مصر تنفي تلقّيها منحة كويتية بمليار دولار، رغم تأكيد مسؤولون كويتيون مطلع الأسبوع الماضي أن البنك المركزي المصري قد تسّلمها بالفعل. بينما أكد «السيسي» تقديره للدعم الكويتي المستمر لمصر، معربا عن تطلعه لزيارة أمير الكويت قريبا.
نفى مصدر حكومي مصري رفيع المستوى ما تردد حول تلقي مصر مليار دولار منحة من الكويت إلى مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدًا أن البنك المركزي المصري لم يصله حتى الآن هذه الأموال ولم تدخل بحساباته. جاء ذلك فى تصريحات خاصة لصحيفة «اليوم السابع».
بدوره، قال مسؤول في وزارة المالية الكويتي، الاثنين الماضي، أن بلاده قامت بتحويل منحة مالية قدرها مليار دولار إلى مصر، يوم الأحد الماضي. وأضاف لإحدى الوكالات رافضا ذكر اسمه، أن تلك المنحة هي آخر دفعة من المساعدات التي أعلنت الكويت عن تقديمها لمصر، عقب الانقلاب على الرئيس «محمد مرسي»، في يوليو/تموز الماضي.
وذكر المسؤول، في تصريحات الإثنين الماضي: «حولنا المبلغ أمس، واستلمه البنك المركزي المصري، وجرى إدراج تلك الأموال في موازنة الدولة الكويتية خلال العام المالي الجاري تحت بند إعانات خارجية».
ولفت المسؤول، أن باستلام مصر تلك المساعدات، تكون قد حصلت على نحو 4 مليارات دولار من الكويت، منذ يوليو/تموز الماضي، وتلك الأموال تمثل إجمالي المساعدات التي وعدت الكويت تقديمها إلى حكومة الانقلاب في مصر.
وقال مسؤولون كويتيون إن حصول مصر على مساعدات تتضمن منح، يجب أن يوافق عليها مجلس الأمة (البرلمان) أولا، بعد أن تقدم الحكومة مشروع قانون خاص بها، إلا أن المسؤول بوزارة المالية أكد إن مجلس الأمة الكويتي اعتمد الموازنة قبل «عطلته الصيفية الروتينية» التي بدأت 3 يوليو/تموز الماضي، وتلك الموازنة تضمنت الإعانات، وبالتالي لا حاجة لعقد جلسة خاصة لإقرار المنحة فقد مرت بالفعل ضمن الموازنة.
وقال المسؤول إن الـ3 مليارات الأولى من المساعدات تسلمتها مصر على دفعتين منها ملياري دولار عبر بنكها المركزي كوديعة بفوائد ميسرة السداد، ومليار أخر تسلمته كمنحة لا ترد عبر مشتقات نفطية.
وكان المحامى الكويتي «عبدالله الكندري» قد رفع دعوى قضائية العام الماضي، طالب فيها بوقف المنحة الكويتية لمصر، معتبرا أن قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن يمثل إهدارًا جسيمًا للمال العام، ويأتي مخالفاً للدستور والقانون.
للمفارقة فإن خبر منح الكويت مليار دولار لمصر تزامن مع دعوة أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الصباح» الثلاثاء الماضي، الحكومة والبرلمان إلى الحفاظ على موارد البلاد وترشيد الانفاق من أجل مواجهة الدورة الحالية من الانخفاض في اسعار الخام، مضيفا: «إن عليكم مسؤولية منع الهدر في الموارد وترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه دون التأثير على مستوى المعيشة»، داعيا إلي اعتماد خطط تنموية لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط.
السيسي يقدر دعم الكويت منذ 30 يونيو
من ناحية أخري، أكد قائد الانقلاب العسكري والرئيس المصري الحالي «عبد الفتاح السيسي»، صباح اليوم السبت، أن العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والكويت هي علاقات عريقة ووطيدة واستثنائية حيث قدمت هذه العلاقات الثنائية دائما نموذجا لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب اختلطت خلالها دماء الشهداء من مصر والكويت. وذلك فى حوار له مع وكالة الأنباء الكويتية.
وأضاف «السيسي» أن «الكويت تحتل المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، والثالثة عربياً، وسنعمل معا على دعم هذه الاستثمارات وتنميتها وتذليل أي عقبات تواجهها بما يحقق المصالح المصرية والكويتية»، كما أعرب عن «تقدير الشعب والحكومة المصرية للدعم السياسي والاقتصادي الكويتي لمصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن وهو ما يؤكد على إيمان الجانبين بوحدة المصير المشترك».بحسب قوله.
يذكر أن حكومة الانقلاب العسكري قد تلقت منحا من دول عربية تضم الإمارات والكويت والسعودية خلال العام المالي الماضي 2013/2014، والمنتهى في يونيو/حزيران الماضي، بلغت قيمتها 13.8 مليار دولار، وفق إحصاءات حكومية صدرت منتصف أكتوبر/تشرين الأول.