زحام في الكونغرس على صفحات سرية تخص دور السعودية في هجمات 11 سبتمبر

الأحد 15 مايو 2016 09:05 ص

كشف موقع «ذي هيل» الإخباري الأمريكي أن هناك تزاحما كبيرا بين نواب الكونغرس على تقديم طلبات الإطلاع على مضمون 28 صفحة سرية، كانت ضمن تقرير من مئات الصفحات أعدته لجنة تحقيق مستقلة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011، وتدور تلك الصفحات حول العلاقة المحتملة للنظام السعودي بتلك الهجمات.

وحسب تقرير نشره الموقع المتخصص في متابعة شؤون مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكيين، أمس السبت، خرجت لجنة التحقيق هذه، والتي شكلها الكونغرس، بعد نحو عامين من العمل الدؤوب، بتقرير ضم أكثر 800 صفحة، وأجاب عن كل الأسئلة الممكنة بخصوص الهجمات.

إلا أن إدارة الرئيس السابق «جورج دبليو بوش» ارتأت بعد استشارة وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية (سى أى إيه) عدم نشر فصل صغير من التقرير يتكون من 28 صفحة، ويتناول دور الحكومات الأجنبية فى الهجمات لاعتبارات تتعلق بـ«الأمن القومى».

وتوجد هذه الصفحات فى غرفة شديدة الحراسة تحت سطح الأرض أسفل مبنى الكونغرس، ولا يُسمح لأحد، منذ ذلك الحين، بالاطلاع عليها، إلا عدد محدود من أعضاء الكونغرس، وكبار المسؤولين الأمريكيين شريطة تقديم طلب بذلك إلى «لجنة الاستخبارات» في الكونغرس، والتي عادة ما توافق على مثل هذه الطلبات.

كما يخضع كل من يطلب الإطلاع على هذه الصفحات لتفتيش دقيق؛ حيث يتم سحب كل ما معه من جوالات أو أقلام أو أوراق أو أى أجهزة تصوير، قبل الدخول إلى الغرفة التي تحتوي على الصفحات.

موقع «ذي هيل» كشف عن أنه منذ انطلاق الدورة التشريعية الجديدة للكونغرس في يناير/كانون الثاني 2015، قدم ٧٢ نائبا طلبات من أجل الإطلاع على مضمون الصفحات السرية الـ٢٨، لافتا إلى أن عدد الطلبات في العام 2015 فقط يزيد بنحو 3 مرات عن عدد الطلبات المماثلة التي جرى تقديمها خلال عامي ٢٠١٣ و ٢٠١٤ معا، والتي بلغت 25 طلبا فقط.

وحسب «لجنة الاستخبارات» في الكونغرس، كان هناك «ارتفاع لافت» في عدد الطلبات التي قدمتها نواب الكونغرس للإطلاع على هذه الصفحات السرية بعد أن تناولها، الشهر الماضي، تقرير في «برنامج 60 دقيقة»، الذي تبثه قناة «سي بي إس» الأمريكية.

وفي هذه الحلقة من البرنامج، قال السيناتور السابق «بوب غراهام»، وهو من أكثر الشخصيات اطلاعا على هذه الصفحات السرية، إنه «لا يصدق بأن 19 شخصا، أغلبهم لا يتكلمون الإنجليزية، ولم يسافروا إلى الولايات المتحدة من قبل، ولم يحصل بعضهم على تعليم ثانوى، استطاعوا تنفيذ مهمة معقدة كهذه من دون أن يحصلوا على بعض الدعم الجوهرى من داخل الولايات المتحدة».

وزعم «غراهام» أن هذا الدعم لم يأتِ من «جهة محددة، بل شاركت فيه الحكومة السعودية إلى جانب ممولين، وجمعيات تعمل تحت الغطاء الخيرى، وأنه تم التعتيم على هذا الدور من أجل حماية العلاقة الحساسة مع تلك المملكة».

واعتبر موقع «ذي هيل» أن زيادة عدد طلبات الإطلاع على هذه الصفحات السرية، والتي تم الموافقة عليها، يظهر تنامي الاهتمام بها، وسط تزايد احتمالات الكشف عن مضمونها علنا خلال هذا الصيف.

وكانت مزاعم، حسب الموقع، تحدثت عن أن هذه الصفحات تحتوي على تفاصيل بشأن الدعم الذي قدمه عدد من كبار المسؤولين السعوديين لتنظيم «القاعدة» قبيل هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

الحكومة السعودية، التي نفت بشدة أي ضلوع لها في الهجمات، حثت في وقت سابق الإدارة الأمريكية على رفع السرية عن 28 صفحة؛ لإنهاء التكهنات حول ما تحتوي عليه.

