حذر مستشار الرئيس اليمني «ياسين مكاوي»، من تداعيات الأوضاع في بلاده، قائلا إن الوضع الراهن ينبئ بقرب الكارثة، ما لم يتخل «الحوثيون» عن العنف، والالتزام بتطبيق مخرجات «الحوار الوطني».

واعتبر «مكاوي» في حوار لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن دعوات الانفصال تتزايد كلما اقتربنا من الخطر، وأن الانفصال لن يكون بين شمال وجنوب، بل داخل الشمال وداخل الجنوب أيضا.

كما نفى «مكاوي» صحة ما تردد بشأن مساندة الجيش والطائرات الأمريكية لـ«الحوثيين» في قصف مدينة رداع بمحافظة البيضاء، قائلا إنه لا يمكن للجيش اليمني مساندة فصيل أو جماعة في أعمال عنف، موضحا أن واجبات الجيش هي حماية الوطن، وأن القائمين عليه لديهم مسؤوليات محددة يمليها الواجب الديني والأخلاقي في حماية أرواح المواطنين ومكتسبات الوطن.

وفي تعليقه على خطاب الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، قال «مكاوي» إن الأمور استفحلت في اليمن، وتتطلب معالجة جدية وسريعة بعد تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية، وهو ما كان السبب في إلقاء الرئيس خطابه الأخير، خاصة أن المخاطر أصبحت تكمن في الانتظار والتسويف، وهو ما يخدم دعاة الحرب والفوضى، مشيرا إلى أن العاقل لا يرى إلا نفقا مظلما سيقود لا محالة إلى الحرب الأهلية، وهي الكارثة التي يخشى اليمنيون الوقوع فيها.

وأضاف أن خطاب «هادي» جاء محذرا من الذهاب إلى هذه الهاوية، داعيا القوات المسلحة وأجهزة الأمن للقيام بمسؤولياتها، ومطالبا «الحوثي» بالانسحاب من كافة المدن بما فيها العاصمة صنعاء، وإلقاء السلاح، والانخراط في العمل السياسي.

كما أوضح «مكاوي» أن مشاهد الرعب والدمار في وطننا العربي، سبب آخر دفع الرئيس لتحذير اليمنيين من الكارثة التي تنتظره إذا أصرت الأطراف على محاولات الانفراد بالسلطة، واتخاذ العنف سبيلا للوصول إليها.

وشدد «مكاوي» على أن الرئيس لا يريد الانزلاق بالبلاد نحو الحرب، وأنه حريص كل الحرص على ألا تواجه القوة بالقوة، وعلى من يرقب من بعيد أن يدرك بأن الوضع في اليمن أصبح خطيرا للغاية، لافتا أنه إذا حدثت المواجهة فلن يكون هناك منتصر.

وعن تولي الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة ، أكد «مكاوي» أن «الحراك» متمسك بالمناصفة في الحقائب الوزارية بين الشمال والجنوب، حسب توصيات «الحوار الوطني»، مشيرا إلى أن رفض «الحراك» للعرض «الحوثي» يمثل دعوة لـ«الحوثيين» أن يتجنبوا الدخول إلى الجنوب، ورسالة شعبية واضحة انطلقت منذ احتفالات 14 أكتوبر/تشرين الأول في عدن، ورسالة سلمية ترفض المواجهة والعنف.

وطالب «مكاوي» بتطبيق مخرجات «الحوار» التي أقرت المناصفة في الحكومة، موضحا أن توزيع الحقائب الوزارية أعطى «أحزاب المشترك» 9 حقائب، ومثلها لـ«المؤتمر الشعبي العام»، وتناصف «الحراك الجنوبي» وجماعة «الحوثي» 12 حقيبة، وهو ما دفعهم للتقدم بمقترحات للمطالبة بالتساوي في مسؤوليات الحكومة، وأن يكون الحوار الفيصل في هذا الأمر.

وأشار إلى أن مطالبهم تستند لمخرجات «الحوار الوطني» الذي شمل معظم مكونات العمل السياسي وكافة شرائح المجتمع، موضحا أن المناقشة مع الرئيس لتشكيل حومة الوفاق أسفرت عن اتفاق الجميع أن يحتفظ الرئيس بحق تسمية وزراء الحقائب السيادية وتضم الداخلية، والدفاع، والمالية، والخارجية.

وفي سياق متصل أكد «مكاوي» أن «الحراك الجنوبي» دعاة سلم، وخطواته في الجنوب سلمية، وإن اتخذت شكل التصعيد الجماهيري، مطالبا قوات الأمن والقوات المسلحة التفريق بين ما يجري في عدن وما جرى في صنعاء والذي لم يكن في صالح أحد، بل أدى إلى العنف، وسيؤدي إلى مزيد من الاحتقان السياسي والأمني ما لم تكن هناك معالجات لهذا الواقع، مشددا على ضرورة العودة إلى مخرجات« الحوار الوطني»، وتشكيل حكومة وفق مخرجاته، حتى يمكن تفادي مزيد من الانقسام والتصعيد.