كشف المهندس «محمد رجب سمكري»، ممثل وزارة المالية وكبير مهندسيها، عن إنجاز 400 مليون ساعة في مشروع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لتوسعة المسجد الحرام، وقال إن حجم الزيادة في التوسعة يصل إلى 63% من حجم المشروع الأصل، مشيراً إلى زيادة حجم المطاف من 35 ألفا إلى 107 آلاف.
وأشاد «سمكري» بأعمال المهندسات السعوديات في مشروع التوسعة، مشيراً إلى إشرافهن على أعمال الأشغال الفنية، والزخارف، والنحاسيات، ولفت إلى فرص وظيفية للمهندسات السعوديات في مجال السلامة للعمل في مشروع التوسعة، وقال إنهم ابتعثوا 38 شابا سعوديا إلى ألمانيا للتدرب على تنفيذ الأنفاق الصخرية، وحالياً يعملون في المشروع بعد أن أنهوا تدريبهم، فيما بلغت نسب السعوديين 13%.
ويزور المسجد الحرام نحو 800 مليون زائر في العام الواحد، ويشهد 150 ألف زائر في الساعة.
وشهدت أعمال التوسعة الشمالية إزالة 13 مليون م3 من القطع الصخرية، وإزالة 4882 عقارا، وإنشاء 15 ألف دورة مياه، جار العمل على زيادتها.
توسعة الحرم على مدار التاريخ
وعلى مرّ العصور فرضت عوامل متعددة توسعات متتالية للحرم المكي، فقد وسعه الفاروق «عمر بن الخطاب»، رضي الله عنه عام 17 للهجرة، ومن بعده عثمان بن عفّان رضي الله عنه في عام 26 للهجرة.
وكذلك فعل خلفاء أمويون وعباسيون وعثمانيون.
وقد كانت التوسعة الأولى للمسجد الحرام في العصر الحديث عام 1955، حيث تضاعفت مساحة الحرم نحو سبع مرات إلى قرابة مئتيّ ألف متر مربع، ليتسع لنحو أربعمئة ألف مصلّ.
وفي عام 1988، بدأت المملكة أكبر توسعة في حينها للحرم المكي لتصبح بذلك المساحة الإجمالية 365 ألف متر مربع، تتسع لنحو ثمانمئة ألف مصلّ في الأيام العادية وتصل مليونا في أوقات الذروة.
ومع تزايد أعداد زوار بيت الله الحرام شرعت المملكة في توسعة أكبر للحرم المكي تقفز بمساحته إلى نحو 1.5 مليون متر مربع، بطاقة استيعابية تقدّر بنحو مليون وثمانمئة ألف مصلّ.
واشتملت التوسعة على ستة عناصر، أهمها مبنى للتوسعة الأساس يستوعب ثلاثمئة ألف مصل، كما هدفت إلى توسعة الساحات الرئيسية للحرم لتستوعب 330 ألف مصلّ، إضافة إلى جسور وخمسة أنفاق للمشاة.
وشكل تدشين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز التوسعة الثالثة للمسجد الحرام محطة مهمة في مسار توسعة الحرم المكيّ، إذ رفعت طاقته الاستيعابية لأكثر من مليونين وثلاثمئة ألف مصلٍّ.
كما ترتفع طاقة المطاف الاستيعابية من 48 ألف طائف إلى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة.
وهذه التوسعة الأكبر في المسجد الحرام تتضمن 78 بابا آليا، تغلق بالتحكم عن بعد وترفع عدد المآذن إلى 11.