وكان عدد من أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول سلكوا مسلكا قانونيا لمقاضاة الحكومة السعودية على خلفية تلك الهجمات، زاعمين أن نظام آل سعود أعطى دعما بطريقة أو بأخرى للأشخاص الـ19 الذين قاموا باختطاف الطائرات المشاركة في تنفيذ الهجمات.

وبينما يمنع القانون الأمريكي المضي قدما في تحريك مثل تلك الدعاوي القضائية، يدرس الكونغرس، في الوقت الراهن، تمرير تشريع للسماح بمتابعة هذه الدعاوى قضائيا، بينما تحشد الإدارة الأمريكية الدعم لإفشال إقرار هذا التشريع.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال «جيم كريندلر»، أحد المحامين الذين يمثلون ضحايا هجمات الـ11 سبتمبر/أيلول: «إذا ما حدث وتكشفت كافة المعلومات وتم تمرير القانون، سنستطيع المضي قدما في مقاضاة السعوديين».

وكانت تقارير صحفية ذكرت، مؤخرا، أن السعودية أبلغت إدارة «أوباما» وأعضاء الكونغرس بأنها ستبيع وتُصفّي أصولاً أمريكية تملكها المملكة، وتُقدر بمئات المليارات من الدولارات، إذا ما أقر الكونغرس مشروع القانون هذا.

وخلصت «لجنة التحقيق» التابعة للكونغرس فى أحداث 11 سبتمبر/أيلول فيما يتعلق بالسعودية إلى نتيجة مفادها «استبعاد تورط كبار المسؤولين السعوديين أو جهات حكومية سعودية فى تمويل تنظيم القاعدة».

ولم يتم توجيه أى اتهام رسمى للحكومة السعودية بتورطها أو بقيامها بأى دور فى تلك الهجمات.

وكانت هجمات 11 سبتمبر/أيلول هزت أرجاء الولايات المتحدة؛ حيث قام 19 مهاجما، بينهم 15 سعوديا، باختطاف أربع طائرات مدنية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها؛ حيث اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة الدولية، في مدينة نيويورك، واصطدمت طائرة ثالثة بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) في ولاية فيرجينيا، بينما سقطت طائرة رابعة في ولاية بنسلفانيا قبل الوصول غلى هدفها بضرب مبني الكونغرس في واشنطن.

وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 قتيلا، بينهم 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.


 

  كلمات مفتاحية

السعودية أمريكا الكونغرس هجمات 11 سبتمبر

مطالبات بكشف ملف سري حبيس أدراج «الكونغرس» قد تفتح «حربا دبلوماسية» سعودية أمريكية

خبير اقتصادي: أصول السعودية في أمريكا تبلغ تريليون دولار.. وتهديدها ليس خدعة

تشريع أمريكي جديد قد يدين الرياض في هجمات 11 سبتمبر .. والمملكة تلوح بإجراءات اقتصادية

السفارة السعودية في واشنطن: اتهام المملكة بدعم هجمات 11 سبتمبر تجميع للأوهام

«أوباما» يواجه ضغوطا للإفراج عن تقرير سري يتهم السعودية بتمويل هجمات 11 سبتمبر

«الشيوخ» الأمريكي يقر قانونا يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية

«أوباما» سيستخدم الفيتو ضد مشروع قانون يتيح لأسر ضحايا هجمات سبتمبر مقاضاة السعودية

قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» ... أزمة سعودية أمريكية تلوح في الأفق

السعودية غير قلقة من مشروع «العدالة ضد الإرهاب» الأمريكي

السعودية لأعضاء «الكونغرس»: نراقب 20 ألف مسجد وأغلقنا 400 ألف موقع إلكتروني «متشدد»

كاتب الـ«28 صفحة»: لم نجد دليلا على تورط السعودية في هجمات سبتمبر

وفد من الكونغرس يدعو لتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية

ترقب نشر وثائق سرية تبرئ السعودية من هجمات 11 سبتمبر

«ملف 17» يكشف أسماء 4 سعوديين على علاقة بمنفذي هجمات 11 سبتمبر

الصفحات السرية لتقرير هجمات 11 سبتمبر: المعلومات عن تورط سعوديين عرضة للشك