عدائهم للدين!».
وشارك الناشط «إبراهيم المعتاز» عبر الوسم بقوله: «قرار خاطيء.. آمل أن يتراجع عنه أو تلغى المادة السابعة أو تعدل بما يضمن للهيئة صلاحيات إجرائية غير البلاغ!».
بينما طالب آخرون الملك «سلمان» بالتدخل، وقال «منصور سلطان»: «بعض المنتفذين يملكون القدرة على إصدار قرارات ضد رغبة الشعب. نداءنا لله ثم لملكنا سلمان الحزم التفت لنا».
أما «عائشة العتيبي»، فكتبت: «عامة المجتمع معها، ومع زيادة صلاحياتها، وإلغاءها ضد رغبة الشعب، ومن يؤيد القرار هو من تعمل الهيئة ضد انحلاله».
وقال «عبد الله زقيل»: «من مرر القرار لم يكن ناصحا لولاة الأمر وأتمنى إعادة النظر فيه والعجيب أنه لم يعرض على مجلس الشورى للموافقة عليه!».
في الوقت الذي قال الناشط «المهند»: «يريدون أن يزيلوا المنكرات بالطريقة التي يريدونها هم، لا بالطريقة الشرعية التي رسمها رسول الله»، وأضاف «خالد الفالح» قائلا: «لا نجاة إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا تخلينا عن هذا الأمر، فسوف نعرض أنفسنا وبلادنا لخطر عظيم».
وتابعت «كاميليا الحربي»: «السلامة واﻷمان تقوم على القيام باﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وفق منهج سليم».
وأشار «محسن المطيري»، بالقول: «من يظن أن مهمة الحسبة مقتصرة على الأعراض فهو واهم.. الحسبة سبب في أمن المجتمع من السحرة وعصابات الترويج والخمور».
«نايف الشمري»، ناشط كويتي، كتب: «أنا كويتي وأتمنى تكون عندنا هيئة، واحترق لما أشوف بعض الشعب السعودي الشقيق مايبون الهيئة».
ناشطة اخرى تطلق على نفسها اسم «داهية الجزيرة»، كتبت: «أنأ من الأردن، وتكثر عندنا حوادث الزنا، والعلاقات الغير الشرعية، ونتمنى أن يكون عندنا هيئة مثلكم يا سعوديين».
ووصفت «منار الرياض»، القرار بأنه بداية الانحلال، وكتبت: «أكثر من 45 ألف تغريدة تؤكد أن الشعب يريد الهيئة لكبح جماح الخارجين عن الأخلاق بنات وأولاد.. إنها بداية الانحلال!»
مؤيدون ومتخوفون
على الناحية الأخرى، دافع قليلون عن القرار، ووجدوا فيه عودة النظام إلى الحياة العامة، بعيدا عن تجاوزات البعض، حيث قال الناشط «لؤي»: «القرار اللي جا ما إلغاءها، بل وضع حل وحد لتجاوزاتهم.. طبعا الفردية مثل ما تقولوا».
وقال «ماجد»: «أنا من الشعب ومع قرار إلغاء مهام الهيئة أو الأفضل إلغاء الهيئة تماما».
وأضافت «منال سعود»: «يكفينا تجاوزات للهيئة وتجسس وسوء ظن ورمي المحصنات والظلم وإلصاق التهم،يجب تنظيم عملهم واختيار رجالها من الخيرة».
وجهة نظر أخرى، تزعمها الكاتب «فهد الدغيثر»، حين كتب: «للسعوديين.. يتم تصميم مثل هذا الوسم وغيره في الخارج والهدف إثارة المجتمع وتقسيمه وسترون مثله كثير.. التجاهل التجاهل».
واتفق معه الناشط «خليفة الإماراتي»، حين كتب: «لو بحثتم في أغلب الحسابات التي تهاجم الهيئة بشكل مقزز أكاد أجزم أن 1% منها سعودية والباقي مخابرات خارجية».
و«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، هي هيئة رسمية سعودية، تأسست في 1940، ومكلفة بتطبيق نظام «الحسبة»، المستوحى من الشريعة الإسلامية، كما توصف من قبل بعض وسائل الإعلام بـ«الشرطة الدينية»، أو «رجال الهيئة» وأحيانا «الهيئة» فقط للاختصار.
