فنزويلا وإيران تشعلان الدبلوماسية في «أوبك» لرفع الأسعار

السبت 15 نوفمبر 2014 02:11 ص

بدأت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وضع كل الكروت على الطاولة قبل اجتماع وزراء النفط للمنظمة آخر الشهر الحالي لمناقشة هبوط أسعار النفط التي فقدت نحو 30%من قيمتها، ووضعت ميزانيات الكثير من الحكومات في منطقة الخطر.

وأشعلت الدول المعروفة داخل أوبك باسم «الصقور الدبلوماسية» هذا الأسبوع بعد الجولة التي قام بها وزير النفط الإيراني «بيجان زنقنيه» في الخليج، تليها زيارة وزير خارجية فنزويلا وممثلها في أوبك «رافييل راميرز» إلى الجزائر وقطر أمس ضمن جولة يقوم بها إلى دول «أوبك» والمنتجين الكبار خارجها بهدف رفع الأسعار.

ولعل الزيارة الأهم ستكون بين «فنزويلا وإيران»، إذ إن «راميرز» في طريقه إلى إيران لمقابلة المسؤولين هناك بهدف حشد أكبر دعم ممكن لرفع الأسعار.

ويوجد داخل منظمة أوبك فريقان من الدول؛ الفريق الأول وهو المعروف بـ«الحمائم»، وهم الذين يريدون أسعارا معقولة لا تؤثر على الطلب من المستهلكين، ويقود هذا الفريق «السعودية» ويضم دول الخليج الأخرى إضافة إلى أنغولا.

أما الفريق الآخر فيعرف باسم «الصقور»، وهم الذي يريدون أسعار نفط عالية بغض النظر عن أي عوامل أخرى، ويرون أن على المستهلكين خاصة في الدول المتقدمة أن يتخلوا عن طمعهم ويتشاركوا الثروة مع الدول الأقل نموا والتي يتكون منها كل أعضاء «أوبك»، ويضم فريق الصقور كلا من إيران والعراق وفنزويلا ونيجيريا إضافة إلى دول أخرى.

وعندما يجتمع الفريقان في فيينا الشهر المقبل، سيكون أمام الحمائم مهمة صعبة لإقناع الصقور بأي أمر سوى خفض إنتاج المنظمة ورفع الأسعار، وهنا تكمن المشكلة.

وجاء تحرك وزراء فنزويلا وإيران بناء على أوامر من رئيسي الدولتين «حسن روحاني» و«نيكولاس مادورو»؛ إذ تحتاج كل دولة منهما إلى بقاء سعر النفط عند مستوى يفوق 100 دولار بكثير حتى لا تسجل ميزانيتهما أي عجز.

 وكانت أسعار نفط برنت في لندن قد هبطت أمس لليوم الثاني على التوالي عند مستوى تحت 80 دولارا، ويقول المحلل الكويتي والرئيس التنفيذي السابق لشركة البترول الكويتية العالمية «كامل الحرمي»: «الكل بدأ التحرك، والزيارات كثرت إلى المنطقة وإلى السعودية التي بيدها أغلب الأدوات، ولكن كل المحاولات الدبلوماسية قد لا تنفع لأن السعودية كانت صريحة مع الجميع وقالت إنها تريد أن يتحمل الجميع في أوبك معها أعباء تخفيض الإنتاج إذا ما احتاجوا إليه».

وأرجع الكثير من المحللين انخفاض الأسعار إلى تراكم فائض في السوق النفطية يقدر بنحو مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا في الوقت الذي تباطأ فيه نمو الاقتصاد العالمي.

 ولن ينقذ الأسعار إلا أن تقوم أوبك بقص إنتاجها بكمية تعادل كمية الفائض، كما يقول مصرف «بي إن بي باريبا» الفرنسي في تقرير يوم أمس، وتعاني دول «أوبك» اليوم من إشكالية «سعر تعادل الميزانية» الذي أصبح يؤرق الجميع. وسعر تعادل الميزانية هو سعر برميل النفط الذي تحتاج إليه كل دولة حتى لا تشهد ميزانيتها عجزا ماليا وتضطر إلى الاستدانة أو استخدام موارد أخرى، كالاحتياطيات المالية لتغطية وسد العجز. وبسبب تزايد اعتماد دول الأوبك على النفط مصدرا رئيسا للدخل وفشل الكثير في تقليل الاعتماد عليه، أصبح الكل رهين تقلبات الأسعار وسياساتهم مرهونة بمصير البرميل.

وتحتاج دول أوبك أن تبقي سعر سلتها في المتوسط عند 105 دولارات هذا العام حتى لا تسجل ميزانيتها أي عجز مالي، بحسب تقديرات نشرتها أول من أمس مؤسسة الاستثمارات البترولية العربية (أبيكورب)، التي تتخذ من الدمام مقرا لها وتمتلكها الدول العربية المصدرة للبترول.

وبحسب تقديرات «دويتشه» الألماني فإن السعودية ستحتاج إلى متوسط سعر نفط 99 دولارا لميزانية 2014، فيما ستحتاج الكويت إلى 75 دولارا والإمارات إلى 80 دولارا. وستحتاج نيجيريا إلى 126 دولارا، فيما ستحتاج فنزويلا إلى 162 دولارا، وهو الأعلى بين كل أعضاء «أوبك».

ولا تشكل الأسعار الحالية قلقا كبيرا لدول الخليج الأعضاء في المنظمة، وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر؛ نظرا لتمتعها باحتياطيات مالية عالية، كما أن الأسعار التي تحتاج إليها لمعادلة الميزانية هذا العام ليست مرتفعة كباقي الدول في المنظمة مثل العراق وفنزويلا وإيران.

المصدر | الخليج الجديد+ الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

أوبك الصقور الحمائم إيران فنزويلا السعودية النفط أزمة النفط أسعار النفط

فى النظام النفطي الجديد أيهما ستختار أوبك: السعر أم حصة السوق؟

«وول ستريت جورنال»: مسؤولو السعودية منقسمون بشدة حول انخفاض أسعار النفط

ضد من تستخدم السعودية سلاح النفط ؟!

الأيام تثبت أن سوق النفط أقوى من السعودية وأوبك

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

وزير النفط الكويتي يستبعد خفض انتاج أوبك للتأثير على الأسعار

أوبك: السعودية والإمارات والكويت قد تخفض إمدادات النفط

النفط يواصل تراجعه وسط تكهنات بشأن نتائج اجتماع أوبك

إيران تسعى لمضاعفة صادراتها النفطية في شهرين لدى رفع العقوبات

أسعار النفط ترتفع بعد 3 أيام من الخسائر بفعل بيانات قوية وتكهنات بشأن أوبك

اللجنة الاقتصادية في «أوبك» تراجع التوقعات للسوق تمهيدا لاجتماع بشأن السياسة

رئيس فنزويلا يبحث في طهران مواجهة تدهور أسعار النفط .. ويطالب بتفعيل عمل «أوبك»

«خامنئي» يبارك اتفاقا بين إيران وفنزويلا لتنسيق حملة ضد انخفاض أسعار النفط

الرئيس الفنزويلي من الجزائر: يجب الحيلولة دون استخدام النفط كسلاح لإخضاع الدول

إيران بلد مصدر لوقود الديزل للمرة الأولى بعد إبرام اتفاق مع العراق